جزيرة إيمرالي التركية.. سجن على خطى "الكتراز" فيه ألد خصوم الديكتاتور
الإثنين، 14 يناير 2019 04:00 ص
تزداد معاناة السجناء الأتراك يوما تلو الأخر، الأمر الذي أكدته النائبة في البرلمان التركي عن حزب الشعب الديمقراطي ميرال دانش، منتقدة الإجراءات التعسفية التي تقوم بها حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، تجاه السجناء الأتراك في مخالفة صريحة وواضحة لمقررات محكمة العدل الدولية بحق السجناء.
وأضافت في كلمة لها الأيام الماضية، في كلمة لها في أحد جلسات البرلمان وجهت لومها إلى نائب رئيس البرلمان التركي أحمد أيدن لعدم الإنصات لنواب حزب الشعوب الديمقراطي المتعلقة بأوضاع السجناء الأتراك، حيث أكَّدت على معاناة السجناء من عمليات الحبس الانفرادي وما يتركه ذلك من أثر نفسي سيء على معنويات السجناء.
واعتبرت ذلك جريمة في حق الإنسانية، ولدلالة الدامغة على اضطهاد سجناء تركيا ذكرت أن نزلاء سجن إمرالي يعانون من أشد حالات الحبس الانفرادي قسوة على مرَّ التاريخ ، وأن المحامين لا يستطيعون زيارة موكليهم منذ عام 2011م ، في مخالفة صريحة للدستور التركي ولقواعد تنفيذ العقوبات في القانون التركي ولحقوق الإنسان.
موقع سكاي نيوز عربي الإخباري، عاد اسم سجن جزيرة إيمرالي التركي، للظهور مجددا، بعد ارتفاع أصوات كردية معارضة، تطالب بتخفيف وطأة ظروف السجن القاسية التي يتعرض لها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، القابع في زنزانة انفرادية فيه وممنوع زيارته.
وظهر اسم السجن منذ العام 1999، حينما زج بالزعيم الكردي أوجلان فيه، سجينا وحيدا في الجزيرة المنيعة، ذات المناظر الخلابة وأشجار الصّنوبر.
يقول التقرير إن سجن الجزيرة المعزول/ يذكر كثيرا بالسجن الأمريكي الشهير "الكتراز"، الذي أنتجت هوليوود أفلاما عن سجناء عباقرة تمكنوا من الفرار منه، في لغز لا يزال الجدل فيه مستمرا. واشتهر اسم سجن الجزيرة، بعد أن أصبح مكانا لخصوم أردوغان، وأشهرهم الزعيم أوجلان، الذي عزل عن العالم في زنزانته ومنعت عنه الزيارات، ما دعا نائبة عن حزب موال للأكراد وآخرين، للإضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقاله، وهو ما مثل ضغطا على السلطات التركية التي سمحت بزيارة نادرة له من قبل شقيقه محمد.
ويقبع في السجون التركية حاليا أكثر من 150 سجينا سياسيا، يلتزمون إضرابا عن الطعام احتجاجا على إبقاء أوجلان في السجن الانفرادي. وكان أوجلان النزيل الوحيد في الجزيرة الواقعة جنوب بحر مرمرة، منذ اعتقاله سنة 1999 وحتى سنة 2009، قبل أن ينقل إلى السجن سجناء آخرين في نوفمبر 2009.
وأعدم بالجزيرة سنة 1961 ثلاثة من السياسيين هم: عدنان مندريس، وفطين رشدي، زورلو وحسن بولاتكان. ومؤخرا كشف مركز ستوكهولم للحريات إحصائيات صادمة بشأن عدد الأشخاص القابعين في السجون التركية، كما سلط الضوء على المعاناة التي يعيشونها خلف القبضان.
وأوضح المركز، نقلا عن إحصائيات أصدرتها وزارة العدل التركية، أن 260.144 شخصا مسجونون في مختلف أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن السجون التركية البالغ عددها 385 تشهد اكتظاظا كبيرا.
ويعاني آلاف الأتراك القابعين خلف جدران السجون التركية من الظلم والقمع، في ظل السياساتالتعسفية التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية، بحسب ما تؤكد تقارير المؤسسات الحقوقية.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن هناك “حمولة زائدة” تقدر بعشرات الآلاف من النزلاء، مما يؤدي إلى تقلص المساحة المخصصة لكل سجين، مما يعد انتهاكا لحقوق السجناء التي يكفلها القانون.
وحوكم خلال الفترة الماضية، حوالي 44.930 شخصا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، من بينهم 31.442 سجينا سياسيا متهمين بالانتماء إلى حركة الحدمة.
وتدين أنقرة الحركة، التي يقودها رجل الدين فتح الله كولن، المقيم في الولايات المتحدة، بتدبير محاولة انقلاب عسكري ضد الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2016، وهو ما ينفيه كولن.