قصة منتصف الليل.. «هدى» فقدت القدرة على الإنجاب فوهبها الله طفلا بعد موت زوجها
الأربعاء، 20 فبراير 2019 11:00 مإسراء بدر
استيقظت «هدى»، في الصباح الباكر كعادتها وأعدت وجبة الإفطار لزوجها ليتناولها قبل خروجه لعمله وجلسا سويا يتناقشان في أمور الحياة وبعد دقائق خرج ليبدأ يومه، فجلست «هدى» على أريكتها ممسكة بهاتفها الصغير تداعبه بأطراف أصابعها لتتصفح حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي وتتابع الأحداث الجارية.
وفجأة استمعت لصوت طرقات الباب فظنت أن زوجها نسي أمر ما وعاد ليأخذه ولكن فورما فتحت الباب وجدت زوجها ولكن محمولا على أيدي مجموعة من أهالي المنطقة وهو لا حول له ولا قوة، ذهلت «هدى» من منظر زوجها وحاولت إفاقته ولكنه لا يستجيب لأي محاولة فاتصل الأهالي بالإسعاف وأتوا ليأخذوه إلى المستشفى وهناك فوجئت بوفاته مصابا بسكتة قلبية.
توفي زوجها وهو في حالة صحية جيدة وقبل وفاته بدقائق كان يتناول معها وجبة الإفطار ويحددا سويا حياتهما المقبلة، توفى حب عمرها وهو في الأربعين من عمره ولم يرزقهما الله بعد بزينة الحياة والدنيا لظروفها المرضية، أعد الأهالي العزاء الخاص بزوجها وجلست تنظر في أعين المحيطين بها باحثة عن سبب موت زوجها بهذا الشكل المفاجئ.
وفي نهاية اليوم وقبل انتهاء العزاء جاءت إليها سيدة عشرينية لتقدم التعازي وأخبرتها بأنها على علم بسبب وفاة زوجها فانبهرت «هدى» ووقفت مذهولة أمامها وسحبتها من يدها وبدموع حارة سألتها عما تعمله، فأجابتها العشرينية بأنها الزوجة الثانية لزوجها وتزوجها منذ عدة أشهر واعترف لها أن هدفه الأول من الزواج هو إنجاب الأطفال لعدم قدرته على الإنجاب من زوجته الأولى.
ازداد اندهاش «هدى» وبداخلها أسئلة مرتبكة ما بين صحة حديث السيدة من عدمها، فاستكملت العشرينية حديثها بأنها في الصباح الباكر علمت بخبر حملها رغم مرور عدة أشهر من الزواج دون حمل فقد فيهم الزوج أمله في أن يجد له طفل، ولكن فور علمها بالحمل أسرعت إلى الهاتف لتخبره وهو الخبر الذي فوجئ به الزوج لدرجة إصابته بالسكتة القلبية من الفرح وسقط أرضا وهي على هاتفه واستمعت لكل ما دار حوله حينها حتى انقطع الاتصال.
وقف أهالي الزوج وأهل «هدى» يشككون في حقيقة حديث هذه السيدة ولكنها حملت بيديها كل ما يثبت حديثها بالمستندات القانونية والأوراق الرسمية، انبهر الجميع من الأمر لعلمهم بحقيقة الزوج وعشقه لزوجته «هدى» وصعوبة استيعابهم أن هذا العاشق يتزوج من أخرى دون علمها.
أما «هدى» ففاقت من صدمتها سريعا واهتمت بأمر حمل الزوجة الثانية وأنها تحمل في رحمها الطفل الذي انتظرته وزوجها طوال السنوات الماضية فأمسكت بيديها وطلبت منها أن يعيشا سويا كأختين وأمين لهذا الطفل على أن تضع أمامها كل ما تملك من ميراث وأموال وممتلكات خاصة بها.
وافقت الزوجة الثانية على العرض في الحال وسط انبهار المتواجدين وانتهيا سويا من مراسم العزاء وعادا إلى المنزل وعاشت الزوجة الثانية في رعاية «هدى» طوال فترة حملها إلى أن جاء المولود المنتظر ليجد له أمين بدلا من أم واحدة.