الاستراتيجية الترامبية في التفاوض.. هل يتماسك الديمقراطيون؟
الجمعة، 25 يناير 2019 01:00 م
اعتاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلق كارثة أو التهديد بها، كطريقة تفاوض مع معارضيه، وذلك منذ تولى منصبه، وهو ما تكشف بشكل كبير في أزمة الإغلاق الجزئي المستمرة لأكثر من شهرين.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت إن الموظفين الأمريكيين الفيدراليين البالغ عددهم 800 ألف، متوقع أن يفقدوا راتبهم للشهر الثانى على التوالى، في الأيام القادمة بسبب الإغلاق الحكومى الأطول فى التاريخ الأمريكى، مضيفة أنهم المثال الأكثر تطرفاً حتى الآن على التكتيك التفاوضي الذى يستخدمه ترامب.
بحسب الصحيفة، يعتبر ترامب أن هذا النهج يخلق النفوذ وفرص التفاوض ، لكن الديمقراطيون وغيرهم من المعارضين يرون أنه يرقى إلى التهديد بعد أخذ الرهائن. وقال تشارلز شومر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ: "إنه نوع من المقايضة بالبضائع المسروقة".
واستخدم ترامب نفس قواعد اللعبة خلال المواجهات مع كندا والمكسيك واليابان والصين وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والاتحاد الأوروبي في العامين الماضيين بنجاح متفاوت.
وقدمت "واشنطن بوست" مثالا على هذا النهج بالإشارة إلى فرض ترامب لرسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من عدد من الدول، لأنه يرى إنه من الضروري فرض التغييرات في الممارسات التجارية للبلدان الأخرى.
وهدد في السابق بحل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية إذا لم توافق كندا والمكسيك على صفقة تجارة جديدة، وهي خطوة كانت لتعيق اقتصاد الدولتين. كما أعلن عن سحب الولايات المتحدة من منظمة حلف شمال الأطلسي، إذا لم تنفق دول أخرى المزيد من الأموال على تعزيز جيوشها، وهي خطوة ساعدت في النهاية على تمهيد الطريق لاستقالة وزير الدفاع جيم ماتيس.
واعتبرت واشنطن بوست النهج يعد تكتيكًا مجربًا تعلمه ترامب من مهنته التجارية، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتأثر فيها حياة للعديد من العمال والأسر في الولايات المتحدة بعد تأخر مرتباتهم للشهر الثانى على التوالى بسبب استمرار الإغلاق.
وصف مراقبون ذلك بالطريقة الترامبية، وهو الأمر الذي أكده لاري كودلو- صديق لترامب منذ فترة طويلة- في حوار إذاعى: "إنها الطريقة "الترامبية" فى التفاوض. تكيل إليهم الضربات فى الوجه، فتجتذب انتباههم، ثم تجد نفسك تتوصل إلى اتفاق".
وأشارت الصحيفة إلى وجود مقاومة حازمة من الديقراطيين، ما يجبر ترامب على زيادة تهديداته أكثر مما يعتقد أنه ضروري، تضيف: فهناك دلائل على أن الإغلاق المطول بدأ في إلحاق الضرر بالاقتصاد الأمريكي، حيث انخفضت ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى منذ بدء رئاسة ترامب، بيما يشعر عدد متزايد من العمال الفيدراليين بالسخط عندما يطلب منهم الاستمرار في العمل بدون أجر.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد منهم زاروا بنوك الطعام للحصول على وجبات مجانية، بينما بدأ آخرون في بيع ممتلكاتهم عبر الإنترنت بينما يخشى آخرون، عدم إمكانيتهم دفع أقساط الرهن العقاري الأسبوع المقبل.
لم يتم استخدام استراتيجية ترامب لاستغلال شريحة كبيرة من القوى العاملة الأمريكية كأداة نفوذ من قبل على هذا النطاق. ويعتمد الرؤساء عادة على القوى العاملة الفيدرالية لإبقاء الحكومة مفتوحة، سعيا لحمايتهم من المعارك الحزبية.
لكن ترامب أخبر المستشارين بأنه يعتقد أن الإغلاق يعطيه النفوذ الذي يحتاجه لتمرير طلبه الحصول على المال لبناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث يظنأن الديمقراطيين سيتراجعون قبل أن يضطر هو إلى ذلك.
وكتب ترامب على تويتر يوم الثلاثاء: "بوجود جدار قوي أو حاجز صلب، فإن معدلات الجريمة (والمخدرات) ستنخفض بشكل كبير في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إن الديمقراطيين يعرفون ذلك ولكنهم يريدون ممارسة الألعاب السياسية".
وقال دان إبرهارت ، أحد المتبرعين الجمهوريين البارزين: "ترامب يدير عملية الإغلاق كمنتج تلفزيون واقعى. ولكن المشكلة هي أنه تم تعيينه لإدارة حكومة ، وتنمية اقتصاد وحماية بلد ، وليس أن يكون منتجًا ناجحًا".