قصة منتصف الليل: ليلة حطمت فيها «هدى» تهديدات زوجها المستمرة
الأحد، 24 مارس 2019 11:00 م
جلست «هدى» على أريكتها تحتسى مشروبها الدافئ على أنغام موسيقى هادئة لتسترخى أعصابها وتبعد عن ذاكرتها كل ما مضى، ولكن كيف تبتعد ذكرياتها وهى بداخلها كالشبح يظهر أمام عينيها فى كل لحظة وكلمة عابثة تقع على أذنيها ممن حولها أو حتى فى مشهد درامى فى الأعمال الفنية، فبدأ يمر شريط حياتها أمام عينيها كالفيلم التسجيلى بكافة تفاصيله لعل أبرزها هو زواجها من الشاب الذى أحبته بشدة وضحت من أجله وقدمت الكثير من التنازلات ليتم الزواج بينهما ظنا منها أن كل التضحيات لا تقدر بثمن أمام بدايتها لحياة جديدة مع الشاب الذى اختاره قلبها.
وبعد عام من الزواج السعيد استقبلت «هدى» طفلها الأول وشعرت أن هذا النبت الصغير سيضاعف من سعادتها ولكنها فوجئت بظهور زوجها كرجل آخر غير الشخص الذى وقعت فى حبه طوال الفترة الماضية فقد استغل نقطة ضعفها المتمثلة فى الطفل وإيمانها دوما بضرورة تحمل الزوجين الصعوبات من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة ولكن الخلافات وجدت طريقها فى عش الزوجية وتزايدت مع الوقت بل تضاعفت عندما ظهر التهديد والوعيد يحوم حولها فى كل خطوة.
فإذا حاولت «هدى» الذهاب إلى أهلها لم تجد من زوجها سوى تهديده لها بالطلاق وأخذ الطفل رغما عنها، وإذا تأخرت فى عملها لظرف طارئ تفاجئ بتهديده لها بالطلاق أيضا وهو ذات التهديد الذى استغله الزوج فى كل خطوة سواء صغيرة أو كبيرة وتزايد استغلاله عندما وجد رد فعل «هدى» الاستسلام أمام رغباته خوفا على تفكك الأسرة.
ولكن لم يتوقع الزوج يوما أن يطفح الكيل بالزوجة المستسلمة للحفاظ على طفلها وأسرتها وأنها ستلقى كل تخوفاتها فى عرض الحائط وتترك عش الزوجية الذى كان سعيد لتتوجه إلى منزل أسرتها حاملة طفلها بين أحضانها لتبدأ به حياة جديدة بعدما اختارت أن تمحو شبح تهديداته من مخيلاتها وتأخذ هى القرار دون تهديد مسبق، قرار البعد والتمسك بنقطة ضعفها الوحيدة وهى طفلها الذى رأت مؤخرا أن حياته فى حضنها أفضل كثيرا من أن يستمع إلى تهديدات والده لأمه فى كل لحظة وأن يعيش معها فى قلق مستمر وقبل أن يتعلق الطفل بوالده فيزداد صعوبة الفراق.
واتخذت هى القرار بيدها عندما توجهت إلى محكمة الأسرة لتحريك دعوى التطليق بالخلع من زوجها وهى بداية العديد من الدعاوى الضامنة لحقوقها وطفلها وتترك للقضاء باب السلطة فى الحكم للانتقام من زوجها.