حملة اعتقالات في تركيا بسبب "أردوغان الزرافة"
السبت، 22 ديسمبر 2018 10:00 ص
لا تمل السلطات التركية من مطاردة الفنانين والصحفيين ورسامي الكاريكاتير، حتى لو وصل الأمر إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة على الجمهور المعجب بتلك الأعمال.
نتيجة تضامنهم مع 4 طلاب تم اعتقالهم بعد رفعهم رسما لموسى كارت خلال حفل تخرجهم في جامعة الشرق الأوسط التقنية، يصور رأس أردوغان على 8 حيوانات مختلفة من بينها القطة والزرافة والبقرة، 70 من نواب حزب الشعب الجمهوري أصبحوا بين يوم وليلة هدفا للرئيس المرتعش.
عقب اعتقال الطلاب الأربعة، تضامن معهم نواب "الشعب الجمهوري" ورئيسه كمال كليتشدار أوغلو، فأعادوا نشر الكاريكاتير على حساباتهم بموقع تويتر؛ ليرد النظام بملاحقة النواب أيضا.
الادعاء العام بدأ التحقيق مع النواب السبعين بتهمة إهانة الرئيس، في حين قدم حزب العدالة والتنمية الحاكم اقتراحا للبرلمان برفع الحصانة عنهم، ومحاكمتهم، بل وحظر العمل السياسي عليهم.
ردًا على الطلب، قال عضو "الشعب" أوزجور أوزال "إنه من غير الممكن قبول حظر العمل السياسي لنواب الشعب واتهامهم بإهانة رئيس الجمهورية لمجرد نشرهم كاريكاتيرا"، حسب ما نقلته صحيفة دوفار.
يعود تاريخ نشر كاريكاتير "عالم الطيبين" إلى العام 2005، حيث نشره الرسام موسى كارت على غلاف مجلة "بينغوين"، ما أغضب إردوغان الذي كان رئيسًا للوزراء وقتها، فرفع دعوى قضائية ضد المجلة، انتهت إلى توقيع غرامة مالية قدرها 40 ألف ليرة على المجلة.
لم يقنع إردوغان بالغرامة، وبعد سنوات عديدة واصل الثأر، واستغل مسرحية الانقلاب فأمر باعتقال "كارت" في نوفمبر 2016، ليواجه اتهاما بـ"إهانة الرئيس". كعادته الساخرة، تهكم الرسام على قرار اعتقاله، وقال إن "تركيا تعيش حالة كوميدية لا يمكن شرحها للعالم".
حكم على موسى بالسجن 3 سنوات و9 أشهر، وجرى منعه من السفر، لحين نظر الاستئناف في الحكم الصادر ضده. فيما تعرى القضاء التركي أمام العالم في مايو الماضي بفوز المتهم بالجائزة الدولية للرسم الصحفي، التي تمنح كل عامين لرسامي الكاريكاتير المتميزين خاصة في ظل أنظمة قمعية.
في يونيو الماضي، أمرت المحكمة بإطلاق سراح كارت مع إبقائه تحت الرقابة القضائية، بعد قضائه 14 شهرا في السجن.