«إلبس عشان خاربين».. كيف تحولت السوشيال ميديا إلى «خراب بيوت»؟
الأحد، 17 فبراير 2019 06:00 م
لا تخلو مواقع السوشيال ميديا من التقاليع الجديدة يوما بعد يوم لتحدث ضجة مجتمعية وتتحول لحديث المجتمع ككل، وسواء كانت التقاليع على سبيل السخرية أو الموضة، فإنها تتحول لاحقا إلى سبب فى مشاكل مجتمعية وأسرية لتطرق الباب على «خراب البيوت» وتوجه عقول المشاركين إلى مثل هذه الأنواع من التقاليع وانشغالهم بها لساعات بل لأيام طويلة أيضا عن متابعة مهامهم اليومية الأساسية.
وتلعب التكنولوجيا دورا خطيرا في زيادة نسب الانفصال الأسري، والطلاق، بحسب الدراسات والإحصاءات الحديثة التي تشير إحداها إلى أن نسب الطلاق فى المجتمع المصرى ارتفعت خلال السنوات الأخيرة بصورة واضحة، إذ قفزت بين 7 و40% خلال الخمسين عاما الأخيرة، وتجاوز عدد المطلقات 4 ملايين سيدة، بينما تستمر الأرقام فى المنحنى الصاعد، لتقع 240 حالة طلاق يوميا، بمعدل 10 حالات كل ساعة، تحصد وسائل التواصل الاجتماعي نسبة كبيرة منها.
فإذا دققنا النظر على ما ظهر فى الأيام القليلة الماضية نجد اشتعال حملة مجتمعية جديدة على السوشيال ميديا تحمل اسم «خليها تعنس»، التي أثارت غضب الكثير، وهي الحملة التي أطلقها مجموعة من الشباب بهدف مقاطعة الزواج لارتفاع التكاليف والمهور والمطالبات، غير منطقية خارج قدرتهم المادية، وتحولت إلى صراع، إذ ردت الفتيات على الشباب بإطلاق حملات أخرى مثل «خليه يخلل» و«خليك في حضن أمك» و«ربنا نجدها نوسة»، وشارك فيه الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وهى الحملات التى أظهرت إساءات متبادلة بين الفتيات والشباب ورغم عدم فائدتها مجتمعيا لقت اهتماما كبيرا، لتتحول إلى صراع وتشويه المجتمع وعاداته وتقاليده المتعارف عليها بخلاف الإهانات والتقليل من أهمية كل طرف في حياة الآخر.
وأخيرا ظهر إلى العالم الافتراضي تحدى جديد من التحديات المثيرة للجدل والذى يحمل اسم «لو بتحبها إلبس زيها»، إذ ظهرت صور تحدى تبديل ملابس الرجل مع زوجته، كنوع من التعبير على الحب، تزامنًا مع عيد الحب «الفلانتين»، وترجع الصور التي تداولها السوشيال ميديا إلى تحدى COUPLE CLOTHES SWAP CHALLENGE، الذي لقى انتشارًا في الدول الغربية ودول آسيا، ويقوم من خلاله الزوجان بتبديل ملابسهما مع بعضهما، ليرتدي الرجل زى النساء والعكس، مما يخلق نوعًا من الضحك والفكاهة، ليطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعى في مصر أسمًا جديدًا على ذلك التحدى «لو بتحبها ألبس زيها»، ليواجه حملة من السخرية ورفض تطبيقه في مصر والدول العربية، فيما يتنافى مع القيم والعادات والتقاليد.
ورغم مشاركة المصريون في العديد من التحديات العام الماضي بعد انتشارها في الدول الغربية، التي من أبرزها تحدي «كيكي» و تحدي «الـ 10 سنوات تغيير»، الذس ينشر فيه الفرد صورته الحالية بجانب صورة قديمة مر عليها 10 سنوات، إلا أنه لا يشارك حتى وقتنا هذا فى التحدى المثير للجدل «لو بتحبها إلبس زيها» واقتصروا على السخرية من المشاركين فيه من الدول الغربية.
وفى هذا الإطار توضح الدكتورة هالة حماد، خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية، لقراء «صوت الأمة»، كيف تسبب «السوشيال ميديا» فى خراب البيوت، التى أكدت في بداية حديثها أن أكثر النتائج ضررا هو التفكك الأسري رغم تجمعهم في مكان واحد وربما فى غرفة واحدة، إلا أن كل منهم في وادي مع هاتفه أو حاسوبه يتابع مواقع التواصل الاجتماعي ومع الوقت اختفت من بيوتنا «لمة العيلة» الحقيقية، التي كان يتداول أفرادها النقاش في الأمور الحياتية والقضايا المثيرة لاهتمامهم لتقريب الأفراد من بعض.
وشددت خبيرة العلاقات الأسرية على خطورة تبادل الخبرات في العلاقات والأمور الحياتية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، التي يعتمد كل فرد في هذا الحوار على إثارة روح الكراهية بين الزوجين أو أفراد الأسرة بشكل عام.