من دفاتر محكمة الأسرة.. «هبة» تخلع «هولاكو» بعدما قطع أذنها
الأحد، 20 يناير 2019 05:00 م
«مر عام كامل على زواجي منه.. تعرضت خلاله لبشع وسائل التعذيب على يد زوجي» هكذا بدأت «هند» صاحبة الـ 21 عاما، حكايتها من داخل إحدى قاعات محكمة الأسرة بمحكمة عابدين، إذ كانت تنتظر لحين بدء نظر دعوى خلعها من زوجها.
بصوت مهموم أخذت نفسا عميقا وقالت: «بدأت حكايتي بعدما توسط أحد معارف أبي، وعرض زواجي من أحد الأشخاص وراح يعدد ميزات الارتباط به وحديث الناس عن أخلاقه الحميدة وتدينه، كي أقبل الارتباط به، وأن عمله كسائق ميكروباص جعله ميسور الحال ولن يكلف أهلي قرشا واحدا، فشقته كاملة مكملة علاوة على سنه المناسب لي، وفي خلال شهر تقريبا تمت الزيجة، ولم تكن هذه المدة القصيرة تكفي لأتعرف على طباعه، حتى المحادثات بيننا كانت قصيرة وجافة».
تابعت هند، وهي تتذكر حجم المعاناة التي مرت بها خلال تجربة زواجها القصيرة والتي كادت تنتهي بحادث موتها: « أخطأت عندما كنت أصبر نفسي وأقنعها أنه يمكن أن نعرف بعض جيدا بعد الزواج، فمنذ اليوم الأول لزواجنا وهو يعاملني مثل الجارية التي اشتراها بماله، وكان يتعمد إهانتي وسبي لاتفه الأسباب، لكن غضبه كان الأصعب فدائما ما كانت تنتهى لحظات غضبه بحفلات تعذيب، ينتج عنها إما قطع في أذني أو كدمة عميقة في وجهي أو كسر ضلوعي أو جرح غائر في جبهتي أو نزيف حاد نتيجة تقطيعه لجسدي اثناء ضربه لي بعصا غليظة أو بالسلك الكهربائي».
وأكملت: «وكثيرا ما كان يقيد يدي ورجلي بالحبال ويوجه لي اللكمات في كل أنحاء جسدي وخصوصا وجهي، بتلذذ غريب، لدرجة أنني تشككت في سلامة قواه العقلية وأنه إنسان غير سوي وأنه مصاب بمرض نفسي، ومع كل مرة كان يضربني فيها كنت أفكر في الطلاق، لكن خوفي من كلام الناس كان يمنعني بشدة، فماذا سيقولون عني إذا طلقت بعد شهور بسيطة من زواجي وأنا مازلت عروسة، وفي كل مرة كنت أتراجع، وكنت أصبر ويا ليتني ما صبرت».
وروت هند، تفاصيل اليوم الحاسم الذي قررت فيه الطلاق من «هولاكو» كما أسمته: «آخر مرة ضربني فيها زوجي بعد نشوب خلاف بسيط بيننا، مكثت في الفراش لشهور طويلة فاقدة للوعي وكنت بين الحياة والموت، ولم يكن في وجهي أي ملامح تستطيع أن تميز ملامحه، فقد تساوت كل قسمات وجهي وصبغه اللون الأزرق من شدة التورم الذي لحق به جراء اللكمات التي كان يسددها في وجهي، علاوة على الجروح التي كانت في رأسي والجرح الغائر اللي تركه في جبهتي، ونزيف داخلي نتيجة لكسره لضلوعي، وتهتك في معصم يدي من شدة التقيده بالحبال على مدار 3 أيام كاملة».
وتابعت: «فظن أهلي أنني سأفارق الحياة، فقضت أسرتي وجيراني أياما طويلة وهم يدعون الله شفائي وبقائي على قيد الحياة، وبعدما تماثلت للشفاء أصرت أسرتي تطليقي منه قبل أن يتسبب في موتي وألقى حتفي على يده، وتدخل بعض الوسطاء لإنهاء هذه الزيجة بشكل ودي دون اللجوء للمحاكم خاصة بعدما شاهدوا ما وقع لي على يده، لكن زوجي رفض تماما وتوعدني بالانتقام مني ومن أهلي، فلجأت إلى محكمة الأسرة وأقمت دعوى تطليقي منه طلقة بائنة للخلع بعدما لم يرد الله لي أموت وأنا أحمل أسمه».