مسئول ليبي سابق يكشف: كيف خططت تركيا وقطر لتخريب طرابلس قبل سقوط القذافي؟
الإثنين، 18 فبراير 2019 06:00 م
الكثير من العمليات الإرهابية شهدتها ليبيا على مر السنوات الماضية، ضمن مخطط بث الفوضى وعدم الاستقرار السياسي، ففي أعقاب سقوط نظام العقيد معمر القذافي برز بشكل واضح دور تركيا وقطر الكبير في دعم الجماعات الإرهابية الأمر الذي على أساسه بدا واضحًا أن أي خسارة تتلقها هذه الجماعات يعد ضربة قوية للدوحة وأنقرة، في ظل حجم التمويلات التي تضخها الدولتان منذ اندلاع الأحداث في ليبيا.
ولكن هذا الدور الذي تلعبه قطر وتركيا في ليبيا، بات مكشوفًا ومفضوحًا أكثر للجميع، بعد ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المهربة من تركيا أكثر من مرة عبر الموانئ الليبية والتي كانت في طريقها للميليشيات المسلحة، فيما يثير ذلك ردود أفعال غاضبة رسمية وغير رسمية في ليبيا.
وعلق الخبير والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، على تورط أنظمة قطر وتركيا في تعميق الأزمة المندلعة منذ عام 2011، مؤكدًا الاتهامات التي تثار حول هذين النظامين ودعمهما المالي والعسكري المتواصل للجماعات الإرهابية، التي استفحل خطرها وباتت تسيطر على عدد من المناطق في مناطق متفرقة بليبيا.
وأوضح المعتوق مدى تأثير التحالف التركي القطري على ليبيا وخرابها ودمارها، مؤكدًا أنهما أبرز من تولى ملف دعم وتمويل جماعات الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن تركيا بدأ اهتمامها بشكل ملحوظ بالأزمة الليبية منذ 2011 باعتبارها لاعبا رئيسا في ليبيا، فيما بدأ التنسيق بعد ذلك مع قطر لإطلاق ما يعرف في الوقت الراهن بجماعات الإسلام السياسي.
وكان يشعل عبد الحكيم معتوق الكاتب والباحث السياسي الليبي، منصب المتحدث باسم الحكومة المؤقتة حتى مارس 2017، وعمل بعد ذلك مستشارًا إعلاميًا للمندوبية الليبية بالجامعة العربية.
وأكد السياسي الليبي، أن نظام أردوغان كان يرتبط بعقود بمليارات الدولارات مع نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، لكنها ظلت تراقب من بعيد، لكن بعد انتهاء مرحلة جس النبض بدأت تمهد تركيا من أجل تمهيد الطريق لوصول ما أطلق عليه جماعات الإسلام السياسي للحكم، وهو السيناريو الذي دعمته الدوحة في مصر حتى وصل الإخواني محمد مرسي إلى الحكم.
وعن المخطط التركي القطري في ليبيا، فضح المعتوق دور البلدان التدميري في ليبيا، مشيرًا أن هناك مستندات ووثائق بوقائع مثبتة على لسان حمد بن جاسم، عندما كان وزيرًا للخارجية القطرية تشير إلى تورط الدوحة في ما يحدث من فوضى بالبلاد،
وأكد أنه لم يكن هناك مواربة في تدخل الدوحة في الأزمة الليبية بدعم الإرهابيين، حيث تزايد هذا الدور وصار أكثر تأثيرا بعد التنسيق مع أنقرة، مشيرًا أن الدولتان بعدان الداعمان الرئيسان لمشروع الإسلام السياسي، حيث كانا يران أنه فرصة لتحقيق أهدافهما، إذ تعد تركيا إحدى الدول التي تحتضن جماعة الإخوان الإرهابية وتوفر له الملاذ الآمن بعد سقوطهم في مصر ودول أخرى.