الخطوة الأولى للقضاء على الفقر.. الصعيد أول المستفيدين من مبادرة «حياة كريمة»
الأحد، 13 يناير 2019 12:00 م سامى سعيد
- محافظ سوهاج الأسبق: إعادة ترسيم المحافظات جغرافيا وتوسيع المساحة الزراعية الخطوة الأولى للقضاء على الفقر
جددت مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى للاهتمام بالمواطن الأكثر احتياجا، الأمل للآلاف وربما للملايين من المصريين الذين يعانون من أوضاع صعبة، حيث أعلنت وزارة التضامن عن تقرير يتضمن 100 قرية الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية، وجاء الصعيد فى المرتبة الأولى فى هذا التقرير من حيث أكبر عدد للقرى الأكثر فقرا، ففى سوهاج توجد 62 قرية، و13 قرية فى أسيوط، و7 بكل من الجيزة وأسوان، و4 قرى فى قنا، وقريتان فى كل من مرسى مطروح والبحيرة، وقرية فى القليوبية وشمال سيناء.
وفى دراسة سابقة للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تضمنت أن عدد القرى فى مصر يصل إلى 4065 قرية، منها 2496 قرية تعيش فى فقر مدقع، منها 506 قرى تعيش تحت خط الفقر، وأوضحت الدراسة أنه يسكن فى أفقر 1000 قرية نحو 10 ملايين و300 ألف نسمة منهم 51.8 % فقراء، كما يسكن فى أفقر 500 قرية 4 ملايين و900 ألف شخص منهم 60 % فقراء، وأشارت الدراسة إلى أنه يسكن فى أفقر 100 قرية نحو 715 ألف شخص منهم 76 % فقراء، وتظهر خريطة الفقر فى قرى مصر بشكل خاص فى الصعيد.
على الجانب الآخر أكدت وزارة التضامن أن تقرير المائة قرية الأكثر فقرا جاء بناء على نسب الفقر والتى تتراوح بين 70 و90 % فى هذه القرى، حيث ستكون هناك مرحلتان ثانية وثالثة لتطهير باقى القرى، خاصة أن الحكومة تستهدف تطوير البنية التحتية بكل مرافقها من كهرباء وشبكة طرق صرف صحى ومياه صالحة للشرب، بجانب توفير فرص عمل.
وقالت نيفين القباج، نائب وزيرة التضامن الاجتماعى، إن تكلفة المرحلة الأولى تتجاوز 2 مليار جنيه يسهم القطاع الخاص فى جزء منها، مشيرة إلى أن هذه المبادرة ستستمر حتى 2020، لكن خلال العام الجارى سيكون هنا تحسين لأوضاع الجزء الأكبر من هذه القرى، على أن تبدأ المرحلة الثانية بعد ذلك.
وأضافت القباج، أن هناك خدمات مباشرة ستقدم للمواطنين منها توفير مساكن وفرص عمل وإجراء عمليات طبية ودعم المرأة المعيلة، كذلك توفير كسوة للأطفال وتوفير أجهزة لذوى الإعاقة وزواج غير القادرين وغيرها من المساعدات كذلك هناك قروض متناهية الصغر.
فى نفس السياق قال اللواء محسن النعمانى، محافظ سوهاج الأسبق، إن محافظات الصعيد تعد الأكثر فقرا فى مصر لعدة أسباب، أبرزها الكثافة السكانية الموجودة فى هذه المحافظات، ومعظمها تقع فى وادٍ من الجبال بين 14 و16 كليومترا فقط صالحة للزراعة، مشيرا إلى أن القرى الأكثر فقرا فى الصعيد بسبب عدم جود مساحة كافية للزراعة وعدم توافر الإرادة السياسية قبل ذلك لتطوير هذه المحافظات.
وأضاف النعمانى، فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن البداية الحقيقية لتحسين أوضاع هذه القرى من خلال إعادة ترسيم المحافظات، بحيث تكون بشكل عرضى بجانب استكمال مشروع استصلاح الأراضى الزراعية أو ما يعرف بمشروع المليون ونصف المليون فدان، الذى سيوفر رقعة زراعية جديدة توفر الآلاف من فرص العمل، بجانب مشروع القرى المنتجة، الذى سيكون له تأثير إيجابى على هذه القرى، خاصة فى ظل توافر الأيدى العاملة هو ما يحل أزمة الهجرة الداخلية.
وأردف «النعمانى» الذى كان يشغل منصب وزير التنمية المحلية، أن الدولة أصبحت تهتم بالصعيد على عكس الماضى، لافتا إلى أن تطوير الصعيد مشروع مستمر منذ سنوات، وهناك محافظون فى الصعيد استطاعوا أن يضعوا بصمة تغيير، لكن الكثافة السكانية الموجودة فى الصعيد تلتهم أى إنجاز، موضحا أن مشروع التكامل الإقليمى بين المحافظات سيكون له تأثير إيجابى على الصعيد.
فى سياق متصل قال النائب السيد الشريف، وكيل مجلس النواب وأحد نواب الصعيد، إنه خلال الفترة الماضية شهدت محافظات الصعيد اهتماما غير مسبوق، حيث سبق وأصدر مجلس النواب مشروع قانون تنمية جنوب الصعيد منتصف العام الماضى بهدف تحسين الأوضاع، كذلك سبق وتم إنفاق 500 مليون دولار لمحافظتى سوهاج والمنيا بواقع 281 مليونا لسوهاج، و219 مليون دولار للمنيا من صندوق النقد الدولى لتنمية الصعيد وغيرها من المبادرات التى تمت لتحسين أوضاع الصعيد.