الإرهاب وتركيا إيد واحدة فى سوريا.. بهذه الطريقة كشفت القاعدة علاقتها بأنقرة
الثلاثاء، 15 يناير 2019 07:00 م
لم يؤيد رسميا الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد فى شمال سوريا سوى هيئة تحرير الشام، ليتأكد للجميع مجددا الارتباط الوثيق وتقاطع المصالح بين الطرفين، الذي تجسد قبل أيام بصفقة مدوية في إدلب شمالي سوريا.
فبعد عدة أيام من تسليم الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا إدلب لهيئة تحرير الشام، إثر معركة وصفها بعض المراقبين بالمسرحية، خرج زعيم الجماعة الإرهابية، أبو محمد الجولاني، ليعلن الثمن الذي سيدفعه لأنقرة مقابل هذه الصفقة، حيث قال الجولاني، خلال مقابلة نُشرت الاثنين على تطبيق تلغرام مع قناة معنية بأخبار التنظيمات الإرهابية والتابعة للهيئة: «نرى حزب العمال الكردستاني عدوا لهذه الثورة ويستولي على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السنة».
يأتي ذلك فى وقت تهدد فيه أنقرة وفصائل سورية موالية لها بشن هجوم قريب ضد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، في شمال وشمال شرقي سوريا، بعدما أثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي، بسحب قواته الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية من سوريا، خشية الأكراد من أن يفسح المجال أمام أنقرة لتنفيذ تهديداتها.
وعلى أرض الواقع تعتبر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في وحدات حماية الشعب الكردية جزءا من حزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردا ضد أنقرة منذ عقود، كما تسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب (شمال غرب) ومناطق محاذية لها، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية تطبيقا لاتفاق توصلت إليه أنقرة وموسكو حول تنفيذ هدنة وإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترا.
وخلال الأسابيع الماضية، خاضت هيئة تحرير الشام اشتباكات مع فصائل مدعومة من أنقرة، وتمكنت من بسط سيطرتها على كامل مناطق الفصائل الأخرى في إدلب ومحيطها، وعلى أثر ذلك، وقعت الفصائل السورية الموالية لتركيا اتفاقا مع النصرة يعطي الأخيرة سيطرة كاملة على إدلب، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه جاء بمباركة تركية.
وأشارت تقارير إلى أن "معركة إدلب كانت مصممة سلفا"، لإخلاء الساحة للنصرة في المنطقة، وإجبار باقي الفصائل على الانضمام إلى جهود تركيا ضد الأكراد في شرق الفرات، كما كشفت وجهة انسحاب المقاتلين التابعين لحركة نور الدين الزنكي الموالية لأنقرة، ما تريده تركيا من "السباق الدموي" بين فصائل تقع تحت مظلتها في جميع الأحوال، حيث توجه المقاتلون المنسحبون إلى جبهة عفرين الكردية، حيث تعزز القوات التركية والفصائل الموالية لها من تواجدها، استعدادا لعملية عسكرية في شرق الفرات.
وبدا أن هناك معارضة ميدانية داخل صفوف نور الدين الزنكي للخطط التركية الرامية إلى نقلهم إلى معركة مع الأكراد وترك مناطق نفوذهم، فكان لا بد من إجبارهم عبر دفع جبهة النصرة إلى قتال معهم، بحسب مراقبي، وقد جاهرت النصرة، التي قالت عدة تقارير في السنوات الماضية أنها كانت تتلقى دعما لوجيستيا من إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإضافة إلى الدعم القطري، بتأييد الهجوم التركي ضد الأكراد.