أحمد عطوان.. دموع تماسيح الإخوان والمتاجرة بقضية "خاشقجي"
الجمعة، 09 نوفمبر 2018 01:25 م
بالصدفة البحتة شاهدت مقطع فيديو منتشر على وسائل التواصل الإجتماعى " فيس بوك" للمذيع الإخواني الهارب فى تركيا "أحمد عطوان" وعينيه تسح بالدموع متذكرا الصحفى السعودى جمال خاشقجى، وهى الدموع التى طفقت تسيل من عينيه طوال مقطع الفيديو ، فى حين حاول رفيقه فى برنامجه الذى لا يشاهده أحد المذيع الإخوانى الهارب أيضا إلى بلاد سلطانهم التركى "أردوغان"، ويدعى عماد البحيرى ، أن يهدىء من روع "عطوان" فى مشهد عبثي ، من يشاهده دون أن يكون على دراية بخلقياتهم الإرهابية سيتعاطف معهم، وربما شارك عطوان فى البكاء.
هنا أنا لا أشير إلى قضية " خاشقجى" ومدى تأثرهم بها ، ولن أتحدث عنها، نظرا لعدم انتهاء التحقيقات فيها ، لكن ما أدهشنى هو بكاء " عطوان " على الهواء من أجل مقتل شخص واحد – الجرائم كلها بالطبع نكراء حتى لا يزايد علينا أحد – لكن لماذا لم يزرف هذا المذيع الإخوانى يوما الدموع على ضباط وجنود قواتنا المسلحة، الذين يستشهدوا فى دفاعهم عن مصر ومواطنيها وترابها الغالى.
لم يضبط "عطوان " يوما متلبسا بابراز صورة إيجابية لما يحدث على أرض مصر من مشروعات تنموية كبيرة حتما سيكون مردودها المستقبلى نقلة ودفعة للإمام.
لم يبرز "عطوان " و"بحيرى" وأمثالهم التفاف الشعب المصرى حول قيادته السياسية ، وصبره على تحريك الأسعار من أجل غد أفضل.
لم يضبط " عطوان " يوما متضامنا مع العاملين بقناة الشرق ، وكلهم زملاء له، والذين فصلهم الهارب "أيمن نور" من القناة لأسباب خسيسة لن نتطرق إليها الآن.
لم ينهنه "عطوان " مثل طفل والإرهاب الغاشم يختطف خيرة شباب مصر ، وخيرة خبراتها فى مجالات شتا ومنهم النائب العام الشهيد هشام بركات.
لم يزرف " عطوان" دموعه على مئات الأقباط الذين استشهدوا منذ عزل محمد مرسى فى عشرات الحوادث الإرهابية ،وآخرها حادث دير الأنبا صموئيل بالمنيا.
لم يسكب " الرجل" دموعه من أجل فقراء لا يجدون قوت يومهم ومع ذلك يصارعون الحياة ، ولم يبك من أجل موظف ذاهب إلى عمله فاستشهد بسبب رعونة سائق سيارة.
سؤالى إلى أحمد عطوان ، هل تصدق نفسك ، هل أنت صادق فيما تقول وتفعل ، وهل الانسانية – كما تدعى – تتجزأ ، وهل هناك " خيار وفاقوس" فى قناعاتك التى تنحاز للإرهاب على حساب وطنك وبنى جلدتك ؟
ما كل هذا الكره الذى يحمله " عطوان" و"بحيرى" ومعهم "محمد ناصر" و"معتز مطر" لهذا الوطن ، الذى لم يجدوا منه إلا كل خير ، والذى لا تستأهل ملايين بل ومليارات الجماعة الإرهابية التى يغترفون منها أن يدفنوا بعيدا عن ترابها ؟
لماذا لا يراجع " عطوان" وإخوانه مواقفهم ، ويتوبوا عن أفعالهم الحرام ، ويغسلوا أيديهم من استغلال المخابرات التركية والقطرية لهم وتوجيههم للهجوم على بلدهم ؟
هل يحترم " عطوان" وإخوانه أنفسهم وهم يدركون يقينا أنهم وقود معركة تشنها أنقرة والدوحة ضد القاهرة والرياض والمنامة وغيرها من عواصم الدول العربية بعد أن عاثوا فسادا فى سوريا وليبيا، واضعفوا هذه الدول لصالح الغرب والقوى الصهيونية ؟
ماذا سيقول "عطوان " و" والبحيرى" لأحفادهم ، وهم الذين لايراهم المصريين إلا مرتزقة ينبحون عبر وسائل إعلام معادية مقابل حفنة من ريالات تميم بن حمد؟
دموع تماسيح " عطوان" لم تنطلي على أحد ، وسخر منها كل من شاهده " ينهنه" على الهواء ، لأنها دموع ليست صادقة ، فكان الأولى به أن يبكى بدلا من الدموع دم على شهداء الوطن ، لا أن يتاجر بدموعه على الهواء من أجل حفنة من الأموال الحرام .