كيف كشف «كفرناحوم» هشاشة النظام القطري ؟
الخميس، 21 مارس 2019 06:00 م
جدل شهدته الساحة القطرية خلال الأيام الماضية، انعكس عبر حسابات قطاع من الشعب القطري على موقع التدوينات القصيرة، تويتر.
قضية فجرتها الكاتبة القطرية، تهاني الهاجري التي طالما تعرضت لقمع آراءها حيث منعها من الكتابة في الصحف القطرية المحلية؛ عندما أعلنت عن قرار لوزارة الثقافة القطرية بحذف فيلك كفرناحوم من سينمات قطر، على الرغم مما حقه الفيلم من نجاح في الأوساط العالمية وصل على حد ترشحه على جائزة الأوسكار.
اقرأ أيضًا: حتى الفن والثقافة لم يسلما من تقارب قطر مع إيران!
وقد لاقى هذا القرار انتقاد الكثير من القطريين وتداول البعض آراءهم عبر هاشتاج بعنوان #رجعو_كفرناحوم، ما مثل مرآة لما يشعر به المجتمع القطري من امتعاض حول المجال الفني والثقافي لدى قطر، وهذا على الرغم من إعلانات قطر المتتالية حول إنجازاتها في هذا المجال، والصورة التي تحاول رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، ومؤسسة الدوحة للأفلام ومركز قطر للقيادات، الشيخة مياسة آل ثاني الترويج لها لشعبها وحول العالم.
وقالت حصة النعيمي في سلسلة من التغريدات انتقادًا لقرار وزارة الثقافة القطرية بحذف الفيلم بحجة تضمنه لألفاظ وما إلى ذلك: «كل أفلام هوليوود تتعرض في سينيماتنا بشكل فوري، وحتى إذا كانت مراقبة ومقطعة، وحتى إذا كانت تافهة أو مسيئة لنا. إذًا كيف نستطيع أن نسحب فيلم عربي يتطرق إلى مواضيع تحص واقعنا السياسي والاجتماعي - شئ نادر -، مخرجة امرأة عربية من إنتاج معهد قطري، ورشح لأوسكاء ونقول اسحبوه فيه شتم». وأضافت أن «مسألة الرقابة مشكلة كبيرة وعميقة في مجتمعنا بشكل عام، موضوع سحب فيلم كفرناحوم بسبب لقطة فيها شتم أمر غير مقبول».
الجدير بالذكر أنه بعد ما أثارت تلك القضية من جدل والتحليلات التي تشير إلى أن السبب الحقيقي في إتخاذ هذا القرار ربما يكمن في تقارب العلاقات بين قطر وإيران، كما تناوله تقرير «صوت الأمة»، أعلنت تهاني الهاجري أنها تلقت اتصالًا من وزراة الثقافة يُعلمها بالتراجع عن القرار وأن الفيلم سينزل مجددًا في السينما القطرية بعد حذف مقطع منه. وانتقد آخرون عدم صدور بيان توضيحي مُعمم من قبل الوزارة القطرية وتواصلها مع مشاهير بشكل مباشر لتوضيح الأمر لهم فقط، ما تم وصفه بأنه «أزمة اتصال».
وكانت «الهاجري» قد أشارت إلى أن النظام القطري أصبح مرتعدًا من أي جدل أو امتعاض من قبل أفراد المجتمع بالدوحة يتم نقله إلى السوشيال ميديا من خلال هاتشاجات أو السناب شات، متساءلة «ما هذه الهشاشة التي تجعل أي شئ يرعبكم».