«صوت الأمة» بين «الظالم والمظلوم» في واقعة قتيل القليوبية (مستند)

الأحد، 03 فبراير 2019 08:00 م
«صوت الأمة» بين «الظالم والمظلوم» في واقعة قتيل القليوبية (مستند)
الأب ونجله
علاء رضوان

«الدم عمره ما يبقى مايه».. مقولة تتردد على أذهان المصريين بصفة مستمرة فى محاولة لإظهار مدى الترابط الأسري والعائلي بين الأقارب بعضهم البعض، بينما تحولت المقولة فى الوقت الراهن إلى «الدم بقى مايه» نتيجة كثرة وقائع القتل والاعتداء التي تقع بين أبناء العائلة والبيت الواحد، لأسباب واهيه، ودائما نجد الجميع يهتم بالحدث دون البحث وراء أسبابه، أو حتى محاولة استكشاف الدوافع التي أدت إليه.

في تلك السطور نسرد إحدى وقائع القتل التي حدثت خلال الفترة الماضية بين شخص وابن عمه بسبب المواريث في قلب محافظة القليوبية، تحديدا في منطقة شبين القناطر، دارت تفاصيل أكثر تلك القصص بشاعة وألما، بسبب خلاف على قيراط أرض، انتهى بقتل شاب في مقتبل عمره على يد ابن عمه، وقررت النيابة العامة على إثر الواقعة 4 متهمين إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بينهم 3 أشقاء وأبيهم.

378551-1-(2)

ما الذي يدفع الشخص إلى قتل ابن عمه؟ ما هى الدوافع والأسباب التى حولت «الدم إلى مايه؟»، فى هذه السطور «صوت الأمة» يلتقى بطرفى الواقعة لكشف حقيقة الأمر حيث يقدم كلاهما حُججه وبراهينه، وذلك فى الوقت الذى يحاول كل منهم أن يلقى اللوم على الأخر إلا أن حسم القضية سيكون فى أروقة المحاكم. 

أسرة القتيل

فى البداية، يسرد رزق عبد الكريم، والد ضحية شبين القناطر، تفاصيل الواقعة قائلاَ: «طول عمري في حالي، تزوجت وربنا رزقني بولدين هما محمد ولطفي، وسافرت خارج البلاد للعمل من أجل لقمه العيش، ومرت الأيام وكبر أولادي، فقررت أستقر ببلدتي كفر طحا مركز شبين القناطر، لأعيش ما تبقى من حياتي وسط أولادي».

425030-1-(1)

منذ أن ذهبت إلي بلدتى – وفقا لـ«والد الضحية» - بدأ شقيقي الخلافات على كل كبيرة وصغيرة بسب الميراث، رغم أن كل واحد له حق مثبت بورق قانونى بذلك، إلا أن الطمع والجشع ملأ قلبه تجاهي أنا وأبنائي، فكان هناك خلاف بيننا على قطعه أرض حوالى قيراط و18مترًا، كنت أريد بنائها كمسكن لعائلتي، ومعي عقود بذلك ولخلافه معي قدمت دعاوي بالمحكمة والتى مكنتني من الأرض، ولكنه لم يكف عن شجاره معي.

وأكمل والد المجنى عليه، فوجئت يوم الواقعة بعد الخروج من المسجد بصحبة أولادي «لطفي، ومحمد»، بتوك توك، ينزل منه هو وأولاده ومعهم عدد من الشوم والأسلحة البيضاء وقام بضربي أنا وأولادي، وعندما سقطت على الأرض قام هو وأولاده بتكتيف نجلى «لطفي» وضربه بالشوم على رأسه حتى سقط  غارقًا في دمائه أمام عيني، ولم يستمر 12 ساعة بعد تحويله للمستشفى حتى لقى مصرعه، متابعا: «المتهمون هربوا ولم يتم القبض عليهم حتى الآن»، مشيرًا إلى أن النيابة العامة وجهت لهم تهمتي القتل مع سبق الإصرار والترصد، كما ورد تقرير الطب الشرعي الذي أقر أن وفاة نجله جاءت نتيجة كسر بالجمجمة وتجمع دموي وارتجاج بالمخ، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 8375 جنايات شبين القناطر. 

105018-1-(2)

 وتستكمل والدة المجنى عليه: «عايزة أشوف المتهمين فى السجن عشان قلبي يبرد، وكل يوم دموعي على مخدتي لأنهم حرموني من ابني".. ورددت الأم وهي تبكي: "عندما أشاهد أصدقاءه بالمدرسة أذهب لسؤالهم عنه لأنه مماتش.. ابني مات على ايد عمه وأولاده عشان الأرض، يخدوا كل حياتي وابني يرجع لحظة أشوفه، وأطالب الأجهزة الأمنية بضبط الجناة الذين لا يعرفون الرحمة». 

رواية أخرى

بينما هناك وجه أخر للقضية، يكشف عن مدى وحشية والد الضحية رزق عبد الكريم مع شقيقه الكبير الحاج سيد عبد الكريم، وكيف تمكن من شحن أبناءه كرهاً وقساوة على أبناء عمهم الأمر الذى أدى إلى قتل نجله «لطفى» كما روت «م.س»، شقيقة المتهمين التى كشفت وقائع تقشعر منها الأبدان وتشيب لها الرؤوس قبل واقعة القتل تنم عن مدى الظلم والقهر الذى لاقاه المتهمين قبيل الواقعة. 

9a15cf93-1cc6-43ff-bcc8-d86db5e487c6

 تقول «م.س»، شقيقة المتهمين، للأسف عمى رزق عبد الكريم يُجيد الكذب بصفة مستمرة فهو مؤمن بالمقولة التى تقول «اكذب واكذب حتى يصدقك الناس» وهذا ليس كلام مرسل ولكنه بالدليل القاطع حيث أن عمى كان دائم الإفتراء علينا رغم أن والدى يكبره فى السن إلا أنه كان يتعمد اذيتنا فى الوقت الذى وقف معه أبى منذ شبابه وكان يمده بالمال فى قضاء حوائجه إلا أن كل هذا لم يشفع لأبى. 

وتُضيف «م.س»، سأرصد لك بالتواريخ والتفاصيل مدى جبروت عمى وأبناءه بأرقام القضايا رغم أن شقيقى لم يكن فى الأساس نيته قتل ابن عمه ولكن الأزمة فى الأساس كانت عبارة عن مشاجرة نتيجة استفزاز إبن عمى لشقيقى بعد أن تعدى عليه بالضرب وأصابة، حيث أن الواقعة فى الأصل «ضرب أفضى لموت» وليس قتل مع سبق الإصرار والترصد. 

741e09d1-1395-4520-8bac-dc162dc4d322

عشرات القضايا – وفقا لـ«شقيقة المتهمين» - التى أقامها والدى وأشقائى ضد عمى وأبناءه وانتصرت لنا المحاكم فيها بعد إصرار عمى على أخذ ما ليس له من أراضنا رغم تقسيم الأرض بيننا وبينه بشهادة الأهالى منها القضية رقم 16325 لسنة  2016 قام فيها عمي بإتهام عمرو سيد وأحمد سيد أشقائى بـ«قطع نخله»، وحصلوا فيها على البراءة بعد شهادة من قطع النخلة لحساب عمي أنهم لم يقوموا بقطع النخله وأن عمى رزق عبد الكريم هو الذى قام بقطعها.

وتابعت: «هناك أيضاَ القضية رقم 9366 لسنة 2016 اتهم فيها عمى رزق عبد الكريم  شقيقى أحمد بقطع جنينة من الموز، وحصل فيها على البراءة، وذلك لأن عمى لم يكن لديه جنينة موز من الأساس، وأيضاَ القضية رقم 6026 لسنة 2016 تزوير ضد عمى على عقد قطعة أرض مساحتها 9 قراريط وصدر حكم ضده بالحبس شهرين فيها، وهناك أيضاَ محضر رقم 32499 ضد عمرو سيد وتحولت إلى قضية حصل فيها شقيقى على براءة لعدم ثبوت اي شئ ضده».

ليس ذلك فقط – بحسب «شقيقة المتهمين» - هناك عدد أخر من المحاضر والقضايا تدل على مدى الظلم والإهانة التى تعرضنا لها على أيدى عمى وأبناءه منها المحضر رقم 12843 برقم إداري 453 ضد رزق ضيف ومحمد فتحي عبد الكريم ضيف ومحمد رزق وسائق لودر خاص بإسم ناجي عزت لاتهامهم بهدم أملاكنا المتمثلة فى جنينة فواكة ومنزل بالطوب الأبيض ومعلف مواشي وصدر فيها ضدهم حكم بشهر حبس وعشرة الآف غرامة لكل واحد.

واستكملت: «سبب الأزمة فى حقيقة الأمر أن والدى سيد عبد الكريم أشترى قطعة أرض زراعية عبارة عن 21 قيراط بينما عمى صمم بعد بيعه الأرض لوالدى أن يحصل على قيراط منهم لكن حينما دخل المحكمين الذين قاموا بقياس قطعة الأرض حكموا بأن الأرض جيمعها لوالدى وليس لعمى الحق فى "شبر" فيها، ومن هنا بدأت المشاكل، حيث قام أبناء عمى بضرب أخى الصغير أكثر من مرة وحاولوا تلفيق الإتهامات لنا مراراَ وتكراراَ ولكنها كما ذكرت بات بالفشل وحصلنا فى جميعها على البراءة».

وأوضحت: «قبل ما ابنه يموت بكام يوم كان ابنه لطفي الله يرحمه ومحمد ضاربين محمود أخويا وهو جاي من شغله في الأرض وقاموا بفتح راسه 15غرزه، وقومنا بتحرير محضر بذلك وبعدها بكام يوم قاموا بإشتباك مرة أخري مع بعض مفيش حد كان مخطط ولا اي حاجة وعايرو محمود  انهم ضربوه وعلموا عليه ومن هنا حصلت المشكلة الأكبر».

 
9b0274e3-787c-423e-bde8-0190a1d53c6f
 
 
 
38b27747-f224-4fe5-a3c4-c6e5a4a46cc4
 
 
 
 
 
 
 
1242ae7c-610e-419a-bd79-e12dee82d55a
 
 
 
3051dce2-fd97-4c9d-bbc6-610cf672fb4b
 
 
 
05303e15-d77f-425d-bab1-c0e7a4988926
 
 
 
 
80476ad7-b651-4884-b205-f824c3e64a87
 
 

105018-1-(2)

 

 
 
201901200555315531
 
 
 
a5dfee35-de50-4472-bc53-eda5a3c44597
 
 
 
 
e1fc0b79-1aad-48d2-8b3e-92c0187c2518
 
 
 
 
edee2850-b385-46e8-937e-79dd7e274afd

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة