ماذا يخبئ ترامب في جعبته؟.. حرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين قد تتجدد
الجمعة، 01 فبراير 2019 12:00 م
منذ عام اندلعت حرب تجارية كبرى بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، على خلفية فرض واشنطن رسوم إضافية على وارداتها من بكين، لترد الأخيرة بالمثل، ليتصاعد بعدها حدة الخلاف بينهما وتبعه قرارات أخرى الأمر الذي هدد الاقتصاد العالمي أجمع وليس أكبر اقتصاديين في العالم.
وربما اعتقد البعض، أن تحل قمة بكين وواشنطن، بشأن المباحثات التجارية والتي تمت في يناير الماضي، أنها قادرة على إنهاء الحرب التجارية القائمة بين، أمريكا والصين والتي أدت لتعكير صفو الأسواق المالية العالمية، بعدما تعطل تدفق سلع بمئات المليارات من الدولارات، وبدأت مخاوف جمة من تباطؤ الاقتصاد العالمي ككل.
وفي تطور جديد للأحداث، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، (الخميس)، إن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تجري بشكل جيد في روح تصالحية، وتحدث عن لقاء مقبل مع نظيره الصيني شي جين بينغ لتبديد نقاط الخلاف. وكتب ترامب في سلسلة تغريدات أن اللقاءات تجري في شكل جيد وبإرادة طيبة، من الجانبين.
وأضاف أنه لن يبرم أي اتفاق نهائي قبل أن نلتقي أنا وصديقي شي (جين بينج) في مستقبل قريب للنقاش والاتفاق على بعض النقاط الأكثر صعوبة. وبعدما ذكر بأن الرسوم الجمركية على (200) مليار دولار من الواردات من الصين يفترض أن تزيد بنسبة (25%) في الأول من مارس، قال: «الجميع يعملون بجد.. لإنجاز الاتفاق بحلول هذا الموعد».
ورأى ترامب الذي سيستقبل نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي، الذي يرأس الوفد الصيني في المحادثات مع واشنطن منذ (الأربعاء)، أن الصين لا ترغب في زيادة الرسوم الجمركية العقابية بينما تسجل تباطأ باقتصادها. وأكد أن كل الخلافات التجارية مطروحة على طاولة المفاوضات.
وكانت الولايات المتحدة والصين استأنفتا (الأربعاء) المحادثات التجارية بينهما في البيت الأبيض من أجل تطبيع هذه العلاقات لفترة طويلة، قبل الأول من مارس، وإلا ستستأنف الحرب التجارية.
كان الرئيس الأمريكي أعرب، في وقت سابق عن تفاؤله بشأن المفاوضات التجارية مع الصين، حيث يتوقع أن يصل مسؤولون أميركيون إلى بكين لإجراء محادثات تهدف إلى تخفيف حدة الحرب التجارية.
وذكر ترامب، أنه تحدث مؤخرا إلى الرئيس الصيني شي جين بينج، قائلا: «أعتقد حقا أنهم يريدون التوصل إلى اتفاق. لقد أضرت الرسوم الجمركية بالصين بالتأكيد على نحو سيء للغاية».
ومن المقرر أن تعقد الصين والولايات المتحدة مباحثات تجارية في بكين يومي السابع والثامن من يناير، مع سعي الجانبين لإنهاء نزاع يُلحق ضررا متزايدا بالاقتصاد في البلدين.
وأكدت الدكتورة يمنى الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن الصين ستعطى لأمريكا جزء من التفاوض لتهدئة الحرب التجارية بينما والتي ألقت بظلالها على معدلات النمو العالمية، والتي متوقع انخفاضه من (3.7%) إلى (3.5%)، ذلك فلابد وأن يحدث توافق في التفاوض بين البلدين نظرا لآن المصالح الاقتصادية بين الصين وأمريكا متشابكة للغاية، فالصين تمتلك حوالي (3) تريليونات من حجم الاحتياطي بالدور ولها تأثير معلن على سعر الدولار بجانب تملكها ما يفوق (209) مليار دولار أذون خزانة.
وترى «الحماقي»، أن مصلحة الدولتين إنهاء الحرب، وخاصة بعد الضغوط السياسية على الإدارة الأمريكية من كبار المستثمرين الأمريكيين في الصين والتي تأثرت استثماراتهم نتيجة للحرب.
وقد أكدت وزارة التجارة الصينية، أن مفاوضين من الولايات المتحدة سيزورون الصين الاثنين والثلاثاء لعقد أول لقاء بين القوتين الكبريين منذ اجتماع رئيسيهما مطلع ديسمبر لمحاولة تخفيف حدة الخلاف التجاري بينهما.
وأوضحت أن الوفدين سيبذلان جهودا «لتنفيذ التفاهم المهم الذي تم التوصل إليه في الأرجنتين» بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جينبينج. وبعد أشهر من فرض عقوبات تجارية متبادلة، اتفق ترامب وشي على هدنة حددت بثلاثة أشهر وتنتهي في الأول من مارس، لإعطاء فرصة للمفاوضات.
وأشارت «الحماقي» إلى أنه يوجد سيناريوهات متوقعة في التفاوض والتي من خلالها حصول أمريكا على أكبر مكاسب ممكنه.