حتى الفن والثقافة لم يسلما من تقارب قطر مع إيران!
الإثنين، 18 مارس 2019 08:00 م
يحاول الانفتاح على المجتمعات الدولية بمختلف ثقافاتها مع تصدير صورة ذهنية حول كونه يقود بلاده إلى عصر من ازدهار في مجالات وقطاعات مختلفة سواء السياسية أو الاقتصادية والفنية والثقافية.
النظام القطري الذي يسعى إلى إبرام اتفاقيات وشراكات في المجالات الفنية والقافية مع بعض من الدول الغربية في محاولة للتقارب من خلال هذه القوة الناعمة، يقوم في الوقت ذاته إلى منع وحجب بعض من الأعمال الفنية والتي تم تكريمها في مهرجانات دولية.
الكاتبة القطرية التي تعرضت إلى مضايقات في مجال عملها حيث تم إيقافها عن كتابة مقالاتها عبر الصحف القطرية المحلية، كشفت عبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر قيام وزارة الثقافة القطرية بحذف فيلم «كفرناحوم» والذي تم ترشحه إلى جائزة الأوسكار من سينمات قطر، قائلة: «هذا أمر غير مقبول أبدًا.. معقول يسمح بأفلام العنف والقتل والحروب، ويُمنع فيلم يتحدث عن المهاجرين، وزواج القاصرات، والأهالي الذين ينجبون أبناء بدون الاهتمام بهم!!»، مشيرة في تغريدتها إلى الوزارة إلى جانب مؤسسة الدوحة للأفلام والتي كانت أعلنت عبر حسابها الرسمي في سبتمبر من العام الماضي (2018) عن دعمها لهذا الفيلم عبر برنامج التمويل المشترك.
الدعم القطري السابق للفيلم ونجاحه يثير التساؤلات الآن حول قيام الدوحة بحذف الفيلم بحسب «الهاجري»، ولكن مع معرفة ما دار حول هذا ال فيلم من جدل العام الماضي، ربما يتضح الأمر؛ فهذا الفيلم تحديدًا أثار غضب أنصار حزب الله اللبناني، بعد ما شهده من احتفاء من قبل قطاع كبير من اللبنانيين، فهو من إخراج اللبنانية الشهيرة نادين لبكي، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي.
بينما قام أنصار ومؤيدو حزب الله بانتقاد الفيلم ومظاهر الاحتفال به ونجاحه، ولعل من أبرز الانتقادات التي أثارت الجدل كانت تغريدة مذيعة قناة المنار المعروفة بتبعيتها لحزب الله، منار صباغ، والتي قالت فيها: «بمناسبة الإفراط بالحديث عن الشخصيات التي ترفع رأس لبنان عالياً لجائزة أو مسابقة أو تحدٍ ما.. يا معشر المثقفين، أبناء فينيقيا منهم تحديدًا هذه الصور لشهداء اليوم الأول من معركة القصير 2013، قبلهم وبعدهم ارتقى كثير من قديسينا الشهداء.. باعتقادي لبنان يكفيه هذا المجد لقرون .. شهداء القصير». وقد دفعت تلك التغريدة حينها عدد كبير من اللبنانيين إلى انتقادها وتوضيح أن حروب حزب الله لا تعنيهم، وأن من حق اللبنانيين أن يفخروا بانجازاتهم في المجال الفني والثقافي وغيره.
فيما حاولت بعض الأصوات القطرية في توضيح أسباب مثل هذا القرار من خلال الرد على تغريدة الكاتبة القطرية، وأنه يعود إلى ما يتضمنه الفيلم من ألفاظ وسب للدين، على الرغم من أن «الهاجري» تحدثت في هذا الشأن وأنه إذا كان السبب الرئيسي لإتخاذ القرار بحذفه فكان من الممكن حذف تلك الكلمات التي لم تأخذ من الفيلم سوى ثواني بكل بساطة، على حد تعبيرها.