2018 عام الخريف الأوروبي.. هكذا ضربت التظاهرات عواصم القارة العجوز
الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 02:00 ص
شهد عام 2018 العديد من المظاهرات والاحتجاجات والمواجهات بين الشرطة والمواطنين فى العديد من العواصم الأوربية أبرزها الاحتجاجات التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.
كانت باريس قد اندلعت بها مظاهرات أصحاب "السترات الصفراء" والتى استمرت لأكثر من شهرين متتالين ، حيث طالب المتظاهرون الحكومة الفرنسية بإلغاء الضرائب الجديدة وخاصة الضريبة التى فرضت على الوقود.
وامتدت المظاهرات لتشمل عواصم أوربية أخرى شملت هولندا وبلجيكا والنمسا وصربيا والمجر ورفع المتظاهرون من سقف مطالبهم برحيل الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون الذى أعلن عن سلسلة من القرارت تتعلق بإلغاء الضريبة التى رفضت ، والغاء الضريبة على ساعات العمل الإضافية.
ورغم أن هذه الاحتجاجات المختلفة امتدت لتشمل العديد من المدن الأوروبية، لكن هناك أمرين يجمعان فيما بينها، الأول أصبح رمزا لكل هذه الاحتجاجات والتظاهرات هو "السترات الصفراء"، أما الثاني فهو أنها بدأت واستمرت من دون زعامات أو قيادات تنظيمية، وانتشرت عبر التواصل بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي أوائل ديسمبر الماضى ، انتقلت عدوى السترات الصفراء إلى بروكسل، حيث اتسمت المظاهرات بالعنف من قبل المتظاهرين الذين استخدموا الحجارة، بينما ردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه، واعتقال العشرات.
وفى منتصف ديسمبر، شهدت عاصمة الاتحاد الأوربى بروكسل كر وفر، واشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة ومحتجين ضد قوانين وقيود الهجرة التى تفرضها الدول الأوروبية، التى تحتضن آلاف من اللاجئين القادمين من مناطق النزاعات حول العالم، أسفرت المواجهات عن اعتقال قرابة 400 شخص.
ويرجع السبب وراء المظاهرات ، المطالبة بمنع إصدار قانون الهجرة الذى يوضع عراقيل أمام الهجرة إلى بلجيكا فضلاً عن التنديد بوضع العائلات المهاجرة وأطفالهم فى مراكز للاحتجاز.
وفي الفترة نفسها، امتدت التظاهرات إلى هولندا، وارتدى المتظاهرون السترات الصفراء، وجاءت التظاهرات احتجاجا على الأوضاع المعيشة في البلاد، وبعد أيام قليلة شهدت صربيا احتجاجات مماثلة، شملت أفرادا ارتدوا السترات الصفراء أيضا.
و في ألمانيا، فقد خرجت تظاهرات لليمين المتطرف رفضا لسياسة الهجرة، وكان بعض المتظاهرين يرتدون سترات صفراء، والاختلاف هنا أنها لم تكن احتجاجات لأسباب معيشية كما هو الحال في الدول الأخرى.
وشهدت العاصمة المجرية بودابست، منتصف ديسمبر اشتباكات بين الشرطة متظاهرين ضد قانون العمل الجديد المقترح من البرلمان ، وتجمع حوالى آلاف المحتجين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون المجرى ضد هذا القانون " الذى أطلقوا عليه " قانون العبيد".
يذكر أن، القانون المقترح يسمح لأرباب العمل بطلب ما يصل إلى 400 ساعة من العمل الإضافى فى السنة، وهى خطوة وصفها نقادها بأنها قانون العبيد.
وواجه قانون العمل انتقادات حادة، مما أثار أكبر احتجاج فى الشارع منذ أكثر من عام، فمن المحتمل أن تضاف ساعتان إضافيتان إلى يوم عمل متوسط، أو ما يعادل يوم عمل إضافى فى الأسبوع.
الجدير بالذكر أن اختيار "السترة الصفراء" جاء من قبل الحركة نظرا لأن القانون الفرنسي يفرض منذ عام 2008 على جميع سائقي السيارات حمل سترات صفراء داخل سياراتهم عند القيادة كإجراء وقائي، حتى يظهر للعيان في حالة اضطرار السائق الخروج من السيارة لسبب ما والانتظار على قارعة الطريق.