الدوحة ترقص على دماء الغلابة.. مونديال 2022 رغبة قطرية ومقبرة جماعية

الخميس، 22 نوفمبر 2018 02:00 م
الدوحة ترقص على دماء الغلابة.. مونديال 2022 رغبة قطرية ومقبرة جماعية
العمال فى قطر

يومًا تلو الآخر، تظهر فضائح قطر وخياناتها للمنطقة العربية عبر الارتماء في أحضان نظام الملالي بطهران، فبعدما نفت الدوحة التعاون مع إيران في استضافة المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم (2022)، فضحت إيران كذب قطر ليكشف مسئول إيراني رفيع المستوى عن بدء التعاون الإيراني القطري الأسبوع المقبل في المونديال واستضافة الفرق المشاركة في إيران.
 
ويكشف هذا التعاون الإيراني القطري، مدى انحطاط القيادة القطرية وتأمرها على أشقائها بالخليج، لتصبح العلاقات بين طهران والدوحة التي كانت تتسم بالسرية، معلنة ويمدح كل منهما الآخر في القنوات الرسمية. وبالرغم من ذلك وإصرار قطر على تنظيم كأس العالم، إلا أنها لم تتخلى عن سياستها الهدامة.
 
فيبدو أن قطر تصر على تحدي المشككين بشأن قدرتها على استضافة كأس العالم المقبلة، الذي تتبقى على انطلاقها (4) سنوات، فيما تمارس الضغوط على العمال من أجل تهيئة الظروف وإنهاء الاستعدادات لاستضافة مونديال (2022) في الدوحة.

وعلى الرغم من الجهود القطرية إلا أنه تفشل بشكل مستمر، فقد سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على وضع العمال المهاجرين الذين يساعدون في بناء ملاعب كأس العالم في قطر، وخصصت ملف حول هذه القضية التي كانت سببا في توجيه انتقادات حادة للإمارة بسبب الوضع المتدني لهؤلاء العمال، وقالت تحت عنوان «قطر 2022: 40 إسترليني في الأسبوع لبناء استادات كأس العالم»، إن العمال الذين يأتون من دول فقيرة يحصلون على أجور زهيدة لتحقيق حلم أغنى دولة من حيث دخل الفرد في العالم. 

العمال فى قطر
العمال فى قطر
 
وأوضحت الصحيفة، أن عدد من العاملين في بناء ملعب الريان لكرة القدم، الذي يتسع لـ40 ألف مقعد جاءوا من غانا، حيث قالوا إن إعلانات عن وظائف البناء في قطر تم بثها عبر الراديو، وحوالي 300 منهم اغتنموا الفرصة. وجاءوا عبر الدفع إلى عملاء، رغم عدم قانونية ذلك، لكنها الطريقة الأوسع انتشارا في تجنيد الملايين من الناس من البلدان الفقيرة للعمل في جميع أنحاء الخليج الغني بالنفط والغاز.
 
ونقلت الصحيفة عن أحد العمال قوله: «أخبرني الوكيل أن قطر هي أغنى بلد في العالم. يمكنك التأكد من ذلك بالبحث على جوجل، وأكد لى أن سأحصل على راتب كبير. لكن عندما جئنا إلى هنا ، وجدنا أن الوضع عكس ذلك».
 
عمال كأس العالم
عمال كأس العالم
 
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن استاد الريان هو واحد من سبعة استادات مبهرة يجرى بناؤها حول العاصمة القطرية الدوحة، بالإضافة إلى استاد خليفة الدولي الذي تم الانتهاء منه العام الماضي. وتتراوح التكلفة الإجمالية بين 8 مليارات و10 مليارات دولار، وفقا لحسن الذوادي لأمين العام للجنة المنظمة لمونديال كرة القدم (2022) في قطر. 
 
وأوضحت «الجارديان» أن الهند ونيبال وبنجلاديش من بين البلدان الأكثر تصديرا للعمال المهاجرين في قطر للعمل فى بناء الملاعب التى ستستضيف البطولة خلال أربع سنوات بحلول (21 نوفمبر 2022). 
 
تحسن وضع العمال
تحسن وضع العمال
 
وتعهدت اللجنة العليا بمعايير عالية لحقوق العمال ورفاهيتهم بعد انتقادات فظيعة من قبل منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام. وأظهر مدير الصحة والسلامة، عبد الله أحمد البشري - الذي درس الهندسة في كلية ساوث تينيسايد في شمال شرق إنجلترا - سجلاً لمعايير السلامة المثالية لصحفى «الجارديان». 
 
وتحدث البشرى ومدير المشروع الأمريكي لديفيد كون، معد تقرير «الجارديان»، حول تراجع معدل تكرار الحوادث وتدريب 7 ألاف شخص على العمل فى الأماكن المرتفعة، وتطبيق تدابير في فترات الراحة الإجبارية عندما تصبح درجات الحرارة مستحيلة، ووضع إرشادات السلامة باللغة الإنجليزية والهندية والتاميلية ؛ وإبلاغهم برقم الخط الساخن للتظلمات التى لا يفصح عن شاكيها.
 
ورغم تحسن الوضع داخل مقرات إقامة العمال من حيث الأسرة والطعام وغير ذلك، إلا أن العمال لا يزالون يجدون الأجور زهيدة ولا تكفى احتياجات أسرهم فى بلدانهم الأصلية. 
 
غرف العمال
غرف العمال
 
ونقلت «الجارديان» عن أحد العمال قوله: «من الصعب أن تبقى بعيدا طوال هذه المدة، أحيانا الأسرة ترغب فى وجودك معهم، ومع ذلك أحيانا لا تملك الأموال لإرسالها لهم، كان من المفترض أن نجنى الكثير من الأموال، ولكننا لا نحصل إلا على قدر قليل». ويحصل العمال تقريبا على 650 ريال في الشهر كأجر أساسي.
 
وأوضحت الصحيفة أن الأموال التى يرسلها العمال المهاجرون فى قطر إلى بلدانهم ليست كثيرة، رغم أنها تشكل الدخل الأساسى لأسرهم هناك. ويقول العمال إنهم لديهم نفقات فى قطر، رغم أن الإقامة والغذاء يتم توفيره.
 
عندما يكون العمال سعداء فأنهم أفضل سفير لك
عندما يكون العمال سعداء فأنهم أفضل سفير لك
 
ومن ناحية أخرى، سلطت الصحيفة فى تقرير آخر لها الضوء على مأساة أسرة عامل نيبالى لقى مصرعه أثناء العمل فى ملاعب كرة القدم القطرية، ولم تحصل أسرته بعد على إجابات بشأن وفاته. 
 
وقالت الصحيفة إن أسرة تيج ماريان ثارو قامت بطقوس حرقه على ضفاف نهر البودهى جنوب شرق نبيال، بعد أن لقى مصرعه فى حادث فى موقع بناء فى قطر. 
 
وسردت الصحيفة كيف كانت زوجة ثارو تتحدث إليه كل يومين أو ثلاثة أيام عبر الهاتف هى وابنتها صاحبة الأربعة إلى أن تلقوا مكالمة هاتفية من قطر من رقم لم تتعرف عليه، تفيد بمصرع زوجها البالغ من العمر (23 عاما) عندما سقط من ممشى مرتفع في ملعب الوكرة الذى يقدر بـ 512 مليون جنيه استرليني، والذي تم تشييده لكأس العالم 2022.
 
زوجة العامل النيبالى
زوجة العامل النيبالى
 
وشرحت تشودرى - الزوجة- كيف تلقت اتصالات مختلفة من قطر، واحد من شركة منار للمقاولات العامة، الشركة التي وظفت زوجها، وواحد من اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الهيئة المنظمة لكأس العالم، وأوضحت: «قال لى الرجل من اللجنة العليا إنه آسف. سألته كيف مات زوجي. وقال إنهم يحققون في الوفاة». وأوضحت الصحيفة أن تشودرى لا تزال فى انتظار إجابة بعد ثلاثة أشهر. 
 
وتحدثت «الجارديان»، إلى أربعة أشخاص على علم مباشر بالحادث. وتقول المصادر إن ثارو كان يحمل لوحا كبيرا على طول ممر يبلغ ارتفاعه 35 مترا ليلا عندما وقع الحادث.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق