تركيا بلاد الخوف.. من فيها يعيش آمنا؟
الجمعة، 22 فبراير 2019 06:00 م
فقد الأتراك المعارضون حريتهم وأمنهم على حياتهم، في ظل هيجان تعيشه حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، فما بين اعتقالات يومية وحبس أشخاص بتهم وهمية، أو انتماءهم لحركة الخدمة، التي يقودها فتح الله جولن، والذي تتهميه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.
ويرفض دوليون على رأسهم المجلس الأوروبي، وضع حالة حقوق الإنسان في تركيا، حيث تمضى تركيا بخطوات ثابتة في مسار خطير فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان، ففقدت حرية وسائل إعلامها وحرية التعبير في تركيا والإفراط في استخدام قوانين الإساءة للسمعة لإسكات المنتقدين، وقطع الإنترنت، واستخدام موارد الدولة في وسائل الإعلام الموالية للدولة.
مؤخرا أدان الاتحاد الأوروبي، الخميس، ما وصفه بـ "أجواء الخوف" التي تشيعها السلطات في تركيا مع عقوبات بالسجن المؤبد، بحق الناشط الحقوقي ورجل الأعمال عثمان كافالا وصحفيين لدعمهم تظاهرات حركة غيزي في 2013. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن اتهام 16 سجينا بينهم عثمان كافالا يطرح تساؤلات بشأن احترام القضاء التركي للمعايير الدولية والأوروبية.
ويتهم الرئيس التركي كافالا، المعتقل منذ أكثر من عام في سجن سيليفري قرب اسطنبول، بتمويل الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 2013. لكن موغيريني قالت إن "الاعتقالات من دون أدلة كافية والملاحقات القضائية حيال أشخاص يمارسون حقهم الأساسي في حرية التعبير والتجمع تلقي شكوكا جدية بشأن احترام مبدأ افتراض البراءة والحق في محاكمة عادلة في العملية القضائية في تركيا".
في السياق ذاته، دفع توتر الأجواء في تركيا، بالأتراك إلى محاولة الهجرة بطرق غير شرعية، في محاولة منهم للهروب من حال الرعب الدائم التي يعيشونها داخل بلادهم، نتيجة منع السلطات التركية مئات الآلاف من المواطنين من السفر خارج البلاد، وإلغاء جوازات سفر العديد منهم، بالإضافة إلى افتقادهم للأمان الاجتماعي؛ حيث يتهرب منهم أقاربهم وجيرانهم خوفاً من عقاب السلطات، إلا أن الكثير منهم يموتون أثناء محاولة الهروب.
وتعيش المرأة التركية معاناة حقيقية، بحسب تقارير حقوقية، تقول أن النساء داخل السجون التركية يعيشن معاناة متزايدة، حيث أصبحت السجون الست الخاصة بالنساء في تركيا مكتظة بالسجينات، ما دعا السلطات التركية إلى احتجاز النساء في سجون مخصصة للرجال بصورة أساسية، وبالطبع فإن هذه السجون غير مجهزة لتلبية احتياجات النساء، وهو ما يعد عقوبة إضافية فضلا عن أن أمن السجن يكون في الغالب تحت إدارة الرجال غالبا، إضافة إلى أنهن يتعايشن مع النزلاء من الرجال السجناء، وهكذا تعيش النساء في بيئة خطرة، حيث يكثر التحرش الجنسي بهن وأحيانا يصل الأمر إلى درجة اغتصابهن.
وباتت تركيا اليوم أكبر سجن للحريات في العالم، وهذا ما أكدته كل التقارير الحقوقية الصادرة عن أكبر المنظمات الدولية، مثل منظمة العفو الدولية التي أكدت في تقرير ها لعام 2018 أن انتهاكات حقوق الإنسان لا تزال تستمر بشكل منهجي في تركيا؛ حيث تقمع المعارضة بلا هوادة، وكان من بين المستهدفين صحفيون وناشطون سياسيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، كما استمر الإبلاغ عن وقوع حالات تعذيب وغيرها من ضروب المعاملة السيئة، كما ظلت العيوب تشوب تنفيذ "اتفاقية إسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة"، بعد أكثر من خمسة أعوام من تصديق تركيا عليها، وظلت البلاغات عن وقوع حالات عنف ضد النساء في تزايد مضطرد.
وبحسب تقرير لصحيفة زمات التركية: "هذا التردي في الحقوق والحريات وضع تركيا في أدنى مرتبة بالنسبة لحقوق المرأة، فوفقاً لمؤشر معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن (GIWPS) فإن تركيا جاءت في مرتبة متدنية للغاية في مجال حقوق المرأة، بعد أن احتلت المرتبة 105 من بين 152 تضمنها التقرير، وهذا ما يعني أن مقولة أردوغان الشهيرة لا يمكنكم المساواة بين الرجل والمرأة، هذا مخالف للفطرة البشرية” تحولت من رأي شخص لا يؤمن بالمساواة إلى سياسة دولة لا تحترم المرأة ولا تصون حقوقها".