في إطار اهتمام مؤسسات الدولة بالمصريين في الخارج، لمتابعة أحوالهم المعيشية، يجرى على قدم وساق إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن الجاليات بالخارج، حيث أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، أنه تم تشكيل لجنة وطنية لإعداد هذه القاعدة تضم ممثلى وزارات «الخارجية، والقوى العاملة، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، والداخلية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وممثلى البنك المركزى المصرى، وهيئة الرقابة الإدارية».
الدكتورة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، أكدت أن ملف إعداد قاعدة بيانات المصريين فى الخارج يأتى على رأس أولويات الوزارة فى الوقت الحالي، وأن اللجنة الوطنية لإعداد قاعدة بيانات متكاملة للمصريين بالخارج، التى تشكلت بقرار من المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزارء، لتصبح هى المسؤولة عن جمع بيانات المصريين فى الخارج، تعقد اجتماعات ولقاءات مستمرة سعيا لإنجاز هذا الملف، باعتباره الأهم على أجندة الوزارة.
وأوضحت «مكرم» أن توثيق بيانات المصريين فى الخارج يمكن الدولة من تقديم كل الدعم لهم وتلبية كل احتياجاتهم، لافتة إلى أن هذه البيانات فى سرية تامة، وتابعت: «أؤكد للمرة الثانية أننا ليس لنا علاقة بمرتبات المصريين فى الخارج، ومش هدفنا فرض أية ضرائب عليهم، وهدفنا الأساسى تلبية احتياجاتهم»، لافتة إلى أنه مع نهاية منتصف العام الجارى 2019 ستخرج قاعدة بيانات المصريين فى الخارج إلى النور.
وشددت وزيرة الهجرة أنه بانتهاء شهر يناير الجارى تنتهى زيارات اللجنة لكافة جهات الدولة، ويتم الانتقال بعد ذلك لكل سفارات مصر فى الخارج، داعية المصريين فى الخارج إلى المبادرة بتسجيل بياناتهم فى السفارات والقنصليات بالاستمارة المخصصة لقاعدة البيانات، قائلة: «من فضلكم ضعوا ثقتكم فى قيادتكم السياسية وحكومتكم وبلدكم والدولة فى هذا العهد تنهض ومصر الجديدة تحتاج منا الكثير».
وحول سفر الشباب للخارج بتأشيرات سياحية ومخالفة، دعت وزيرة الهجرة الشباب المصرى إلى اتباع الطرق الشرعية للسفر إلى الخارج وعدم استغلال أى تأشيرة يحصل عليها المواطن، سواء كانت تأشيرة حج أو عمل أو منحة دراسية، مؤكدة أن «كسر» المواطن لمدة التأشيرة يضعه فى مأزق، مضيفة أن الدولة تهدف توفير حياة كريمة لمواطنيها فى الداخل والخارج، وهدفنا فى المقام الأول والأخير توفير حياة كريمة للمواطن فى الخارج، والعمل على حماية أبنائنا من الهجرة غير الشرعية حتى لا يتعرضوا لأى نوع من أنواع الاستغلال.
وعن مبادرة إحياء الجذور، قالت وزيرة الهجرة: «إن النسخة الثالثة من المبادرة التى سيتم إطلاق النسخة الثالثة منها نهاية مارس المقبل بأستراليا، سيتم تخصيصها للتعاون التجارى بين الجاليات المصرية واليونانية والقبرصية المقيمة بأستراليا»، لافتة إلى أن تلك الجاليات شديدة الارتباط بمصر، مبينة أن النسخة الثالثة ستشهد عقد عدد من اللقاءات مع عدد من السفراء ومسؤولين أستراليين، ورموز الجاليات الثلاث، بالإضافة إلى لقاءات مع رجال أعمال وأعضاء الغرف التجارية الأسترالية والعربية بملبورن، لافتة إلى أنها ستلتقى الجاليات بنادى eeamaK، الذى يعد معظم أعضائه مواطنين يونانيين عاشوا فى مصر خاصة فى مدينة الإسكندرية.
وردا على الشائعات حول عودة العمالة المصرية، أكدت وزيرة الهجرة فى رسالة طمأنة للمصريين العاملين بالخارج، أنه ليس هناك أى اتجاه رسمى ضد أى عمالة مصرية فى الخارج، لافتة إلى أن العمالة المصرية مطلوبة بالخارج، لأنهم مهرة وأصحاب حرفة، كما أن العامل المصرى سريع الاندماج بالمجتمع الخارجى، مشيرة إلى أن الأردن على سبيل المثال تعتمد على العامل المصرى فى الزراعة.
وأكدت مكرم أن ملف المصريين العاملين فى أفريقيا من أهم الملفات على أجندتها، متابعة: «لدينا بالخارج الكثير من النماذج الباهرة القادرين على مساعدة أفريقيا، خاصة فى المجال الصحي»، موضحة أنها زارت فى وقت سابق إثيوبيا، والتقت نماذج مصرية مبهرة، ومنهم على سبيل المثال عالم مصرى متخصص فى جراحات العمود الفقرى، ويمتلك مركزا ويقدم خدمات علاجية للإثيوبيين، وأشارت إلى أن زيارتها المقبلة بالقارة الأفريقية ستكون لجنوب أفريقيا، التى توجد بها جالية مصرية فى غاية الأهمية، مشيرة إلى أنها ستحرص خلال الزيارة على لقاء أبناء الجالية والتعرف على احتياجاتهم والاستفادة كذلك من خبراتهم.