قصة منتصف الليل.. حينما اكتشفت «سارة» أن الحب الأول «زوج شقيقتها»
الأحد، 31 مارس 2019 11:00 م
وقفت «سارة» على قدم وساق مع والدتها لإعداد ما يلزم لاستقبال الضيوف المنتظرين وكانت التجهيزات على غير العادة فكان هناك اهتمام خاص، فلماذا لا يهتم الجميع وهو الشاب الذى تنتظره الأسرة، بصحبة أهله للتقدم لخطبة أختها الصغرى «ندى»، وبعد ما يقرب من ساعة سمعت دقات الباب فأسرع الأب لاستقبال الضيوف ووقفت «سارة» بعيدًا تراقب التحركات الخارجية وبجوارها شقيقتها العروس فكانت الصدمة فور دخولهم، فالعريس المنتظر هو الشاب الذى عشقته «سارة» قديما قبل زواجها وإنجابها طفلين، وكان يبادلها ذات المشاعر ولكن أهله رفضوا أن يتخذ خطوة الخطبة وهو فى سن صغير فكان حينها يدرس فى الجامعة، فارتعش قلب «سارة» وبدأت قطرات العرق تتساقط على جبهتها ودققت النظر فى ملامحه التى عشقتها، فوجدته لا يتغير كثيرًا سوى أن عيناه اللامعتان انطفأت كثيرا فتذكرت أنهما كانا يلمعان فى نظرته لها.
بدأت الأسئلة تزعج تفكير «سارة» وتسيطر عليها، فكيف لها أن تتقبل وجود حبيبها الأول كزوج لشقيقتها؟ وهل كان على علم قبل الحضور بأنه سيتقدم لخطبة شقيقة حبيبته؟ وإذا كان على علم فكيف تجرأ ليخطو هذه الخطوة؟، ولكن سرعان ما انقطع تفكيرها بصوت والدتها التى طلبت منها الحضور لمساعدتها فوقعت عيناها بعيناه وتعلقت أمام الجميع وكأن كافة المحيطين بهما اختفوا من عقولهما فى هذه اللحظة إلى أن نظر حبيبها إلى عروسته باهتمام وجلس الجميع للاتفاق على تفاصيل الزواج وانتهى الأمر بتحديد موعد الزفاف بعد عدة أشهر وتعالت أصوات الزغاريد فرحا بالعروسين وحاولت "سارة" إخفاء المشاعر التى سيطرت على قلبها وتفكيرها وحاولت إظهار مشاعر حبها لزوجها وأطفالها لتؤكد لحبيبها السابق أنها أصبحت زوجة وأم ووجهت كافة مشاعرها لعائلتها.
ومرت فترة الخطبة وتزوج العروسان وبدأت العلاقة تتوطد بين الحبيب وأفراد الأسرة بالكامل ويتواجد معهم طوال الوقت بحكم أنه زوج ابنتهم الصغرى المدللة التى لا تستطيع الاستغناء عن والديها وكانت تصرفاته تدل على عشقة للشقيقة الصغرى «ندى» وهو ما طمئن «سارة» إلى حد كبير، إلى أن استقبلت «سارة» مكالمة هاتفية أمام الجميع ذات يوم لتصدم بخبر وفاة زوجها فى حادث سير فصرخ الجميع من هول الصدمة ولكن رد فعل الحبيب السابق كان مختلف تماما فقد لمعت عيناه ذات اللمعة التى اعتادت عليها «سارة» قديما وبعد فترة من الحزن والأسى على رحيل زوجها بدأ حبها الأول يدق على قلبها ويذكرها بمشاعرهما قديما ورحلة حبهما المحفورة فى ذاكرته ونسى أنه زوج شقيقتها الصغرى والتى حبته أيضا عن ظهر قلب ولم تكن تعلم بعلاقتهما قديما.
وبدأ الحبيب يفتعل المشكلات مع زوجته «ندى» إلى أن وصل بهما الأمر للطلاق بعد أشهر معدودة من زواجهما وعاد إلى «سارة» ليطلب منها الزواج به بعد طلاق شقيقتها وحينها وقفت «سارة» حائرة بين قلبها وحبها السابق الذى لم تستطع نسيانه يوما حتى بعد زواجها وبين شقيقتها التى تحطم قلبها حزنا على ما مرت به فى العلاقة الزوجية وكان الحبيب يقف وهو على يقين بأن «سارة» سترتمى بين أحضانه ليعيدا مشاعرهما القديمة ولكنها فاجئته بطرده من المنزل واختيارها لشقيقتها التى لا تستطيع الزواج بطليقها، وأغلقت الباب خلفه وقلبها ينزف دموعا ولكنها كانت على يقين بأنه القرار الصحيح.