قصة منتصف الليل.. دفعت من أجل الاستقرار فكانت النتيجة دمار
الخميس، 13 ديسمبر 2018 10:00 مإسراء بدر
دخلت «رانيا» غرفتها تحصل على قسط من الراحة بعد يوم شاق، فوجدت زوجها «أحمد» يتودد لها ويداعبها فنظرت إليه وكأنها تشاهد شخص آخر، فلقد كان زوجها منذ عدة ساعات مضت يسبها بأبشع الألفاظ، وكاد أن يلكمها لولا وجود أطفالهما، فظلت تفكر كيف تغير بهذه السرعة وكأنه لم يتذكر شيء مما حدث بينهما؟
تعاملت «رانيا» بشكل طبيعي وفي صباح اليوم التالي، عاد زوجها إلى إهانتها ولكن هذه المرة كان أطفالها خرجوا للمدارس ولم يعيقه أحد في أن يعتدي عليها، وظل يضربها في أنحاء مختلفة من جسدها وعندما حاولت تستفسر عن سبب كل هذا الشجار فتجده يعلن أسباب غير منطقية لكل هذه الأفعال، فتارة يتهمها بأنها حسودة وأخرى يوبخها على عدم اهتمامها بالأطفال ونظافة المنزل، ولكن كل هذا لم يكن سبب كاف للاعتداء عليها بهذا الشكل المتوحش.
وبعد عدة أيام من هذه التصرفات المريبة وأحوال زوجها المتقلبة وتحملها لعصبيته المبالغ فيها نهارا وتغيير الحال قبل النوم ليلا، فوجئت «رانيا» بزوجها يطلب منها بكلمات حنونة، أن تساعده بمبلغ مادي يستطيع من خلاله الدخول في مشروع تجاري مع شقيقه، فرفضت مساعدته لعدم شعورها بالأمان معه، فقوبل رفضها بالإهانة والضرب عقابا على عدم مساعدته كما كان يحدث في الماضي.
اعتادت «رانيا» على مساعدة زوجها في كل كبيرة وصغيرة ولكنها لم تجد منه سوى الإهانة والعنف، ورغم رفضها حاول أن يتودد لها مرارا وتكرارا ليحصل على ما يريد ولكن في كل مرة ترفض فيها طلبه كان يتحول إلى وحش كاسر، ويهلكها من شدة الضرب فوقفت عاجزة أمام هذه التصرفات المزعجة وشعرت أن كل هذه التصرفات ما هي إلا وسيلة من وسائل الضغط عليها لتوافق على مساعدته، ورغم ذلك ترددت كثيرا في اتخاذ خطوة المساعدة كعادتها لأنه سيعلم حينها أن اعتداءه عليها بالضرب والإهانة الطريق الصحيح للحصول على ما يريد.
تحولت حياتها إلى جحيم ولم تستطع التعامل مع تصرفات زوجها فطلبت من أهله التدخل ليكف عن هذه التصرفات وعندما وصلوا إلى منزلها ليتناقشوا في الأمر عاتبوها على عدم مساعدتها لزوجها في محنته، وحتى إذا لم تكن المرة الأولى فمن الطبيعي أن يقف الزوجان بجانب بعضهما في كافة أمور الحياة، وتركوا أهله تصرفاته واعتداءاته جنبا وكأنها أمر عادي وأصبحت في نظر الجميع مذنبة، فنظرت إلى أطفالها وفكرت قليلا وبعدها قررت تقديم التضحيات من أجل استقرارهم ووافقت على مساعدة زوجها وفور ما وجدها تعطي له الأموال رسمت البسمة على وجهه وقبلها على جبينها ووعدها بأن يرد لها المبلغ في أقرب وقت.
وبعد عدة أيام عاد الزوج إلى تصرفاته المريبة مرة أخرى وفي النهاية اتضح أن له مطالب مادية أخرى لاستكمال المشروع، وهنا صممت «رانيا» على رفضها لمساعدته وتحدثت معه بهدوء لتعرب عن رفضها هذا الأسلوب في التعامل عند حاجته لأموال منها، فلم تجد منه ردا سوى الضرب والإهانة.
لكن، هذه المرة كان رد فعله أبشع من المرات الأخرى فقد أجبرها بالضرب على الإمضاء بالتنازل عن كل ممتلكاتها وحساباتها المادية التي ورثتها عن أبيها، ولم يشفع عنده بكاءها وصراخها والدماء التي لطخت وجهها وجسدها من كثرة الضرب، وبعدما وقعت على كافة الأوراق طردها خارج المنزل رافضا أن تستبدل ملابسها، فلم تجد وسيلة سوى اللجوء للقضاء للحصول على حقها وإنهاء هذه العلاقة الزوجية المادية.