سجن أردوغان يفتح أبوابه.. نجلاء دمير أخر الصحفيات المقيدات

أيام قليلة تفصل الصحفية نجلاء دمير عن اللحاق بزملاء لها في سجون إردوغان، بتهمة الترويج لتنظيم إرهابي، وفق صحيفة "مازوبوتاما" التركية.
كانت دمير كتبت مقالات بصحيفة "قارينجا" تندد بالمجازر وعمليات الاحتلال التي تشنها القوات المسلحة التركية في مدينة عفرين السورية في يناير 2018، تضامنت فيها مع الأهالي المنكوبين بالذل والاغتصاب والقتل والتهجير على يد الجيش التركي.

دمير دأبت في مقالاتها على انتقاد جرائم تركيا ضد الأرمن التي تسببت في مقتل 1.5 مليون منهم، ومحاولات النظام التركي الحالي إخفاء معالم الجريمة، بقولها إن عقلية تركيا في العام 1915 حين ارتكبت المذابح ضد الأرمن لم تتغير وواصلت أهدافها في سورية.

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري سيزجين تانريكولو أكد في تصريحات اليوم الجمعة أن الرئيس التركي رجب إردوغان يسجن كل صحفي لا يبايعه، ولا يسير وفق هواه، ولا يؤيد النظام، ويسبح بحمد الرئيس الذي ينتهج سياسات تقضي على الصحافة صباح مساء.

وأشار تانريكولو إلى أن تركيا احتلت مكانة بين أكثر الدول قمعا للصحفيين حول العالم في 2018، مشيرا إلى أن مئات الصحفيين معتقلون في الوقت الحالي داخل سجون إردوغان.

تحتل أنقرة المرتبة 157 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة، حسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، في حين أجبر النظام 170 صحيفة على الإغلاق، فضلا عن 5 وكالات أنباء و29 دار نشر و19 مجلة دورية، ونجحت الحكومة في السيطرة على 95% من ملكية المؤسسات الإعلامية.

يرفض النظام التركي الاعتراف بإبادة الأرمن هرباً من دفع التعويضات لأحفاد الضحايا، بالإضافة إلى كشف الوجه القبيح للدولة العثمانية الذي يحاول إردوغان تجميله.

الأرمن ايعدون من أقدم الأعراق في الشرق الأوسط، فرض عليهم الحكم العثماني منذ القرن الرابع عشر مرتبة اجتماعية أدنى، ونفذ بحقهم العديد من الجرائم، وفي العام 1893 كانت أول موجة تهجير كبرى للأرمن تخطت 300 ألف مهاجر.
وشهد العام 1909 أعمال عنف مروعة شملت الولايات الأرمنية كلها خاصة أضنة، وفي العام 1915 نفذ السفاح طلعت باشا وزير داخلية الدولة العثمانية آنذاك إبادة كبرى بحق الأرمن.