كانوا يستطيعون قتل أردوغان.. آيات عرابي تفضح تمثيلية الانقلاب في تركيا
الثلاثاء، 29 يناير 2019 03:00 م
فضحت الإعلامية الهاربة آيات عرابى قريبة الصلة بجماعة الإخوان الإرهابية ما اسمته بـ" مسرحية الانقلاب فى تركيا" فى اشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التى كانت قد جرت ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 15 يوليو 2016 وقدمت أدلة وبراهين تعضد بها وجهة نظرها.
قالت "عرابى" مستعرضة تسلسل وقوع أحداث الانقلاب فى تركيا :" في الساعة الثانية عشر واحدى عشر دقيقة "12:11" غادر أردوغان الفندق الذي كان يقيم فيه بمدينة مرميس باستخدام طائرة مروحية"
"كانت قد مرت ساعة على اعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم قيام مجموعة من داخل الجيش التركي، بمحاولة للانقلاب وبعد ساعتين من سماع اصواتاطلاق نار عند مبنى رئاسة الأركان في أنقرة"،بعد مغادرة اردوغان الفندق بساعتين "الساعة الثانية" قامت 3 طائرات هليكوبتر "انقلابية" بقصف الفندق.
"البعض قد يشكك في التوقيت رغم انه مأخوذ من صحيفة تركية وانا سوف افترض صحة تشكيك اي شخص يشكك في التوقيت ولنقل انهم قصفوا فندقه بعد دقيقة من خروجه"، هنا تثور عدة أسئلة، لماذا لم يهتم "الانقلابيون" بالسيطرة على رئيس الدولة واعتقاله أو قتله وتركوه لمدة ساعتين أو أكثر ؟، لماذا لم تتم عملية السيطرة على مبنى رئاسة الاركان بالتزامن مع محاولة السيطرة على أردوغان ؟
"وجود فترة ساعتين بين الاجرائين يدل على انه لم تكن هنا اي سيطرة بالمرة ولا تنسيق بالطريقة التي تحدث في الانقلابات".
لماذا لم يتحرك طاقم حراسة أردوغان لنقله من الفندق الذي يقيم به الى اي جهة اخرى غير معلومة, وهذا اجراء تأمين متبع في مثل هذه الحالات حيث تكون لرئيس الدولة الاهمية القصوى في التأمين ولماذا انتظروا ساعتين كاملتين بعد قصف مبنى الاركان وبعد ساعة من اعلان علي بن يلدرم عن محاولة الانقلاب ؟
"هذه فترة مستحيلة بالنسبة لرئيس دولة"
لقد أظهرت المجموعة التي قامت بـ "الانقلاب" عنفاً غير محدود حيث قصفت الناس في الشوارع من الطائرات وفتحت النار على بعض التجمعات المدنية (عند جسر البوسفور مثلا), فلماذا تركوا اردوغان يفلت مع ان في هذا خطر على حياتهم ذاتها؟"بمعنى انه اذا نجح اردوغان في الافلات منهم فسوف يعني هذا أعدامهم أو سجنهم طوال حياتهم, فلماذا تركوه مع علمهم بالمخاطرة ؟"
بن علي يلدرم
حتى أبريل 2017 كان النظام برلمانيا بمعنى أن رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية وان الرئيس منصب يكاد يكون شرفياً, وهذا يعني ان أي انقلاب طبيعي كان سيعتقل الاثنين, رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية, لأن رئيس الوزراء في هذه الحالة يمكنه حشد الأجهزة التنفيذية في الدولة وحتى لو لم يكن قادراً على مقاومة انقلاب يقوده الجيش "او جزء منه" فإن وجوده حراً وحشده لاجهزة الدولة التنفيذية سيجعل مهمة الانقلاب صعبة جداً.
ولهذا ففي كل الانقلابات التي وقعت في تركيا كان رئيس الدولة يعتقل مع رئيس الوزراء،لماذا لم يضع "الانقلابيون"، بن علي يلدرم على خارطة الاهداف التي يستهدفونها ليلة الانقلاب ؟
"إلا لو كانت المحاولة من المقصود منها ان تبدو كأنها انقلاباً ضد اردوغان الذي يتغلب بمعاونة شعبه على الانقلاب ليظهر بعدها بمظهر الزعيم ليتخذ قرارات لم يكن ليتخذها في ظروف أخرى".
وفي تمثيلية الانقلاب في تركيا نجد مجموعة من المتناقضات المضحكة ،فرئيس الأركان كان يجب أن يكون أول هدف للانقلاب المزعوم وهذا ما لم يحدث
ومقر هيئة الأركان كان يجب أن يكون أحد أهم الأهداف التي يتم السيطرة عليها وهذا لم يحدث عني سنجد حسب تقرير نشره موقع "عرب 48 - خامس تعليق" أن رئيس الاركان في اعترافاته عن ليلة الانقلاب، علم بوجود تحركات مريبة فبدأ في اتخاذ بعض الاجراءات وأجرى بعض الاتصالات بقائد حامية أنقرة واصدر بعض الأوامر بعدم خروج بعض القوات الا باذنه .. الخ
أي أن هناك بعض القوات بدأت تتحرك من الوحدات قبل أن تصل أي قوات إلى مبنى رئاسة الأركان للسيطرة عليه "وهذا لا يحدث في الانقلابات"
في جريدة تقويم التركية مجموعة من المواعيد
الموعد الأول الذي يهمنا في هذا السياق هو موعد سماع اطلاق نار من مروحية على مجموعة في مبنى الأركان وهو الساعة العاشرة مساءً وفي الحادية عشر ونصف تم اختطاف خلوصي أكار رئيس الأركان.
وبعد ما قيل عن سيطرة الانقلاب على مقر هيئة الاركان، نشر الاعلام التركي فيديو لما زعم انه اختطاف خلوصي أكار. والفيديو يظهر رئيس الأركان يمشي هادئا وسط مجموعة من الضباط يقتادونه خارج مبنى رئاسة الأركان وقال هو فيما بعد انهم اقتادوه إلى قاعدة جوية "سادس تعليق"
وأنا هنا لن اناقش حقيقة ما قاله بل سافترض صحة ما قاله بدون أي نقاش ،لكن لماذا يتم اقتياد رئيس الأركان إلى قاعدة جوية بدلاً من الابقاء عليه في مبنى رئاسة الاركان ؟ المفروض انهم سيطروا على مبنى رئاسة الأركان".
لماذا يتم اختيار مركز قيادة آخر غير رئاسة الأركان الذي يحوي كل وسائل السيطرة على القوات التركية ويتم الانتقال إلى قاعدة جوية، لا يمكن إدارة الانقلاب منها ولا ربط القوات التركية بقيادة الانقلاب ؟
قال أكار أمام المدعي العام في شهادته عن "الانقلاب" انه عقد اجتماعا مع بعض القيادات بشأن معلومات وصلت عن تحركات بعض الاسراب الجوية, فلماذا لم تتحرك القوات الموالية للشرعية مبكراً وتجهض التحرك ؟
أضافت "عرابى" في هذه الاحوال وفي كل بلدان العالم توجد خطط طواريء, يتم تنفيذها فور العلم بتحركات مريبة وهي خطط تهدف الى تأمين البلاد من اي محاولة انقلابية, وتتكون عادة من تأمين رئيس الجمهورية وهيئة الاركان وتأمين مركز اتصالات للقوات الموالية للشرعية وتأمين هيئة الاركان والسيطرة على الجيش, وطالما كان رئيس الاركان حراً "ولو حتى لساعة واحدة أو حتى نصف ساعة" فبامكانه أن يصدر الأوامر فورا لتتحرك القوات الموالية لاجهاض المحاولة الانقلابية, وحتى لو كان بعض قادة الاسلحة او بعض قيادات هيئة الاركان مشاركون في المحاولة الانقلابية, فإن الصورة كانت ستكون مختلفة تماماً عما شاهدنا, فسوف تتحرك قوات لاحتواء تحركات الانقالب وكنا سنشهد عملية هي اقرب لعمليات اطفاء الحريق، ولم نكن لنشاهد كل هذه المشاهد الكوميدية المضحكة التي تبدو لاي عاقل كما لو كانت يدا ما تركتها لتحدث, فأين كانت خطة الطواريء ؟
قوات الناتو في تركيا "القوات الخاصة التركية"
مع بداية الحرب الباردة، بدأ الناتو في تجهيز قوات في البلاد غير الشيوعية لتأمينها من محاولات الغزو الشيوعي ولتعمل هذه القوات كقوات تابعة للناتو في حالة غزو, وتسمى جيش الناتو خلف الخطوط Nato stay-behind – army وهذه القوات كانت تمولها الولايات المتحدة وعدة دول اوروبية حتى بداية السبعينات "هذه هي المعلومات المعلنة ولا نعرف معلومات بعدها"وهذه القوات اعيدت هيكلتها مع بداية التسعينات واضيفت اليها مهمة حماية رئيس الاركان
في ليلة الانقلاب المزعوم، قاد العميد سميح طرزي من القوات الخاصة، 40 من القوات الخاصة للهجوم على عدة أهداف منها مبنى البرلمان وقد قتل العميد سميح طرزي في اطلاق نار.
ويقول خلوصي أكار ان مساعده وعدد من القوات الخاصة قاموا بالقبض عليه داخل مكتبه ،أين ذلك العدد من القوات الخاصة الذين كانوا مكلفين بحماية رئيس الاركان وكيف تركوا عددا آخراً من القوات الخاصة يقبضون على رئيس الاركان دون ان يشتبكوا معهم ؟
في اعترافات خلوصي أكار يقول انه أجرى عدة اتصالات بعد معرفته بتحرك طائرات هليكوبتر وشدد على ألا تخرج طائرة إلا باذن منه وانه اتصل برئيس حامية أنقرة،فلماذا لم يتخذ اجراءً واحداً لحماية نفسه ؟، لماذا لم يضاعف الحراسة على نفسه ؟
وفي هذه الحالات يكون دائما هناك مقر احتياطي ليقود منه القوات, فلماذا لم ينتقل اليه وظل في مبنى رئاسة الأركان ؟
أن علاقة خلوصي أكار الطويلة جدا بالناتو لدرجة ان يشغل مهمة ضابط في فرقة المخابرات، وأن يتلقى وسام استحقاق البنتاجون الذي حصل عليه ايهود باراك والملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن، تكذب تماما, الرواية الشعبية التي حاول اعلام تركيا ترويجها "بشكل غير رسمي" التي تقول ان امريكا ضالعة في الانقلاب على اردوغان، هي الرواية التي حاول اردوغان تثبيتها بصورة ملتوية عن طريق مطالبة امريكا بتسليم فتح الله جولن
لو كانت أمريكا ضالعة في الانقلاب لكان الشخص الأمثل للقيام بهذه الانقلاب هو خلوصي أكار ذو العلاقة الوطيدة بالناتو
يقول الإعلام التركي أن قائد الانقلاب هو اكين أوزتورك، القائد السابق للقوات الجوية التركية والذي كان ملحقا عسكرياً في إسرائيل "في الفترة من 1990 الى 1992" والذي انهى خدمته كقائد للقوات الجوية في 2015 واستمر بعدها عضوا في المجلس الاعلى العسكري التركي، وهي وظيفة لا تسمح له بتحريك القوات أو تنسيق عمل معقد كانقلاب عسكري بشكل منفرد "ربما كان المجلس العسكري التركي كله قادرا على تنسيق انقلاب بكامل اعضاءه وتحت رئاسة رئيس الأركان".
يقول اكين أوزتورك انه كان موجودا في القاعدة لزيارة زوج ابنته الطيار "وهي رواية واضحة الكذب" ويقول انه اقنع عدة ضباط بالعدول عن محاولة الانقلاب .. والإعلام التركي يقول انه قائد الانقلاب وانا سأسلم جدلاً بما قاله الاعلام التركي
لكن كيف استطاع اكين اوزتورك تنسيق انقلاب وحده ؟أن عملية تدبير انقلاب هي عملية معقدة جدا وتتطلب اتصالات مكثفة مع وحدات عسكرية وعبر قادة عسكريين وهي عملية لا يمكن ان تغيب عن أعين أجهزة المخابرات.
وحتى يتضح ما أقول،فخلوصي أكار يقول في اقواله، انه اجتمع في مكتبه بعدد من قادته بعد ورود معلومات من المخابرات عن تحرك ثلاث طائرات هليكوبتر في مدرسة تابعة للقوات البرية
ولقد شارك في الانقلاب ما يقرب من ثلاثة آلاف ضابط وجندي وترتيب انقلاب عسكري كهذا سيحتاج شهوراً فكيف استطاع اكين أوزتورك اخفاء اتصالاته هذه عن المخابرات التركية لمدة طويلة؟
محرم كوسا