مثلث الشر يعجز عن مواجهة ترامب والرباعية العربية.. مصالح وتحالفات لمحاولة الهروب
الإثنين، 10 ديسمبر 2018 12:00 ص
كثيرة التحالفات التي تُنشئها كلاً من دول الشر الثلاث إيران، وتركيا، وقطر، مُتخذة التحالف الثلاثي بينها غير المُعلن ذريعة ضد دول الرباعي العربي، إذ تشعر الدول الثلاث بتضييق الخناق عليها، وَسَط تواتر الأزمات السياسية والدبلوماسية، وتأثيرات ذلك على الاقتصاد، ومن وأيضًا على الوضع الاجتماعي.
وفي مسعى جديد، للبحث عن نافذة تسمح لها بالتنفس في ظل هذه الاحتقان الذي يحيط بها من كل جانب تشكل تحالف ما زال غير معلن بين تركيا وإيران وقطر لمواجهة ما تعتبره الدول الثلاث تحديات مشتركة، تواجه بها دول المقاطعة العربية تارة، وأخرى لمواجهة تقلبات المزاج الدولي ضد كلاً من الدوحة وطهران وتركيا.
علاقات الدول الثلاث بأمريكا .. تختلف القضايا والخلاف واحدًا
رغم أن هناك تعارض في المصالح الخاصة لكل دولة على حدى، إلا أن كل دولة من الدول الثلاث لها أجندتها الداخلية وعلاقتها المتأزمة مع أمريكا، فمثلاً: التوتر التركي الأمريكي يتمحور حول تضارب متطلبات وخيارات أردوغان مع استراتيجية الإدارة الأمريكية في إدارة ملف الشرق الأوسط، أيضًا فيما يتعلق بسوريا، فهي شريك مباشر تطورات الأحداث في الشمال السوري.
وبالرغم من محاولات تركيا تهدئة الأوضاع مع الجانب الأمريكي، باطلاقها سراح القس الأميركي أندرو برونسون، إلا أن المسؤولين الأتراك والأميركيين ما زالوا يعبرون عن حالة فقدان ثقة بين واشنطن وحليفها التركي القديم داخل الحلف الأطلسي.
وعلى غرار تسليم القِس أندرو، تطالب أنقرة بتسليمها الداعية التركي فتح الله غولن المقيم بشكل اختياري في بنسلفانيا في الولايات المتحدة. حتى أن تركيا تتهم جولن بأنه يقود ما يُسمى بـ "الكيان الموازي" الذي تتهمه بمحاولة الانقلاب التي جرت في يوليو 2016
لم يكن الخلاف التركي الأمريكي مسألة متعلقة بتركيا فحسب، بل هي مد للقضية السورية، وفتح الباب لتدخل روسي ترفضه واشنطن، والخلاف القائم على مسألة موقف الدولتين من قوات البشمركة التركية المتواجدة في شمال وشمال شرق سوريا.
إذ تُعتبر القوات الكردية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية داخل منظومة "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي أحد أذرع أمريكا في الحرب ضد تنظيم داعش، بينما ترفض أنقرة هذا تواجد هذه القوات وتعتبرها تهديد لأمنها القومي، وامتداد لحزب العمال الكردستاني في تركيا –وهو مُصنّف في أنقرة على أنه حزب إرهابي-، ما دفع الرئيس التركي يستغل الأمر.
ولم تتوقف تركيا عن مجرد رفض تواجد القوات، بل عقدت اتفاق بينها وبين طهران، تستغل فيه الأخيرة في الضغط على أمريكا، إذ استغلت إيران خذلان الولايات المتحدة لزعيم أكراد العراق مسعود البارزاني، في قضية الإستقلال عن العراق، لضمهم إلى صفّها وتوظيف ما لديهم من سلطة واسعة وسيطرة على الأرض في إقليم كردستان لجعل الأخير بوابة ومنفذ لها لخرق العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. وفي وقتِ سابق أدلى أعضاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني بتصريحات كشفت في مضمونها عن موقف زعيمه مسعود البارزاني من واشنطن بأنه موقف "سلبي" نتيجة تغافل الموقف الأمريكي.
أما إيران، تواجه ضغوطا وتحديات نتيجة الإجراءات الأمريكية ضد طهران، والحرب الدائرة التي يقودها الرئيس الأمريكي ترامب ضدها، بخلاف مساعي قطر في الاستقواء بتركيا وإيران، في مواجهة الرباعية العربية التي تقاطعها، فعلاقة قطر مثلا بالولايات المتحدة تختلف عن علاقة إيران بها.
علاقات روسية مع دول الثلاثي.. أهداف مشتركة وتحالف جديد
لا شك أن واشنطن تنظر بعين الريبة إلى التقارب الجاري بين تركيا وروسيا، بعد شراء أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية منظومة "إس 400" للدفاع الجوي من جهة. واقتناء أنقرة لسلاح استراتيجي روسي دفاعي جوي يتناقض مع اقتنائها لطائرات هجومية أميركية من جهة أخرى.
وفي حالة القلق التي تحاول أنقرة إخفاؤها، ووسط الحذر التي تسرّه واشنطن تجاه الأولى، تستفيد طهران من حالة البرود الذي يُخيّم العلاقات التركية الأمريكية، وذلك لضمان موقف تركي متضامن، وربما متحالف في معركتها الحالية ضد إدارة الرئيس ترامب. خاصةً بعد نجاح أنقرة في خلق اقتصاد موازي للالتفاف على العقوبات الأمريكية والدولية التي فرضت على إيران خلال العقود الأخيرة. إذ شكّلت الأسواق التركية ملاذ آمنا للبضائع الإيرانية إضافة إلى استيراد تركيا تقليديا للنفط والغاز من إيران.