المتحدث باسم حراك غضب فزان في ليبيا يكشف أسباب إغلاق الحقول النفطية.. ماذا قال؟
الجمعة، 14 ديسمبر 2018 11:00 م
تتكبد خزينة الدولة الليبية خسائر تقدر بـ 32.5 مليون دولار يوميا تتصاعد حدة التوتر فى الجنوب الليبى يوما بعد يوم عقب إغلاق حراك غضب فزان لحقلى الشرارة والفيل فى جنوب البلاد
من جانبها استنكرت المؤسسة الوطنية للنفط فى طرابلس اغلاق الحقلين فيما كشف المتحدث الرسمي باسم حراك "غضب فزان" فى ليبيا محمد إمعيقل، عن سبب اغلاق الحراك لحقلى الشرارة والفيل فى البلاد خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن التهميش والمعاناة التى يعيشها سكان الجنوب الليبى دفعت الحراك لاتخاذ تلك الخطوة.
وأكد المتحدث باسم حراك غضب فزان من جنوب ليبيا، اليوم الجمعة، أن عددا من الشباب الليبى المدنى أطلق الحراك نهاية سبتمبر الماضى، مشيرا إلى تنظيم وقفات احتجاجية لعدم وجود بنية تحتية فى الجنوب الليبى، وارتفاع الأسعار، وغرق مدينة سبهعا (عاصمة جنوب ليبيا) فى مياه الصرف الصحى.
وأشار "إمعيقل" إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التى يعيشها أهالى الجنوب الليبى منها عدم توافر السيولة وانهيار الخدمات الصحية، مؤكدا عدم توافر أمصال للعقارب التى تلدغ أبناء مدن الجنوب الليبى، مشيرا إلى أن الأطفال يموتون فى بطون أمهاتهم لعدم توافر الرعاية الصحية اللازمة فى المنطقة وتحديدا فى القطرون وغات ، فضلا عن عدم قدرة الآباء على توفير احتياجاتهم لدخول المدارس فى جنوب ليبيا.
وأكد المتحدث باسم حراك غفضب فزان رفضهم للعبث بمقدرات وثروات أبناء الشعب الليبى، موضحا أن اغلاق حقل الشرارة والفيل تم بشكل سلمى للضغط على الحكومة الليبية لحل المشكلات التى يعانى منها الجنوب الليبى.
وانطلق حراك غضب فزان فى جنوب ليبيا بشكل فعلى مطلع أكتوبر الماضى، وبدأ بالاعتصام السلمى أمام الحقول النفطية وأمهل الحكومة الليبية ما يقرب من 3 أسابيع للنظر فى مطالب الحراك "المشروعة"، والمتمثلة فى توفير السيولة النقدية، وتوفير الدواء، والخدمات، وفتح المطارات، وتشغيل محطة أوبارى الغازية، والتى تعتبر مشروعا استراتيجيا لو دخلت على الشبكة العامة ما يحسن من جودة التيار الكهربائى، ليس لأهالى الجنوب فقط ولكن لليبيين بشكل عام.
وأكد المتحدث باسم حراك غضب فزان أنهم أمهلوا الحكومة حتى 11 نوفمبر الماضى لتلبية مطالبهم، لكن الحكومة تجاهلتهم ولم يتحقق شيء، موضحا أن الجنوب الليبي خارج اهتمامات الحكومات الليبية ما أوصل الأهالى إلى مرحلة من اليأس، وهو ما أجبرنا على العودة للاعتصام أمام الحقول النفطية، والحقيقة نحن ضد العبث بمقدرات الشعب الليبي وضد إغلاق الحقول النفطية، لكن الظروف الحياتية التي يمر بها الجنوب صعبة.
وأوضح أن الحراك يحظى بدعم من القبائل والليبية كافة ومنها أولاد سليمان، التبو، الطوارق، الحساونة، المقارحة، القذاذفة، والبلديات، مؤكدا أن جميع مكونات الجنوب الليبى تؤيد المطالب التى رفعناها كونها مشروعة، مشيرا إلى أن الحراك يشترط توجه الحكومة الليبية للجنوب لحل مشكلات المدن المهمشة.
وحول استعانتهم بميليشيات مسلحة لاغلاق الحقول النفطية، نفى المتحدث باسم حراك فزان الاستعانة بأى ميليشيات مسلحة لأن القائمين على الاعتصام حراك مدنى من كافة مكونات الجنوب الليبى من أطفال ونساء وشيوخ وشباب.
وأكد المتحدث باسم حراك غضب فزان التمسك بالاعتصام السلمى أمام الحقول النفطية فى جنوب البلاد لحين الاستجابة لمطالب أهالى الجنوب الليبى، مشيرا إلى رفضهم التواصل مع أى طرف سياسى ونشترط أن تكون البعثة الأممية فى ليبيا الضامن لأى اتفاق قد يتم مع الحكومة الليبية، مشيرا لوجود قنوات اتصال مع بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا التى تعتبر مطالب أهالى الجنوب مشروعة.
ورحب المتحدث باسم حراك غضب فزان بأى مساعدات من أى دولة عربية شريطة أن تأتى عبر الصليب الأحمر الدولى والمنظمات الدولية أو بعثة الأمم المتحدة، مؤكدا ان حكومة ليبيا تمتلك الأموال والسيولة التى يمكن عبرها حل مشكلات الجنوب الليبى
وحول اهتمام حراك غضب فزان بالتطورات السياسية وخاصة المؤتمر الوطنى الجامع، أكد المتحدث باسم حراك غضب فزان اهتمامهم بالمشكلات اليومية لأهالى الجنوب وعدم انخراطهم فى المشهد السياسى، مؤكدا أنهم لا يعولون على ممثلى الجنوب الليبى سواء فى الحكومة أو البرلمان.
وأكد أن ليبيا تعانى من التدخلات الأجنبية بسبب عدم وجود سلطات تمتلك إرادة منع التدخل الأجنبى، مشيرا إلى أن التهميش والاقصاء لأهالى الجنوب الليبى سيؤدى لنتائج لا يحمد عقباها.
وأشار إلى الأوضاع الأمنية أيام النظام الليبى السابق معمر القذافى كانت أفضل بكثير مما يعيشه أبناء الجنوب حاليا، مؤكدا أن الجنوب الليبى منطقة شاسعة وحدود مفتوحة غير مؤمنة، مضيفا: "كما يتدفق ملايين البشر من هذه الدول إلى الجنوب سواء لكسب العيش أو الهجرة إلى أوروبا، مشيرا الى انضمام بعض شباب الجنوب الليبى لعصابات الهجرة غير الشرعية لعدم توافر فرص العمل".
وقال المتحدث باسم حراك غضب فزان أن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية هى بداية لحل الأزمة الراهنة، موضحا أن الحراك يدعم اجتماعات القاهرة لتوحيد مؤسسة الجيش الليبى لأنها ستؤدى لإرساء الأمن والاستقرار.
وحول سبب عناصر الجماعات المتطرفة فى الجنوب الليبى،قال المتحدث باسم حراك غضب فزان أن ضعف التواجد الأمنى والعسكرى سبب رئيسى فى ذلك، لافتا إلى أن قبائل الجنوب الليبى متماسكة وترفض التطرف الدينى مضيفا أنه لا يوجد حاضنة للجماعات الإرهابية لأن الأهالى لديهم استقرار اجتماعى وتدينهم وسطى وغير متشدد.