السبب «مستند»..
على غرار «البلاص».. أول دعوى تطالب بتغيير مسمى مركز «أبو تشت»
الأحد، 10 مارس 2019 10:00 ص
«أبو تشت»..أحد أشهر مراكز صعيد مصر على الإطلاق وهو أول مركز في محافظة قنا من الشمال بعد محافظة سوهاج يحده من الشمال مركز البلينا ويتبع محافظة سوهاج ومن الجنوب الغربي مركز فرشوط ونجع حمادي من الجنوب الشرقي، وهو من أعرق وأقدم مراكز المحافظة حيث أن تسميته الحالية جاءت لتدل على قرينة تاريخية فى مسماه ومعناه القديم «بادتست» ويقصد بها الطريق إلى بداية المعبد أو بداية الطريق إلى المعبد وهي من حضارات العصر الحجري القديم - قبل الميلاد.
وإن كانت هذه التسمية مقبولة فى الماضى لما لها من دلالة تاريخية وأصالة وصولاَ للمسمى الحالى «أبو تشت» وتحريفه تارة أخرى لـ«أبو طشت» وهى بطبيعة الحال مسميات لم تعد مقبولة فى الوقت الحالى بل على العكس أصبحت محلاَ لسخرية الجميع حتى أن أبناء المركز يعانون الآمرين من جراء هذا المسمى خاصة عندما يلجأون لإنهاء أعمالهم فى المؤسسات أو غيرها وبشكل يومى.
كل هذه الأمور اضطرت أهالى المركز ممثلين فى الدكتور عمر عبد السلام، بتقديم أول دعوى قضائية بمحكمة القضاء الإدارى لمطالبة محافظ قنا بتغير مسمى «مركز أبو تشت» بإعتباره البديل للبحث عن مخرج قانونى هرباَ من هذه التى تطالهم وبشكل دائم ومستمر فى محاولة لإخراج أهالى المركز من هذا الحرج المستمر.
الدعوى القضائية التى تقدم بها الدكتور عمر عبد السلام والمُقيدة برقم 34884 لسنة 73 قضائية الدائرة الحقوق والحريات العامة استندت على بعض الأمور والإجراءات التاريخية التى سبق اتخاذها فى هذا الصدد ناهيك عن مواد القانون التى تؤيد مطلبه بإعتبار أن ما يحدث لأهالى مركز «أبو تشت» هو نفس ما تعرض له أهالى قرية كانت تسمى فى السابق بإسم «البلاص» حيث أنه فى عام 1964 شهدت محافظة قنا واقعة مماثلة لقرية «البلاص» لإشتهار أهلها بصناعة الأوانى الفخارية – الأمر الذى دفع بأهل هذه القرية أن يتقدموا بشكوى وطلب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر معبرين عن استيائهم وخجلهم الشديدين من هذا الإسم وضيقهم أيضاَ وعليه تفهم الراحل «عبد الناصر» فحوى ومضمون شكواهم وطلبهم «بحس ابن القرية» الذى أدرك معنى ومضمون ما يتعرض له أهل هذه القرية «البلاص سابقا» وعلى الفرو ودون تردد أصدر قراراَ جمهورياَ برقم 229 لسنة 1964 بتغيير مسمى قرية البلاص إلى قرية «المحروسة» ليضع بذلك حداَ لسخرية الناس.
وكل ما استند إليه أهالى قرية البلاص سابقاَ «المحروسة حاليا» فى طلبهم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر من مبررات هو ذات ما يستند إليه الطاعن فى طعنه الماثل من سخرية وضيق وضرر أدبى وإجتماعى وخجل يلحق به وبجميع أبناء المركز وما خلفه هذا الإسم من إحباط كان كفيلاَ فى أعراض الكثير منهم عن الإفصاح حتى لأقرب الأقربين لتلاشى الانتقادات والسخرية اللاذعة حيث سردت «الدعوى» بعضاَ منها على سبيل المثال لا الحصر يتم تحريف الإسم من «أبو تشت» إلى «أبو طشط» وما يعقبها من عبارة «الطشط قالى الطشط قالى»، وكذلك أيضاَ قول البعض ساخراَ أنت بلدك إسمها «أبو طشط ولا أبو حله».
الدعوى أكدت أن أهالى مركز «أبو تشت» ليسوا مادة للسخرية لتسلية البعض أو مدعاة لتسلية البعض الأخر بل أن أهالى مركز «أبو تشت» أهالى همم وقامات عالية كعلو جو السماء وارتفاعها عن الأرض فإن المركز اشتهر فى محافظة قنا بـ«مركز العائلات» بإعتبارهم أصحاب مجد، ونصت الدعوى على التالى: «مركزنا تاج فوق روؤسنا وليس مادة للتسلية أو إطلاق النكت والطرائف هى أمور تأباها علينا عراقتنا ويرفضها علينا منطق أمورنا».
لما كان ما تقدم جميعه – وفقا لـ«الدعوى» - فإن الأأمر يستوجب على المحكمة الموقرة التدخل وبشكل عاجل وفق اختصاصاتها الأصيل وهو ما جاء النص عليه فى قانون مجلس الدولة رقم 47 لسنة 1972 فى الفصل الثانى من الباب الأول المعنون «الاختصاصات» وتحديداَ المادة العاشرة البند الرابع عشر فى فقرته الأخيرة نصت على: «ويعتبر فى حكم القرارات الإدارية رفض السلطات الإدارية أو امتناعها عن اتخاذ قرار كان من الواجب عليها اتخاذه وفقا للقوانين واللوائح».
60877-53378261_771662073205394_792388519417872384_n