إيران مستمرة في النزيف.. صادرات النفط تعاني رغم الاستثناءات من العقوبات
السبت، 12 يناير 2019 11:00 ص
رغم استثناء صادرات النفط الإيرانية من العقوبات الاقتصادية الأمريكية، إلا أنها تعاني الأمرين مثل كبقية النواحي الاقتصادية الإيرانية التي تستمر في النزيف منذ تطبيق الموجة الثانية من عقوبات واشنطن.
بيانات ناقلات ومصادر فى قطاع النفط الإيرانية أشارت إلى أن صادرات إيران من الخام ستتقلص بشدة للشهر الثالث فى يناير، فى الوقت الذى تواجه فيه صعوبات فى إيجاد مشترين فى ظل العقوبات الأمريكية الجديدة على الرغم من حصول مشتريها التقليديين على استثناءات.
وفقا للمؤشرات الرسمية فإن صادرات الخام الإيرانية هبطت إلى أقل من مليون برميل يوميا فى نوفمبر، مقارنة مع مبيعات معتادة عند 2.5 مليون برميل يوميا قبل فرض العقوبات فى مايو.
وبذلك عادت الصادرات إلى ما كانت عليه خلال الجولة السابقة من العقوبات فى الفترة من عام 2012 إلى عام 2016.
وقال مشترون إن هبوط الصادرات فى نوفمبر، والذى ألحق ضررا بالغا بإيرادات الجمهورية الإسلامية، كان سببه الغياب التام للوضوح بشأن الكميات المسموح بشرائها فى إطار العقوبات الأمريكية.
ومنحت واشنطن فى وقت لاحق مجموعة سخية من الاستثناءات لثمانية من مشترى النفط الإيراني، من بينهم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، من أجل تجنب ارتفاع كبير فى أسعار النفط. لكن الإجراء لم يعط دفعة قوية للصادرات.
ووفقا لبيانات الناقلات والمصادر، فإن شحنات الخام الإيرانية ظلت دون المليون برميل يوميا فى ديسمبر، ومن غير المرجح أن تتجاوز ذلك المستوى فى يناير على الرغم من الارتفاع على أساس شهريى
وقال أحد المصادر "فى يناير، أتوقع ارتفاعا طفيفا خلال النصف الثانى من الشهر مع استئناف بعض المشترين الآسيويين لمشترياتهم... فى الوقت الحالي، أتوقع أن نكون عند نحو 900 ألف برميل يوميا فى يناير".
وقالت تايوان، وهى من المشترين المعتادين، العام الماضى إنها لا تشترى النفط الإيرانى على الرغم من الحصول على استثناء بسبب عدم وجود آلية واضحة للسداد.
وقالت إيران إن صادراتها لم تتراجع على النحو الذى قدره القطاع لأنها تبيع النفط لمشترين جدد. لكنها أحجمت عن الكشف عنهم خشية عقوبات جديدة.
ومن شأن الضغط على مستوى الشحنات الإيرانية تقديم الدعم للتوجه العالمى الجديد نحو تقليص الإمدادات فى عام 2019 بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، والمعفاة منه إيران، ودعم أسعار النفط أيضاً.
وقال مصدر فى شركة أخرى تراقب الشحنات الإيرانية "نتوقع ارتفاعا طفيفا عن ديسمبر، لكن ليس ضخما" مشيرا إلى أن الارتفاع على أساس شهرى قد يكون أقل من 50 ألف برميل يوميا.
وستكون صادرات إيران أكبر إذا جرى احتساب المكثفات إلى جانب الخام. وقدرت كبلر، وهى شركة أخرى تراقب تدفقات النفط، صادرات الخام والمكثفات الإيرانية عند 1.35 مليون برميل يوميا فى ديسمبر.
وصار تتبع الصادرات الإيرانية أصعب منذ أن بدأت العقوبات، حيث تُغلق الناقلات أنظمة التتبع، وفقا لما تقوله مصادر فى القطاع، مما يجعل بعض الشحنات مستترة.
ووفقا لبيانات رفينيتيف ايكون، فإن الشحنات شاملة المكثفات هبطت إلى نحو 650 ألف برميل يوميا فى ديسمبر، على الرغم من أن مثل تلك البيانات من المحتمل ألا تكون شاملة جميع الناقلات التى تغلق إشارات التتبع.
ويعود بعض المشترين الذين امتنعوا عن الشراء فى نوفمبر إلى السوق، فقد استأنفت تركيا استيراد النفط الإيرانى بعد توقف استمر لمدة شهر فى نوفمبر، وفقا لما ذكرته رويترز يوم الثلاثاء، عند مستويات أقل من نصف ما كانت عليه قبل العقوبات.
وبلغ حجم الشحنات 2.5 مليون برميل يوميا على الأقل فى أبريل، الشهر السابق على سحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بلاده من الاتفاق النووى المبرم فى عام 2015 مع إيران وإعادة فرض عقوبات على طهران.
وتعهدت إيران بالاستمرار فى تصدير النفط على الرغم جهود الولايات المتحدة الرامية إلى تقليص شحناتها إلى صفر.