نقابة على صفيح ساخن.. لماذا يتصدر التخبط والعشوائية المشهد بانتخابات الصيادلة؟
الجمعة، 08 فبراير 2019 11:00 ص
أيام قليلة تفصلنا عن موعد أكثر الانتخابات النقابية أهمية وسخونة فى مصر، والتى من المنتظر أن تشهدها نقابة الصيادلة، وذلك بعد ترشح 13 صيدلي على مقعد النقيب، فى الانتخابات التى كان من مقرر لها الأول من مارس المقبل، إلا أنه حتى الآن لا يعلم أحد موعدها النهائى، كما لم يعلم أحد حتى الآن أسماء اللجنة العليا للانتخابات، واللجان الفرعية، ومقرات الاقتراع بالمحافظات، بسبب حالة الانقسام الشديدة التى تشهدها النقابة بين أعضاء المجلس الحاليين.
شهر واحد تقريبا هى الفترة التى تمكن فيها أعضاء مجلس نقابة الصيادلة من دخول مقر النقابة ومزاولة أعمالهم، بعد القبض على النقيب "محيي عبيد" وحبسه على ذمة التحقيق بعدة قضايا، ما جعل الصيادلة يتوقعون أن تشهد النقابة وانتخابتها استقرارا، إلا أن الأمور لم تسير وفق طموحاتهم، حيث يسيطر على المشهد حاليا التخبط والعشوائية فى اتخاذ القرار، بداية من إعلان مد فترة التنازلات، مرورا بعدم فتح باب الطعون، وصولا لعدم حسم موعد التصويت.
خلال اجتماع عقد الاثنين الماضى، كان من المفترض أن يتم إعلان التشكيل النهائى لأعضاء اللجنة العليا للإشراف على انتخابات الصيادلة، إلا أن ذلك لم يحدث ولم يكن الاجتماع هادئا، حيث كان لكل عضو رغبة فى إضافة عضوية صيدلى بعينه، واستبعاد آخر، وبعد مفاوضات طويلة نتج عن الاجتماع لجنة بعضوية 19 صيدلى، وهو عدد كبير لم تعتاده لجان الإشراف على الانتخابات بالنقابات المهنية، إلا أن ذلك إعمالا بمبدأ "علشان محدش يزعل"، حيث تم الاحتفاظ بعدد كبير من الأعضاء الذين سبق مشاركتهم فى الانتخابات الماضية، مع ضم عدد جديد.
قانون نقابة الصيادلة لم يكن صارما فى تحديد تلك الأمور، إلا أنه من المتعارف عليه نقابيا أن يتم الإعلان عن تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، قبل شهرين ونصف من التصويت، خاصة أنها تحتاج لتجهيز وتعاقد على مقرات الاقتراع، وطبع الأوراق الخاصة بالعملية الانتخابية، إلى جانب مخاطبة مجلس الدولة والنيابة الإدارية، لإرسال أسماء القضاة المقرر مشاركتهم بالانتخابات، وتوفير الأعداد اللازمة من الموظفين، فى عملية انتخابية تدور تكلفتها حول 4 ملايين جنيه، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
بعد مهاترات كثيرة حول تحديد موعد التصويت، لجأ مجلس النقابة إلى إجراء تصويت على موعد الانتخابات، وكان من شأنه طى صفحة قديمة وطرح الخلافات جانبا، إلا أن ذلك عكس شعورا لدى أعضاء الجمعية العمومية، بأن مجلس النقابة قد فشل فى قيادة الانتخابات بشكل منظم.
وفى هذا السياق، قال القائم بأعمال نقيب الصيادلة، الدكتور عصام عبد الحميد، إن اللجنة تضم فى عضويتها كل من: الدكتور أحمد عطية، والدكتور محيي حافظ، والدكتور محمد زكريا جاد، وأن جميعهم أسماء كبيرة فى نقابة الصيادلة، موضحا أن الجميع يشهد لهم بالنزاهة، وأنه سيتم الاجتماع والاختيار فيما بينهم رئيس اللجنة والأمين العام والنائب، منعا لحرج مجلس النقابة، نظرا لأن النقابة فى وضع استثنائى، وأن دورها لوجستى فقط لدعم اللجنة أثناء عملها.
وأضاف القائم بأعمال نقيب الصيادلة، فى تصريحات صحفية، أنه من المنتظر تحديد موعد الانتخابات خلال أول اجتماع للجنة، موضحا أن الكثير من النقابات الفرعية طالبت بإجراء الانتخابات فى يوم عمل طبيعى، إلا أنه من المنتظر عقد الاجتماع الأول للجنة بحد أقصى الخميس المقبل، مشيرا إلى أنه بعد ذلك سيتم مخاطبة النقابات الفرعية، لتحديد مقرات الاقتراع، مؤكدا أن الإشراف على الانتخابات خاضع بشكل كامل لمستشاري مجلس الدولة.