دعم التطرف لا يزال مستمرا.. لماذا تجاهلت تركيا مطالبات أمريكا بتسليم أحد الإرهابيين؟
الثلاثاء، 26 فبراير 2019 06:00 ص
أثار تجاهل السلطات التركية، لمطالب القضاء الأمريكي بتسليم أحد المتورطين في هجوم إرهابي أسفر عن مقتل أمريكيين بأفغانستان، جدلًا واسعًا، لاسيما وأن هناك الكثير من الشكوك حول علاقة أنقرة بالتنظيمات الإرهابية في الكثير من بؤر النزاع في العالم خاصة في سوريا، ما وضع النظام التركي تحت الميكروسكوب.
ومؤخرًا كشفت وسائل إعلام سورية، عن علاقة تنظيم داعش الإرهابي بنظام الحكم في تركيا، وما يدور من دعم على جميع المستويات من جانب حزب العدالة والتنمية الحاكم، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتنظيم في سوريا، حيث كشف جواز سفر لأحد أعضاء التنظيم دور تركيا في تسهيل دخول وخروج الإرهابيين من وإلى سوريا.
ولكن بالعودة إلى الإرهابي المطلوب لدى أمريكا، فأن السلطات التركية أطلقت سراحه بعد احتجازه لمدة يومين في مطار إسطنبول، من قبل سلطات المدينة، رغم مطالبات عديدة للقضاء الأمريكي بتسليمه لاسيما وأنه متورط في عملية قتل جنديين أمريكيين بأفغانستان.
وقال محامي التركي آدم يلماز، المطلوب للعدالة في الولايات المتحدة، إن موكله لا توجد دعوى قضائية ضده في تركيا؛ لأنه لم يعِش فيها من قبل، مؤكدًا أن سلطات إسطنبول احتجزته يومين ثم أطلقت سراحه.. وإذا لما يتخذوا هذا الإجراء لكان ذلك بمثابة عقوبة مضاعفة.
ويلماز مطلوب للعدالة في الولايات المتحدة على خلفية تورطه في هجوم انتحاري عام 2008، حيث كان عضوا في مجموعة مكونة من 4 أفراد تُسمى «خلية زاورلاند»، نسبةً إلى المدينة الألمانية، حيث كانت تتبع ما يُسمى بتنظيم «اتحاد الجهاد الإسلامي»، المصنف إرهابيا من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
ولهذا التنظيم نصيب فيما حدث من عمليات إرهابية وهجمات شهدتها ألمانيا في العقد الماضي، حيث ألقى القبض على 3 من أعضائه من بينهم يلماز، بتهمة تشكيل خلية إرهابية والتخطيط لهجوم بسيارة مفخخة على قاعدة أمريكية وأماكن عامة بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأمريكيين، وقبل أيام، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانون للإنفاق يمنع تسليم تركيا الجيل الجديد من مقاتلات «إف-35»، على خلفية توترات سياسية بين البلدين.
وتتهم الكثير من الدول والجهات تركيا بدعم الجماعات الإرهابية، ففي سوريا اتهمت القوات الكردية تركيا، باستمرار دعمها للمسلحين في سوريا، وهو ما يطول من أمد المعارك التي تخوضها القوات في سوريا ضد داعش في آخر جيوبه بسوريا في الباغوز، حيث لا تزال ضربات الأكراد لداعش بمساندة التحالف الدولي، لم تحصد كافة النتائج المرجوة، ولكن أدت إلى محاصرة التنظيم في مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع.