قصة منتصف الليل.. لغز هند وساحرة مياه «غسل المتوفي»
الإثنين، 10 ديسمبر 2018 10:00 م
وقفت «هند» أمام غرفة غسل أمها بعد ساعة من وفاتها بمزيج من مشاعر الحزن والاستنكار، فكانت هناك سيدة تحاول دخول غرفة الغسل بأي شكل وتجري هنا وهناك لمساعدة الأهالي في حمل مياه الغسل، فنظر لها الجميع بعين حنونة فكم هي خدومة تحاول مساعدتهم وكل منهم يقول في عقله: «أكيد دي كانت قريبة أوي من المتوفية فعايزة تخدم في غسلها»، لكن «هند» هي الابنة الوحيدة وتعلم حقيقة كافة المقربين لوالدتها ولم تكن تعلم هذه السيدة من قبل.
توجهت هند نحوها، لتسألها بطريقة ما فأجابتها بأنها تسكن هذا الشارع منذ عدة سنوات وكانت دائما ما ترى الأم المتوفية خلال تجولها في السوق لشراء مستلزمات المنزل، وهنا دارت الأسئلة بعقل «هند» فوالدتها لم تتحرك من المنزل منذ 10 سنوات تقريبا إلا إذا كان هناك مبرر قوي لخروجها وكانت دائما في صحبتها، ولم ترى أمها السوق منذ أكثر من 10 سنوات، وهذه السيدة حديثها مخالف للحقيقة فلماذا تكذب وتبرر تقربها وما الفائدة جراء تصرفاتها المريبة؟
ظلت الحيرة تعصف بعقل «هند»، وحاولت متابعة هذه السيدة علها تعلم ما تخفيه، وبعد عدة أسابيع لاحظتأن هناك سيدات يتوجهن إلى منزل تلك السيدة الغامضة بكثرة، ويصدر من هذا المنزل أصوات إما بالزغاريد أو بالصراخ، فازدادت حيرتها فبدأت تسأل المقربين لها من الجيران ولكنهم كانوا يخشون الحديث عنها إلى أن قررت زيارتها في المنزل لتجد عشرات السيدات ينتظرن دورهن في الدخول إليها.
جلست بجوارهن فاستمعت لأحاديثهن المتبادلة عن مشاكلهن مع الأزواج والأصدقاء وأن أملهن الأكبر في هذه السيدة التي ذاع صيتها في المنطقة بالكامل عن قوة تأثيرها، ومع الاستماع لمناقشات السيدات علمت أن هذه السيدة تعمل في السحر الأسود، فعادت «هند» إلى منزلها وفتحت حاسوبها الشخصي وبدأت تبحث عن هذا السحر لتجد أن هناك نوع من أنواع السحر الأسود يسمى «سحر التغسال»، وهو السحر الذي يستخدم أدوات غسل الميت وماء الغسل من أجل عمل سحر أسود.
ومن أخطر لوازم غسل الميت التي تستخدم في السحر الأسود هو ماء الغسل، الذي يحرص أهل الميت على التخلص منه والتأكد من ذلك كي لا يستخدمه أحد في عمل السحر فهو يستخدم في سحر للتفريق بين الزوجين، وسحر العقم وسحر تعطيل الزواج، وأحيانًا يستخدم في سحر ليكون الزوج منصاعًا إلى زوجته ولا يعارض تصرفاتها أبدًا، ومن أجل الحصول عليه يلجأ السحرة للكثير من الحيل، من أشهرها حيلة عصر ممسحة الأرض للحصول على الماء بعد تجفيفه.
وهنا علمت «هند» لماذا كانت تهتم هذه السيدة بتقديم المساعدة فى غسل أمها، وقررت أن توقف هذه المهزلة وتنقذ الأهالي من شر هذه السيدة الساحرة، فهاتفت أحد أقاربها الذي يعمل في إحدى الجهات الأمنية وأبلغته بما حدث، وفي اليوم التالي سمعت صراخ يملأ الشارع ففتحت رفة غرفتها لتجد الأمن يلقي القبض على الساحرة والمعاونات لها يصرخن ويحاولن تهييج الأهالي على الأمن لإنقاذها من أيديهم ولكن رجال الأمن سيطروا على الموقف وأنهوا قصة الساحرة لتلقي جزاءها داخل جدران السجن.