بدأت الحرب التجارية بين أقوى اقتصاديات في العالم منذ فترة، وحاول كل من الصين وأمريكا أكثر من مرة التفاوض للخروج من مأزق أثر على الاقتصاد العالمي كله بشكل كبير.
ويبدو أن المحاولات لم تنته بعد فيحاول الطرفان الآن الدخول في مباحثات جديدة، وتقول الصين إن المحادثات مع الولايات المتحدة من المقرر أن تتم وسط الحرب التجارية بين القوتين العظميين الاقتصاديتين. وهو ما يثير القلق، ويطرح السؤال الأهم، هل تتسبب الحرب التجارية في دق طبول الحرب، لتشمل الاقتصاديات العالمية كافة.
وعلى ما يبدو أن الرئيس الأمريكي لا ينوي التوقف عن فرض الرسوم الجمركية، واشعال فتيل الحرب الاقتصادية مع الجانب الصيني، حيث قالت صحيفة وول ستريت جورنال (السبت)، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعتزم الإعلان عن رسوم جمركية جديدة على واردات من الصين تبلغ قيمتها نحو 200 مليار دولار بحلول (الإثنين).
وعلى الرغم من فرض رسوم جمركية جديدة على الصين، تصل إلى نحو (200) مليار دولار، إلى أن أسعار النفط، تميل إلى الانخفاض (الاثنين) في آسيا بسبب إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة على سلع صينية مستوردة إلى الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار.
كان ارتفع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود)، المرجعى للخام الأميركي، تسليم أكتوبر أربعة سنتات إلى 68,95 دولارا (الإثنين) في المبادلات الالكترونية في آسيا.
أما برميل برنت المرجع الأوروبي، تسليم نوفمبر فقد انخفض سبعة سنتات وبلغ سعره 78,02 دولارا. ويخشى المحللون من أن يضر تفاقم الحرب التجارية بالمبادلات الدولية والنمو وكذلك بالطلب على الخام.
وقال ستيفن اينيس المحلل في مجموعة «اواندا»، إن المستثمرين يركزون على الآثار المعاكسة للحرب التجارية والطريقة التي يمكن أن تؤثر فيها على الطلب على النفط في آسيا.
وأضاف أن المعلومات التي نشرت في نهاية الأسبوع حول الرسوم الجمركية لن تساعد، وهذا ما يجعلنا نشهد ضغطا على الأسعار صباح اليوم (الاثنين) في آسيا.
وكانت وسائل إعلام أمريكية ذكرت السبت أن الرئيس دونالد ترامب مصمم على فرض رسوم جمركية جديدة تبلغ نسبتها 10% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار، موضحة أنه يمكن أن يعلن ذلك في الأيام المقبلة.
وهذه الدفعة الجديدة من الرسوم تبعد الآمال في تخفيف وشيك للتوتر بين الولايات المتحدة والصين. وفي الوقت نفسه، يخفف اقتراب موعد دخول العقوبات الأمريكية على القطاع النفطى الإيرانى من تراجع أسعار الذهب الأسود، لأن هذه الاجراءات يمكن أن تحد من العرض.
كانت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلت (السبت) عن مصادر مطلعة قولها إن الرسوم ستكون بنحو عشرة فى المئة، وهو ما يقل عن الرسوم البالغة نسبتها 25% التي جرى الإعلان عنها عندما قالت الإدارة للمرة الأولى إنها تدرس هذه الجولة من الرسوم.
كانت الصين أكدت اعتزامها الرد على أمريكا في حال فرض المزيد من الرسوم الجمركية، حتى أن كل المؤشرات أصبحت تتجه صوب مزيد من التصعيد في أجواء الصراع والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فالتنين الآسيوي الذي يواجه رسوما أمريكية جديدة، يُكشر عن أنيابه الآن ويستعد للرد بالمثل.
التصعيد بين الجانبين وصل إلى حد إصدار سفارة الصين تحذيرًا أمنيًا لمواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، الذي وصف بأنه أشد لهجة من قبل التنين الآسيوي من التحذيرات السابقة والأحدث من نوعه وسط تصاعد خلاف تجارى بين البلدين.
ويبدو أن الصين تتخوف من سلوكيات الإدارة الامريكية اتجاه مواطنيها لاسيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من مرة بزيادة الجمارك على بكين، ما استدعى السفارة الصينية إلى إطلاق بيان عبر موقعها الإلكترونى، محذرة فيه السياح الصينيين بولايات المتحدة من أمور مثل ارتفاع تكلفة العلاج وتهديدات مثل إطلاق النار فى أماكن عامة والسرقة وقيام مسؤولى الجوازات بمصادرة أشياء وحدوث احتيال فى قطاع الاتصالات ووقوع كوارث طبيعية.
كانت وزارة الخارجية الصينية، أكدت (الاثنين)، أن بكين ستتخد إجراءات ضرورية مضادة بناء على الإجراءات الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية الإضافية.
جاء ذلك فى تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج خلال المؤتمر الصحفى اليومى بمقر الوزارة، ردا على سؤال بشأن الإجراءات التى تعتزم بكين اتخاذها حال فرض واشنطن رسوما جمركية إضافية على ما تصل قيمته إلى 200 مليار دولار من البضائع الصينية المستوردة.
وقال جينج شوانج: «إذا مضت الولايات المتحدة قدما فى فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية، فبكل تأكيد ستتخذ الصين إجراءات ضرورية مضادة بما يحفظ حقوق شعبها».
يذكر أنه بعد إعلان الولايات المتحدة عن خطة لفرض رسوم إضافية على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار أمريكى، أعلنت الصين عن تدابير مضادة فى 3 أغسطس الماضى بفرض تعريفات إضافية على واردات أمريكية قيمتها 60 مليار دولار أمريكى، وتم بالفعل نشر قائمة بالمنتجات الأمريكية ذات الصلة.
كانت الصين استغلت عمليات القتل الجماعي التي تصدرت المشهد الأمريكي في الأيام الماضي، وقالت السفارة الصينية، إن الأمن العام فى الولايات المتحدة ليس جيدا، من خلال مشاهد إطلاق النار والسطو والسرقة المتكررة، مضيفا أن المسافرون إلى الولايات المتحدة يجب أن ينتبهوا لما يحيط بهم وينتبهوا للأفراد المثيرين للريبة ويتجنبوا الخروج بمفردهم ليلا، بالإضافة إلى تنبيه إضافى إلى خطر الكوارث الطبيعية.
وكان دونالد ترامب الرئيس الأمريكى بدأ في إثارة غضب التنين الصيني، ذلك بعد فرض لضرائب على بعض المنتاجات الصينية، والتهديد الذي برز مؤخرا بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية يوميا، وهو ما دفع الصين للقيام بإجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، في إطار الحرب التجارية التي أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتيلها عبر التعريفات الجمركية التي فرضها على البضائع الصينية.
وهاجم الرئيس الصين عدة مرات بسبب العجز التجارى الهائل للولايات المتحدة، والذى بلغ 375.2 مليار دولار فى 2017، وطالب بتخفيضه إلى 100 مليار دولار، وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الرسوم الأمريكية الجديدة ترفع الستار عن المواجهة الأكثر عدوانية على مدى عقود لممارسات بكين التجارية.
وتوعدت الصين برد مماثل، حيث نددت وزارة التجارة الصينية فى بيان سابق لها ب ـ«فرض ضغوط قصوى وابتزاز»، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع الاتفاق الذى توصل إليه الجانبان مرات عدة خلال مشاوراتهما" فى الأسابيع الماضية، وحذرت الوزارة من أنه وإذا ابتعدت الولايات المتحدة عن المنطق ونشرت قائمة (بالسلع المستهدفة) فإن الصين ستجد نفسها مضطرة لاتخاذ مجموعة من التدابير الشاملة المتناسبة كما ونوعا، واتخاذ إجراءات مضادة قوية.