دول جوار ليبيا تستكمل جهود وقف نزيف الدم.. ماذا قال شكري عن توحيد المؤسسة العسكرية؟
الخميس، 29 نوفمبر 2018 06:00 م
بعد أيام قليلة من انعقاد أعمال المؤتمر الدولى حول ليبيا الذى استضافته مدينة باليرمو جنوب إيطاليا، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من المسئولين الدوليين البارزين، والأطراف الرئيسية في الأزمة الليبية، اجتمع وزراء خارجية دول الجوار الليبي اليوم في الخرطوم، وذلك لاستكمال الجهود المبذولة في القاهرة وايطاليا وأبوظبي لوقف نزيف الدم الليبي وتوحيد البلاد في حكومة شاملة.
وأكد البيان الختامى لوزراء خارجية دول الجوار الليبى فى الخرطوم، اليوم، الخميس، ترحيبهم بكل المبادرات التى تمت لجمع القيادات الليبية المدنية والعسكرية من أجل توحيد الوحدة الوطنية وإيجاد مخرج للأزمة الليبية بما فى ذلك جهود توحيد المؤسسة العسكرية.
ويقام الاجتماع الوزاري الثاني عشر لآلية دول جوار ليبيا أبرزها مصر والسودان وتونس والجزائر في الخرطوم بهدف تبادل وجهات النظر بين دول الجوار الليبى تجاه آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، واستعراض سبل دفع جهود التسوية السياسية.
وألقى وزير الخارجية، سامح شكري اليوم، كلمة أمام الاجتماع الوزارى الثانى عشر لآلية دول جوار ليبيا، مؤكدًا على أهمية ومحورية آلية دول الجوار، والتى لا تزال المحفل الأنسب لتلك الدول فى إظهار الدعم المطلوب للأشقاء فى ليبيا، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول شواغلها حيال استمرار الأزمة الليبية وبحث أفضل السبل لتسويتها، باعتبارها الدول الأقرب والأكثر تأثرا بتداعياتها، ومن ثم الأكثر حرصا على استعادة أمن واستقرار ليبيا.
وأكد شكرى أن اجتماع الخرطوم اتاح الفرصة لتحديد الخطوات القادمة التى يمكن أن تسهم فى التوصل لتسوية شاملة للأزمة، مع التسلح فى ذلك بثوابت موقف دول الجوار تجاه ليبيا، وعلى رأسها الالتزام بالحل السياسى كسبيل وحيد لإنهاء الأزمة، مشيرًا إلى تحقيق المصالحة بين مختلف أطياف الشعب الليبى دون إقصاء أو تهميش.
ورفض وزير الخارجية الليبي التدخل الخارجي والخيار العسكرى لتسوية الأزمة، فضلا عن ضرورة الحفاظ على كيان ووحدة الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية، مبرزا فى هذا الصدد، أهمية احترام الملكية الوطنية للشعب الليبي، وأن يكون الحل ليبي- ليبي، بعد إثبات التجربة أنه لا مستقبل فى ليبيا لحلول مفروضة من الخارج، ولا يمكن أن يقبل الليبيون أو أن تقبل دول جوار ليبيا، أن يترك مستقبل هذا البلد الشقيق فريسة لأطراف وقوى خارجية لا يهمها سوى تحقيق مصالحها الضيقة والسيطرة على مقدرات الشعب الليبى.
وتأتي مشاركة مصر في كافة المؤتمرات الدولية الخاصة بحل الأزمة الليبية وآخرها مشاركة الرئيس السيسي في مؤتمر باليرمو ومشاركة وزير الخارجية في مؤتمر دول الجوار في إطار تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين لوضع حد للأزمة المتفاقمة والصراع المحتدم منذ سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ولم تختصر الجهود المصرية على المشاركة في المؤتمرات الدولية بل حاولت القاهرة خلال السنوات الماضية، درء الخلافات بين الفصائل السياسية الليببة، حيث استضافت الكثير من جولات الوساطة بين الأطراف الليبية المتنازعة، حيث عقد في مصر أكثر من اجتماع بين أطراف ليبية عدة لمحاولة تقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل يوحد المؤسسة العسكرية.
واستعرض وزير الخارجية هذه التحركات المصرية في ضوء تطورات المسار الذى ترعاه مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، بهدف توفير دعامة أمنية لا غنى عنها للعملية السياسية وضمانة لتنفيذ مخرجاتها بما فى ذلك خلق الظروف المهيئة لعقد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة فى ليبيا، وبما يسمح بتفرغ الجيش الوطنى الليبى للقيام بدوره الأصلى فى الحفاظ على أمن البلاد ومكافحة الإرهاب.
وفي هذا السياق، أبرز شكرى أن مصر قد استضافت منذ يونيو 2017 ست جولات للحوار بين العسكريين الليبيين الذين يمثلون مختلف مناطق ليبيا، وتم التوصل إلى عدد من الوثائق التفصيلية ولم يتبق سوى التوقيع عليها واعتمادها من قبل القيادات الليبية.
كما أعرب وزير الخارجية عن ثقته بأن مشروع توحيد الجيش الليبى، والذي يحظى بتوافق الأطراف الليبية والدعم الأممي باعتباره جهدا وطنيا ليبيا خالصا، هو محل اهتمام وتأييد متواصل من قبل دول الجوار؛ بما يسمح بالإسراع فى تنفيذه، ويعود على دول وشعوب المنطقة بالخير والنفع والاستقرار.