أردوغان يتحسس الطريق.. تركيا تبيع روسيا حتى تأمن لدغات أمريكا
الأحد، 23 ديسمبر 2018 04:00 م
سبق لأنقرة أن جربت غضب واشنطن، بعد مغامرة احتجاز احتجاز القس الأمريكي أندرو برانسون، حيث سارع البيت الأبيض بفرض عقوبات عليها، ما تسبب في كوارث اقتصادية ضخمة، وانهيار الليرة التي فقدت 40% من قيمتها أمام الدولار.
فضحت وكالة بلومبرج العرض التركي للولايات المتحدة، ما أثار حالة من الجدل - أمس الجمعة - بشأن تلاعب أنقرة بالصفقات العسكرية مع روسيا من أجل التودد للبيت الأبيض، وأشارت في تقرير - نشرته الخميس الماضي - أن العرض التركي لواشنطن يستهدف حل الأزمات بين أنقرة وواشنطن، رغم أنه يخالف الاتفاقيات التركية مع الروس.
لم تستطع تركيا نفي ما نشرته الوكالة وقالت وقالت في بيان هزيل: أخبرنا الولايات المتحدة أن استخدام إس-400 سيكون مستقلا عن منظومات الناتو فقط، وبذلك لا نلحق الضرر بمقاتلات إف-35.
غضب روسي
اعتبرت صحيفة غازيتا رو الروسية العرض التركي للولايات أنه تودد تركي مفضوح لواشنطن الغرض الأساسي منه الحصول على ثقتها حتى تستطيع الحصول على الطائرة الأميركية إف 35.
قالت الصحيفة إن تركيا عرضت على الولايات المتحدة دراسة منظومة إس-400 الروسية بعد أن تشتريها أنقرة من روسيا، ووصفت الخطوة التركية بأنها محاولة لتسوية نزاع نشأ حول شراء الصواريخ من روسيا.
لم يصمت الجيش الروسي إزاء ما فعلته أنقرة، قال المتحدث باسم الرئيس دميتري بيسكوف: إن الاتفاق بين روسيا وتركيا بشأن منظومات "إس 400" يحتوي على بنود خاصة بصلاحية الإفصاح عن خصائص الصفقة ويجب على جميع الأطراف احترام القوانين وبنود الاتفاقية.
إس 400 الروسية
كانت تركيا وقعت مع موسكو اتفاقية لشراء منظومة الدفاع الجوي إس 400 مقابل 2.5 مليار دولار عام 2017، اتفق الجانبان على أن تدفع أنقرة ثمن المنظومة بإحدى العملتين المحليتين الليرة التركية أو الروبل الروسي، في حين أعلن الرئيس التركي أن بلاده سوف تتسلم الصفقة مع بداية عام 2019، ما تسبب في غضب البيت الأبيض ووزارة الدفاع والكونغرس من الصفقة التي تراها أميركا بمثابة تهديد لقواتها بشكل مباشر، وتمثل اختراقا لأنظمة مكافحة الرادار في مقاتلاتها إف 35.
تعتمد تركيا على أميركا في تزويدها بمحركات 30 مروحية من طراز T-129 متعددة المهام، ما اعتبرته واشنطن ورقة ضغط على أنقرة لإجبارها على التراجع عن صفقة شراء المنظومة الروسية إس 400.
يعلم إردوغان أن الغضب الأمريكي قد ينجم عنه عقوبات على تركيا تعمق جراحها الاقتصادية. في أغسطس الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا تسببت في انهيار العملية المحلية الليرة وزيادة التضخم إلى نسبة غير مسبوقة.
الصفقة الروسية إس 400 التي تنتظرها تركيا لا تهدد حصول سلاح الجو التركي على مقاتلات F 35 الأميركية فحسب، وإنما تحرم تركيا صفقات: المروحيات بوينغ سي إتش 47 شينوك وسيكورسكي يو إتش 60 وبلاك هوك، ومقاتلات إف 16.