ديسمبر الأسود على الإخوان.. ألمانيا تعتبر الجماعة أخطر من القاعدة وداعش
الخميس، 13 ديسمبر 2018 01:00 م
مرت خمسة أيام على الذكرى السبعين على صدور أول قرار لحل جماعة الإخوان الإرهابية، ففي عام 1948 وبالتحديد يوم 8 ديسمبر، اتخذت مصر قرارها التاريخي بحل الجماعة يوم رأت خروجها عن نطاقها الدعوى، وبعد 7 عقود من هذا الحل بدأت دول العالم تتكشف خطر فكر الجماعة المتطرف على مجتمعاتهم، الأمر الذي فجره تقرير للاستخبارات الألمانية أكدت فيه أن الإخوان أخطر على ألمانيا من داعش والقاعدة؛ واصفة التنظيم بأنه تهديد جدي للديموقراطية في ألمانيا.
وسلطت الصحف الألمانية ووكالات الأنباء العالمية الضوء على هذا التقرير الذي يبدو أنه يتسبب في مأزقًا واسعًا لجماعة الإخوان الإرهابية حول العالم ويكشف مدى خطورة انتشار فكرها في المجتمعات، وقال تقرير لموقع فوكوس أن الإخوان المتمثلين في «الجمعية الإسلامية» لهم تأثيرًا ملحوظا على الجالية المسلمة بألمانيا، مشيرًا وفقًا لتقديرات جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني إن واجهتهم تشكل خطرًا على الديمقراطية.
الإخوان في ألمانيا
وتحذر مصر دائمًا من التعامل مع جماعة الإخوان الإرهابية، كما من استضافة الدول لهم، لاسيما بعدما استباحت الجماعة دماء المصريين ورفعوا السلاح في وجههم، وأقصوا عن الحياة السياسية الغالبية العظمى من الشعب المصري، واعتمدوا منهج قائم على الخروج على الدولة.
وما يعطى أهمية كبيرة لهذا التقرير هو صدوره من قبل جهاز الاستخبارات الألماني ونشره في أكبر الوكالات الألمانية للتحذير من خطر جماعة الإخوان، حيث يفيد التقرير الإعلامي أن سلطان الأمن الألماني اعتبرت حركة الإخوان على المدى المتوسط أخطر من تنظيم "داعش" الإرهابي والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا.
واستنادا إلى مصادر من أجهزة استخبارات ألمانية، كتب موقع "فوكوس اونلاين" أن الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان المسلمين أصبح ملموسا، خاصة في في ولاية شمال الراين فيستفاليا، الأمر الذي انتاب السلطات الألمانية القلق لاسيما وأنه من الممكن أن يحدث تأثير كبير للجماعة على المجلس الأعلي للمسلمين في ألمانيا.
وممثل جماعة الإخوان الإرهابية في ألمانيا هي "الجمعية الإسلامية"، ومقرها كولونيا، لكن أكد التقرير أن الجهاز الأمني يقييم الجماعة على إنها تخرق النظام الديمقراطي الحر في البلاد على أساس إقامتا نظام اجتماعي وسياسي على أساس الشريعة.
الأمن الألماني
وصرح بوركهارد فرايير، رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا، للمجلة الألمانية أن "الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشبكة المنظمات الناشطة تنشد هدف إقامة دولة إسلامية حتى في ألمانيا، رغم الادعاءات الرافضة لذلك، محذرًا من أنه على المدى المتوسط قد يصدر من تأثير الإخوان المسلمين خطر أكبر على الديمقراطية الألمانية مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو "داعش".
وتوفر فروع الإخوان المسلمين وفقًا لجهاز الاستخبارات الألماني «برنامج مدرسي وتكوين شامل للأشخاص المسلمين والمهتمين بالدين من جميع الفئات العمرية»، حيث يشمل ذلك مؤسسات الجمعية الإسلامية في ألمانيا أو مساجد متعاونة بعديد من المدارس القرآنية الأمر الذي رصد من قبل وسائل الإعلام الألمانية حيث الخطب والندوات والعروض المدرسية التي يتواصل من خلالها النشطاء من الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشركاؤهم مع عشرات آلاف المسلمين لنشر فهمهم المحافظ.
وتستقطب الجمعيات المقربة من الإخوان المسلمين بشكل متزايد بحسب رئيس جهاز الاستخبارات في الولاية لاجئين من بلدان عربية لتجنيدهم من أجل أهدافها، وإلى جانب ولاية شمال الراين فيستفاليا وولاية بافاريا تتوسع الشبكة في شرق ألمانيا.
ومنذ منتصف 2016 افتتحت جمعية النفع العام في ولايتي ساكسونيا وبراندنبورج ثمانية مساجد، في منطقة قلما وُجد فيها أنصار الإخوان المسلمين إلى حد الآن، كما تم تشييد أبنية واسعة يُراد من خلالها تأطير اللاجئين بإيديولوجية الإخوان المسلمين.