ماذا تخبئ الأيام المقبلة لسعر الجنيه مقابل الدولار؟
الجمعة، 25 يناير 2019 11:00 ص
شهور متتالية من الاستقرار للجنيه أمام الدولار، أعقاب هزة عنيفة نتيجة الإصلاحات الاقتصادية واشتراطات صندوق النقد الدولي، لكن عادت أحاديث سعر الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي للظهور مجددا في مصر، وذلك في أعقاب تصريحات مهمة وملفتة لمحافظ البنك المركزي، طارق عامر، بشأن تحرك سعر الصرف في الفترة المقبلة.
وتراجع الثلاثاء سعر صرف الدولار الأمريكي، في بعض البنوك العاملة في مصر، ليصل متوسط سعر الشراء إلى نحو 17.86 جنيه للدولار للشراء.
في مقابلة لوكالة بلومبرج الأمريكية، قال طارق عامر إن سعر صرف الجنيه قد يشهد تحركا بشكل أكبر في الفترة المقبلة، وذلك بعد إنهاء العمل بآلية ضمان تحويل أموال الأجانب.
وأكد أن المركزي المصري ملتزم بضمان وجود سوق "صرف حر" خاضع لقوى العرض والطلب، مرجعا استقرار أسعار الصرف خلال الفترة الماضية إلى تحسن في الحساب الجاري بسبب زيادة التحويلات والسياحة والصادرات، والتحسن في التصنيف الائتماني لمصر.
ومنذ تحرير سعر الصرف في 3 نوفمبر 2016، تعد آلية العرض والطلب أساسا لتحديد سعر الدولار أمام الجنيه، في البنوك العاملة في السوق المحلية.
وفقد الجنيه المصري أكثر من نصف قيمته بعد تحرير سعره، إلا أنه ثبت تقريبا أمام الدولار منذ ذلك الحين، وبعد التحرير، ارتفع معدل بيع العملة الصعبة للبنوك المصرية، كما ارتفع إجمالي تحويلات المصريين العاملين بالخارج، لتسجل نحو 26 مليار دولار خلال عام، مما يعكس ثقة المصريين في التعامل مع الجهاز المصرفي المصري.
محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة بأحد البنوك المصرية، قال في تصريح صحفي إن تصريحات عامر تعني أن سعر الصرف قد يشهد بعض التقلبات بشكل أكثر مرونة، مضيفا "ذلك يؤكد تغير سعر الصرف على مدار اليوم وحدوث تقلبات لم تظهر من قبل".
وتابع "ارتفاع وانخفاض قيمة الجنيه ستتوقف على الطلب على شراء أو بيع الدولار في البنوك وفقا لحركة المستثمرين في الأسواق".
كما استبعد عبد العال حدوث مضاربات على الجنيه في الفترة المقبلة، مع نمو موارد مصر الدولارية من السياحة، وتحسن الميزان التجاري، وكذلك استلام 4 مليارات دولار قيمة الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد الدولي.
وبيَّن محمد بدرة، عضو مجلس إدارة في أحد البنوك الحكومية، أن حديث محافظ البنك المركزي يمثل رسالة طمأنة للسوق باستقرار الأوضاع، مشددا على أن "المستثمرين يستطيعون دخول السوق المصري والخروج منه في أي وقت بسعر مناسب".