الأقلام تقصف والأفواه تكمم.. كيف نقل أردوغان الصحافة إلى غرفة الإنعاش؟
الجمعة، 22 فبراير 2019 10:00 ص
تشهد الصحافة التركية في هذه الفترة أوضاعًا صعبة، على جميع النواحي، فبين اعتقال صحفيين وإغلاق صحف جديدة وانقطاع بث قنوات، تمر صاحبة الجلالة في تركيا بفترة غليان، لاسيما وأن تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان تكره الحقيقة وتعادي من يروجون لها، مستغلة الانقلاب الفاشل لإغلاق الصحف المعارضة وفتح السجون للصحفيين.
وتظهر المعاناة التي تعيشها الصحافة الوجه الحقيقي للديكتاتور رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم، فيما يدلل على هذا الحديث تأييد محكمة الاستئناف التركية الثلاثاء حكمًا بسجن 14 صحفي وإداري من صحيفة «جمهورييت»، بمدد لا تقل عن 5 سنوات بعد إدانتهم بالانتماء لحركة «الخدمة» التابعة لرجل الدين المعارض، فتح الله جولن.
وبعد انتهاء المحاكمة قامت السلطات بنقل الصحفيين إلى السجن، لقضاء الفترات المتبقية من مدد العقوبات، فيما سارعت عدد من المنظمات الحقوقية بإدانة الحكم، معتبره الأمر مسيس، واستكمالا لسياسات التنكيل بالصحفيين، والصحافة.
وردت صحيفة جمهورييت على الحكم، قائلة في بيانًا له : «محكمة الاستئناف قضت بأن المحاكمة التي جرت جلساتها عام 2017 قانونية، لذلك أيدت الأحكام الصادرة ضد الصحفيين والإداريين التابعين لنا»، مؤكدة أن رئيس التحرير، مراد صابونجو، عوقب بالسجن لمدة زادت على 5 سنوات، ولم يعترف صابونجو بالحكم في تغريدة له، وكتب قائلًا: «لست معترفًا بالحكم، إنه لترويع الصحفيين، والقضية فتحت في المقام الأول لإرهابنا، سوف أستمر في عملي، وسوف أذهب إلى السجن، لو اقتضى الأمر».
وترجع بداية المحاكمة 31 أكتوبر الماضي، حيث بدأت محاكمات موظفي «جمهورييت» عندما فتح الإدعاء تحقيقا بشأن الصحيفة، حول اتهامات بمساعدة حزب العمال الكردستاني، وهو جماعة كردية مسلحة، مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية في تركيا، وحركة «الخدمة» التي تضم أنصار رجل الدين فتح الله جولن.
وتحتل تركيا المرتبة الأولى في حبس الصحفيين، على مستوى أوروبا، بواقع 130 صحافيًا من أصل 140 محتجزًا. وشهد شهر يوليو من العام الماضي، الكثير من الاعتقالات بحق الصحفيين والموظفيين في تركيا، حيث كشف تقرير لجنة حماية الصحفيين ومقره نيويورك، أن أكثر من 50% من الصحفيين المعتقلين في العالم يرتمون في السجون التركية.