مغامرات عسكرية تركية جديدة فى سوريا.. والليرة تدفع الثمن

الخميس، 03 يناير 2019 11:00 ص
مغامرات عسكرية تركية جديدة فى سوريا.. والليرة تدفع الثمن
أردوغان
كتب مايكل فارس

لا يزال الهدوء الحذر يفرض نفسه على مدينة منبج شمالي سوريا، مع استمرار رفع الجاهزية من قبل كل من الفصائل الكردية من جهة، والقوات التركية وفصائل المعارضة المتحالفة معها من جانب آخر، والذين يفصل بينهما قوات النظام التي انتشرت على خطوط التماس بينهما في ريفي منبج الشمالي والغربي، فرجب طيب أردوغان يستعد لمغامرة عسكرية جديدة هناك بعدما احتشد حوالي 17 ألف من المعارضة السورية تحت لواء القوات التركية، إلا أن هذه المغامرة الجديدة قد تكبد الاقتصاد التركي خسائر فادحة جديدة.

لقد توقع محفي إيجيلميز، وهوباحث اقتصادي تركي، مؤخرا، أن تتواصل أزمة الليرة خلال العام الجديد، وقد تهبط بصورة حادة إلى نحو 7.5 مقابل الدولار الأمريكي، وتعتبر توقعات صندوق النقد الدولي أكثر تشاؤما لأنها لا تستبعد أن تهوي الليرة حتى 10.21 أمام الدولار، وهو ما يعني تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

والبنك المركزي التركي صار يخسر ثقة المستثمرين، ومن شأن هذا الانطباع أن يفاقم خسائر العملة التي هوت بشكل غير مسبوق خلال السنة الماضية، بحسب تصريحات صحفية  لـ"محفي إيجيليمز"، مضيفا، أنه في أغسطس الماضي، تراجعت الليرة التركية إلى 7 أمام الدولار، لكنها تعافت في وقت لاحق بشكل نسبي، ووصلت مع بداية العام الجديد إلى 5.29 ليرات، أي أنها زادت بواقع 1.5 مقارنة بمطلع 2018.

وقد انخفضت الليرة التركية بشكل لافت خلال 2018 بسبب أزمة دبلوماسية مع واشنطن، على إثر اعتقال القس الأمريكي، أندرو برانسون، الأمر الذي دعا دونالد ترامب الرئيس الأمريكي أن يطالب رسميا بالإفراج عنه، إلا أن التأخر التركي فى تلبية الطلب الأمريكي، استتبعه فرض عقوبات اقتصادية دفعت الليرة ثمنا لها من قيمتها أمام الدولار، حتى بعد الإفراج عن رجل الدين لم ينه أزمة العملة.

ولم تكن أزمة اقتصاد تركيا ناجمة  فقط عن العقوبات الأمريكية، لكنها أعمق من ذلك بكثير بسبب عجز الحكومة، بحسب رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، يأتى ذلك فى وقت يرجح فيه صندوق النقد الدولي أن يصل معدل التضخم في تركيا إلى 15.5 % خلال 2019، لكن"محفي إيجيليمز"،  الباحث التركي يتوقع أن يبلغ 18 %، إضافة على أن هبوط الليرة يؤدى إلى رفع فاتورة الاستيراد والدين الذي يجري سداده بالدولار على الرغم من تحفيز السياح على الإنفاق بصورة أكبر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق