قصة منتصف الليل.. «الست الخبرة» تضع الابن الوحيد خلف القضبان
الإثنين، 31 ديسمبر 2018 10:00 مإسراء بدر
اتكأت «هند» على أريكتها الحمراء المفضلة لها في المنزل وتناثرت حولها مئات الصور التذكارية المتناثرة هنا وهناك لتتذكر كل ما مضى، وكلما أمسكت بصورة أرجعت إلى ذهنها أمرا ما سواء حزين أو مبهج، تساقطت من عيناها اللامعة دمعة، وعندما وقعت بين أيديها صور ابنها «أحمد» التي توثق مراحل عمرية مختلفة في حياته، حتى وصوله إلى لمرحلة التعليم الجامعي، احتضنتها بشوق وكأنها تريد حفرها بقلبها وانهمرت بالبكاء حزنا على فراقه.
بدأت «هند» تتذكر حياتها معه منذ أن كان في رحمها ومعاناتها طوال فترة الحمل لظروفها الصحية السيئة، التي زادها الحمل، وفرحتها فور وصوله للدنيا، ومع كل خطوة يتعلمها أو كلمة ينطقها وتوالت فرحتها بابنها الوحيد طوال سنوات عمره إلى أن تزوج من الفتاة، التي عشقها وكانت زميلته في ذات الجامعة ووقف أمام الجميع ليتزوجها رغم عدم قدرته المادية على تحمل مسئولية هذه الخطوة، ولكن كعادته يتمسك بهدفه حتى يحققه ولم يستطع أحد الوقوف أمام تحقيقه، سواء كانت هذه الخطوة مفيدة أو مضرة له ولكن مجرد اتخاذه القرار يعتبر الأمر انتهى بتحقيقه، كم الإصرار بداخله جعل الجميع يتخذه مثل أعلى في الوصول إلى مراده.
ورغم علمها بفشل هذه العلاقة إلا أنها وافقت لتحقيق رغبة ابنها الوحيد خاصة أنه فقد والده وهو لم يتخط الثلاث سنوات من عمره، وكانت فرحتها الوحيدة متمثلة في فرحة ابنها بزفافه، ولم يحاول الابن العنيد الاستماع إلى نصيحة أمه ونظرتها الصائبة في الشخصيات لكبر سنها وكثرة تجاربها، فرغم تأكيدها على أن هذه الفتاة سيئة الأخلاق ومعاناته معها في هذه العلاقة إلا أن كل هذه الأحاديث لا تؤثر على عناده في الوصول إلى مبتغاة خاصة أن الفتاة استطاعت بأسلوبها أن تخطف قلبه وعقله.
ولكن بعد الزواج مباشرة علم الابن العنيد بحقيقة زوجته وماضيها الغير مشرف المليء بالمغامرات والعلاقات الجنسية ومع تزايد الخلافات فوجئ الابن ذات صباح بوصول إنذار من المحكمة، لإخباره بأن زوجته حركت دعوى قضائية ضده تطالب فيها بالطلاق ويليها استرداد قائمة المنقولات الزوجية، بالإضافة إلى وصل الأمانة الذي وقع عليه الابن لأهل زوجته بدلا من المؤخر بحجة ألا يأخذ المأذون الكثير من الأموال في عقد القران، الذي كان قيمته 2 مليون جنيه وهو ما لا يستطيع الابن ولا العائلة بأكملها لتوفيره، ولكنه وافق التوقيع على هذا المبلغ ثقة في زوجته وأهلها الذين تظاهروا بالملائكية قبل الزفاف.
وبعد كل هذه الدعاوى القضائية حكم على الابن الوحيد بالسجن، لتجد «هند» نفسها بعد فرحتها بزفاف ابنها تقف باكية وهي تراه بالبذلة الزرقاء في قفص الاتهام، ومستقبله الذي دمرته فتاة شيطانية واستغلت مشاعره الطيبة في تحطيمه والحصول على أكبر قدر ممكن من الأموال، لتجد «هند» نفسها وحيده وهى في الستين من عمرها وفقدت زوجها وابنها الوحيد أصابه الحب الأعمى الذي دمر مستقبله.