مصر والإمارات.. تاريخ مشترك وشراكة استراتيجية
الجمعة، 29 مارس 2019 07:00 م
تتميز العلاقات الثنائية بين البلدين بالعمق والرسوخ من خلال التعاون في شتى المجالات، وتعزيز العمل في المشروعات التنموية التي تقود قاطرة الاقتصاد المصري إلى النهوض وخلق فرص العمل للمواطن المصرى.
وترتبط مصر والإمارات بعلاقات تاريخية متميزة وتتسم بالوثيقة والاستراتيجية، وتتجاوز زيارة ولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية فى مضمونها ودلالاتها العديد من الزيارات الرسمية المتبادلة بين زعماء العالم وقادته.
ونسجت خيوط العلاقة بين القاهرة وأبو ظبى عبر التاريخ الذي يجمع شعبى البلدين هو ما يشير إلى أواصر الأخوة ووحدة المصير، وتشابك المصالح والأهداف وتطابق الرؤى فى الأحداث الجيوسياسية التى شهدتها المنطقة خلال العقدين الأخيرين، وهو ما جعل مصر والامارات ترتقيان بتلك العلاقة إلى أعلى درجات التنسيق والتشاور لمواجهة التحديات المشتركة التى تفرض نفسها، بالإضافة إلى حرص قيادة البلدين على تعزيز التكامل الاقتصادى والسياسى والثقافى.
وتحظى العلاقات الثقافية بين البلدين باهتمام كبير ويمثل القبول الإماراتى للثقافة المصرية من مضامين حضارية وفنية مختلفة أحد العوامل المساعدة فى نقل رسالة الثقافة المصرية إلى الشعب الإماراتى، ويتم سنويا تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المصرية فى دولة الإمارات على صعيد الفرق الفنية أو المشاركة فى معارض الكتب، فضلاً عن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين فى المجال الثقافى.
وعلى مستوى التعاون والبحث العلمى بين الجامعات والمراكز العلمية، توجد اتفاقيات للتعاون بين جامعة الإمارات وبعض الجامعات الحكومية المصرية وجامعة الأزهر، كما تم التوقيع على بروتوكول للتعاون بين مركز بحوث الصحراء المصرى والمركز الدولى للزراعة الملحية والصحراوية بدولة الإمارات بهدف التعاون فى مجال تطوير وإدارة الموارد المائية الطبيعية وكذا إجراء الدارسات وتنفيذ المشروعات التنموية فى مجالات الزراعة الصحراوية.
وتحظى مؤسسة الأزهر الشريف بتقدير المسئولين الإماراتيين كمرجع دينى معتدل، ويرسل الأزهر كل عام فى شهر رمضان عشرات من الأئمة والوعاظ لإحياء ليالى الشهر فى الإمارات، إضافة إلى وجود تعاون بين الأزهر وجامعته ووزارتى الأوقاف فى كلا البلدين لإصدار الكتب الدينية والمطبوعات للأزهر الشريف بدعم من الجانب الإماراتى.
وقامت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية بإقامة مركز ثقافى إسلامى فى مصر تحت مسمى «مركـز زايد للثقافـة والتكنولوجيـا» تابـع لجامعة الأزهر، فضلا عن موافقة المؤسسة أيضا على ترميم عدد من المعاهد الأزهرية، إضافة إلى قيام الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة حاكم دبى بتمويل مشروع إنشاء مكتبة للأزهر الشريف يتم بثها على الانترنت، وترميم وحفظ المخطوطات الإسلامية القديمة الموجودة بجامعة الأزهر، فيما قدم الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة الدعم لعدد من المشروعات البحثية والعلمية فى مصر، منها مبنى دار الوثائق المصرية والمركز العلمى ومكتبة كلية الزراعة بجامعة القاهرة والجمعية التاريخية المصرية وغيرها.
ويعود تاريخ العلاقات المصرية ـ الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذى شهد التئام شمل الإمارات السبع فى دولة واحدة هى دولة الإمارات تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتى دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذى قامت به دولة الإمارات.
وتُعد مصر من بين أولى الدول التى اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للأمة العربية.
والعلاقات بين البلدين لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هى علاقة نموذجية امتدت لأكثر من 40 عاماً، وهذا ما يؤكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذى أكد أن علاقة الإمارات مع مصر تمتد لأكثر من أربعين عاماً، وأن مصر تحظى بمكانة خاصة لدى الإمارات.