أزمة سعيد رسلان.. التيار السلفي يحتضر !
السبت، 22 سبتمبر 2018 02:45 م
ما أن اندحرت "الثيوقراطية" فى أوروبا حتى تنفس المجتمع الصعداء ، لتخرج القارة من كبوة ظلت تكبلها طوال عقود، ليعقب ذلك ثورة صناعية كبرى ألهمت وغيرت مجرى تاريخ العالم.
تجديد الخطاب الدينى أول معول لهدم جدار ما يسمى بالتيار السلفى، والذى خرجت منه مدارس شتى أغلبها أتخذ نهج التشدد والتطرف، وكان بذرة لما يسمى بالقاعدة وداعش.
الروافد الدينية المتطرفة لم تقتصر على السلفيين فقط ، فقد اشترك فى إحياء وتغذية هذا الفكر الضال أساس ومنبع التطرف ،الجماعة الإرهابية الأم، التى أطلق عليها حسن البنا " الإخوان المسلمين".
واهم من يقول أن هناك فرق بين "الجامية " والمدخلية" والسلفية الدعوية " أو أنصار السنة المحمدية " أو الجماعات الإسلامية " فهى جماعات تشرب من نفس معين التطرف النابع من الفكر الوهابى.
منع "سعيد رسلان" الذى يتخذ منهج "السلفية الجامية" فى دعوته يأتى فى وقت اعتاد فيه الرجل، واتباعه الهجوم على وزارة الأوقاف متهمها صراحة بوجود انحرافات عقائدية بداخلها باتباع بعض مشايخها الفكر الصوفى.
يتستر "رسلان" ومن على شاكلته فى السلفية الجامية أو المدخلية ، ليروج إنه لا ينتقد الحاكم ، لكنه فى نفس الوقت يسير على نفس طريق التيار السلفى الجامع ويتفق معهم فى آراء بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر فى وجوهنا جميعا يوما ما.
الخناقة الدائرة الآن بين السلفيين ليست على مدى استمرار هذا التيار وهذه القناعات التى لا يؤمن بها إلا اصحابها ، لكها خناقة على "كعكة" الأموال والشهرة وحب الظهور الإعلامى.
المدخلية والسلفية التقليدية – إن صح التعبير الأخير- وغيرهم م مدارس تسير على ذات النهج لا يجدوا غضاضة فى " تقطيع هدوم بعض" فكل طرف يطعن فى الطرف الآخر، وكل طرف تحول إلى" دوجما" يحتكر وحده الحقيقة.
هشام البيلى أحد تلاميذ سعيد رسلان والذى يتبنى ما يعرف بالسلفية القطبية التى تعتنق أفكار الإخوانى" سيد قطب" دفع أحد أتباعه – محمد عبدالحى- ليهاجم "رسلان" ،بعد أن تردد أن رجل أعمال خليجى هو من يقدم الدعم له حتى ينشر فكره المتطرف فهو القائل عبارة تناقلها بعض مريديه وتكشف عن منهج تفكيره:" نحن مع جيشنا إذا كان مع شرعنا، وثورة 30 يونيه خروجًا على الرئيس الشرعي".
محمد سعيد رسلان القابع فى قرية "سبك الأحد" بالمنوفية لينشر الفكر المدخلى فى المجتمع له أيضا أتباعه ودراويشه والذين انتقدوا وهاجموا بشده "البيلى" والذين معه.
الداعية السلفى سامح عبدالحميد قال فى بيان له :"محمد سعيد رسلان عاش هو وتلاميذه سنوات طويلة يزعمون أنهم مطيعون للحاكم، ويُؤكدون أنه ولى الأمر الشرعى، ولا يهاجمون سياساته أو ينتقدونه على العام "
متابعا وهنا نتخذه كنموذج لكيفية " تخبيط" وتفكير هؤلاء :" هذا كلامهم عندما كان رسلان محتلًا لمسجد قريته، ولكن الآن بعدما منعت وزارة الأوقاف رسلان من الخطابة ، وجدنا أكثر من تلميذ له ينقلب علي ولى الأمر الذين زعموا طاعته، ويتطاولون على وزارة الأوقاف، بل يتطاولون على شيخ الأزهر نفسه، ويقول إن شيخه رسلان "عنده علم مش عند أحمد الطيب ولا علي جمعة" حتى بدون أن يضع ألقابًا لهما ، ويؤكد أن وزارة الأوقاف فيها "الجهل والصوفية والأشعرية"، ووصف وزارة الأوقاف بأنها "وزارة عفنة".
وواصل " عبدالحميد" المحسوب على "الدعوة السلفية بالاسكندرية" مهاجمة "مدرسة سبك الأحد" قائلا:" قال تلميذ آخر لرسلان إن وزارة الأوقاف فيها شيعة ويُؤكد أن وزارة الأوقاف منعت شيخه رسلان بعدما هاجم رسلان بعض من فى الأوقاف وجلدهم جلدا وأرق مضاجعهم.
الشاهد من تراشق الجانبين بالألفاظ ، أن التيار السلفي يحتضر وإعلان وفاته بات قريبا ،فمتى يعلنون موت هذا التيار سبب كل البلاء فى المجتمع؟