50 عاما مرت على أحداث مشابهة.. «السترات الصفراء» تهدد ماكرون وتضم مسلحين يمنيين
الأربعاء، 05 ديسمبر 2018 10:00 ص
المشهد الفرنسي الذى خرج عن السيطرة، دفع الحكومة إلى تعليق قرارها بشأن ضرائب المحروقات (6) أشهر، فى محاولة للسيطرة على المشهد، أملاً فى تراجع وتيرة الاحتجاجات، إلا أن مراقبون أكدوا أن تلك الخطوة لن تكون إلا مبرراً للمزيد من الفوضى، بحسب ما نشرته صحيفة «ذى تايمز» البريطانية فى تقرير لها.
وقالت الصحيفة البريطانية إن المتطرفين الذين يقفون خلف أغلب أحداث العنف التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي، يسعون لتحويل الاحتجاجات على زيادة الضرائب إلى ثورة متفجرة كاملة، مؤكدة فى تقريرها أن المنشورات التي حصلت عليها تظهر أن جماعات اليمين المتشدد تريد استخدام تفجر الغضب الشعبى ضد الرئيس إيمانويل ماكرون للإطاحة بالنظام بأكمله، وليس فقط استقالة الرئيس.
ولفتت الصحيفة إلى أن نحو (300) من المسلحين المنتمين إلى اليمين المتشدد كانوا حاضرين فى مظاهرة السبت الماضى التى تحولت إلى أسوأ أحداث شغب تشهدها باريس منذ عام (1968). وانضم إليهم عدة مئات من النشطاء اليساريين وهم يبنون الحواجز ويشعلون النيران بالسيارات والمبانى ويهاجمون الشرطة.
وتابعت «تايمز»: هؤلاء المتشددون المنظمون جيدا، تجنب أغلبهم أن يتم القبض عليه بمغادرة المكان مع تعامل شرطة مكافحة الشغب مع الأمر». ولفتت تايمز إلى أن أغلبية من تم اعتقالهم خلال أحداث الشغب (412) شخص، ليس لديهم انتماءات سياسية.
وقال جاين يفيس كامو، الباحث فى المعهد الفرنسى للشئون الدولية والإستراتيجية فى باريس، وهو خبير فى شئون اليمين المتطرف، إن الجماعات الراديكالية من اليمين واليسار أدمجوا أنفسهم بحركة السترات الصفراء لأنهم يعتقدون أنهم بحاجة إلى إدراك سياسى، ويعتقدون أن المحتجين ينبغى أن يكون هدفهم ليس فقط استقالة ماكرون ولكن الإطاحة بالنظام بأكمله.
وأشار الخبير الفرنسي إلى أن اليمين المتطرف كان سريعا في الانضمام لاحتجاجات «السترات الصفراء»، على أمل أن يغذى العنف والفوضى أجندته المعادية للهجرة والإسلام.
ومن بين الجماعات اليمينية المتطرفة التى شاركت فى احتجاجات السبت جماعة الدفاع عن الاتحاد المعروفة بأساليبها العنيفة. وقد واجهت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطنى المنتمى لليمين المتطرف اتهامات بالحفاظ على علاقات مع جماعة الدفاع عن الاتحاد على الرغم من محاولتها لكسب الاحترام. وكان موجودا أيضا يوفان بينديتى، الرئيس السابق لجماعة العمل الفرنسى اليمنية التى ساندت حكومة فيشى التى ساندت ألمانيا النازية، وتم حظر الجماعة عام (2013). كذلك تواجد إيرف ريسي، الناشط اليمينى المتشدد المدان بالتحريض على الكراهية العنصرية.
وتجلت أجندة اليمين المتشدد فى منشور تم توزيعه على المحتجين، ويلقى المنشور اللوم على المهاجرين فى العنف وقال إن القوميين قد قاموا بإبلاغ السترات الصفراء أنهم ينبغى أن يدخلوا فى معركة لحماية بلادنا وحضارتنا، ودعا المنشور إلى إنهاء الرأسمالية والعولمة وعضوية فرنسا فى الاتحاد الأوروبي. ودعت الجماعة على موقعها الإلكترونى إلى ثورة وطنية اجتماعية شعبية من أجل الهوية.
ويقول «كامو» إن جماعات اليمين المتشددة التى ترتبط أغلبها بعلماء البيئة الراديكاليين، كانت مترددة فى البداية فى دعم الاحتجاجات على زيادة الضرائب على الوقود، لكنهم انضموا إليها على أمل أن تؤدى الفوضى إلى انهيار الدولة.. وينتمى الكثيرون إلى جناح الحركة الأناركية الفرنسية ولديهم خبرة طويلة فى الصدامات مع شطة مكافحة الشغب، حيث استطاع المحتجون أن يمنعوا محاولة لبناء مطار.
وتتبنى بعض الجماعات إيديولوجية الكتلة السوداء، نسبة إلى الملابس السوداء التى يرتديها أعضائها، والتى تستمد جذورها من الدوائر اليسارية فى ألمانيا.