الأمان في كنف البيت الأبيض.. الأوروبيون يعودون لواشنطن وقواعد ترامب السبب
الأحد، 27 يناير 2019 02:00 م
على الرغم من محاولات استقلال قرار دول أوروبية، عن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم قبل عامين، إلأا أنها فشلت في تحقيق الاستقلالية المرجوة، في ظل زيادة حدة التوتر مع واشنطن، في عدد من القضايا، أبرزها الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى فى مايو الماضى.
ومن أجل الاستقلالية اتجهت تلك الدول للبحث عن بديل للحليف الأمريكى، عبر زيادة شراكات تجارية مع بعض القوى الدولية، والتى كان بعضها فى درجة "الخصم" لما يسمى بـ"المعسكر الغربى"، وعلى رأسهم الصين وروسيا، بالإضافة إلى تعنتهم تجاه الموقف الأمريكى من طهران، وإعلانهم ضرورة الإبقاء على الاتفاق النووى المثير للجدل، إلا أنها لم تترجم.
مؤشرات عدة أظهرت فشل تلك الدول في الاستقلالية، تجلت مؤخرا في الاتجاه الأوروبى لفرض عقوبات على طهران، بما يخدم الموقف الأمريكي. الأسبوع الماضي شهد تحركات عدة من أوروبا تجاه إيران، أخرها، الاثنين الماضي، حيث منعت ألمانيا شركة "ماهان إير" الإيرانية من الهبوط في مطاراتها، للاشتباه فى استخدام طائراتها من قبل السلطة الحاكمة فى طهران، لنقل جنود وعتاد عسكرى إلى الأراضى السورية.
واعتبر مراقبون ذلك دليل دامغ على نجاح الرئيس الأمريكى في إخضاع حلفائه، خاصة وأن القرار الألمانى يمثل امتدادا صريحا لمواقف أوروبية أخرى استهدفت طهران فى الآونة الأخيرة، بعد تحركات إيرانية هددت أمن القارة العجوز.
وأظهرت الإجراءات الأوروبية ضد طهران، انعكاسا صريحا على حاجة دول "المعسكر الغربى" إلى العودة من جديد، إلى الوقوف خلف القيادة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالمواقف فى العديد من القضايا الدولية، وفى القلب منها الأزمة الإيرانية، حيث تبين صدق واشنطن في تهديدات أيران لأوروبا وغيرها.
المؤكد أن العودة لواشنطن لن يكون سهلا، بل ستكون له تداعيات أهمها إرساء قواعد جديد للعلاقة بين واشنطن وحلفائها، بسبب الخلافات بين الجانبين على العديد من القضايا المرتبطة بالعلاقات الثنائية، وعلى رأسها: التجارة. وتقوم قواعد ترامب، على أساس تقويض الصفقة التى دأب حلفاء الولايات المتحدة الاستفادة منها لسنوات طويلة، بسبب المزايا التى منحتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لحلفائها مقابل الاحتفاظ بمقعد القيادة.
وتمثل الإجراءات التى اتخذتها عدة دول غربية، سواء فى أوروبا أو كندا، بمثابة استجابة للرؤية الأمريكية تجاه خصوم الولايات المتحدة، سواء بشكل صريح كما هو الحال فى اعتقال كندا لمواطنة صينية بناء على طلب أمريكى، أو ضمنيا، كما حدث فى المواقف الأوروبية الأخيرة من إيران، اعترافا بهزيمتها فى معركتها الدبلوماسية التى خاضتها مع ترامب، وبالتالى قبولهم إلى اللعب وقف قواعده الخاصة فى المرحلة المقبلة.