يسري فودة.. السائر في طريق الأذى!
السبت، 15 سبتمبر 2018 03:04 م
صدمة بمثابة لطمة دعت "دراويش" يسرى فودة لالتزم الصمت التام، إلا من عبارات استهجان مقترنة باستنكار ممزوج بخجل، بدت باهتة وواهنة، وراحت تتسلل عبر صفحات التواصل الإجتماعى، فى محاولة يائسة للدفاع عن صاحب كتاب" فى طريق الأذى".
الصدمة تمثلت فى بيان صادر عن مؤسسة "دويتشه فيله" الألمانية الإعلامية يعترف فيه بوقوع تحرش كان بطله أحد العاملين لديها، قبل أن تفصله بسبب هذه الوقائع المخزية فى إشارة إلى الإعلامى يسرى فودة ليكشف آلاعيب إله العجوة الذى حتى لم يأكله أتباعه بل تجاهلوه فى امتعاض.
كان "دراويش" يسرى فودة سيحترمونه أكثر ويبدو الرجل فى أعينهم ، وكأنه كائن ملائكى، نورانى، نزل من سماء الفضيلة إلى أرض الواقع ، لو كان اعترف بهذه الوقائع أوبعضها ، حتى لو أرجعها إلى سياق ما قد يجرى فى قصص الحب من تجاوزات- إن صح هذا التعبير- بين المحبين.
4 روايات تحرش أبطالها صحفيات عاملات معه فى " دويتشيه فيله" ، ليس بالعدد الهين حتى يتآمروا على يسرى فودة، فمهما أمتلكت الفتاة الجرأة سيطولها لاشك رزاز حكايات التحرش ويلوك بعض من فى قلوبهم مرض سمعتها.
فى البدء أرجع دروايش يسرى فودة ما يحدث معه إلى وجود مؤامرة كونية تحاك ضده ، وكأن العالم تذكر فجأة " فودة" فاستدعى متآمريه ، وأصدر إليهم أوامر على طريقة أفلام السينما المصرية القديمة "لفقوله تهمة" !
عندما شعر هؤلاء الدروايش أن فى الأمر شىء ما ، فقد تواروا خجلا ، يراقبون مواقع التواصل فى صمت ، ومن بعيد، حتى إذا ما وقعت الواقعة-بيان " دويتشه فيله"- راح بعض هؤلاء يصرخون على مواقع السوشيال ميديا، فقد حانت لحظة المكاشفة ، أو ما يطلق عليها فى الرواية " لحظة التنوير" ، عندما تبدأ خيوط اللعبة تتكشف، وتسقط الأقنعة.
" كل شىء انكشف وبان".. عبارة شهيرة رددها الفنان عبدالمنعم مدبولى في مسرحية " ريا وسكينة" تثير ضحكنا كلما شاهدنا " القدير مدبولى" وهو ينطق بها وحتى الآن، ولأن مدبولى كان يوقن إنه يؤدى دورا فى مسرحية، فقد كانت العبارة كوميدية إلى أبعد حدود لكن "يسرى فودة"، عندما أدرك أن حكايات تحرشه خرجت إلى العلن، وبدلا من أن يسدل الستار على الفضيحة ،فقد راهن على الكارت الأخير فى جعبته،وهو ثقة دراويشه فيه متوهما أنه ستستمر حتى نهاية اللعبة.
راح يسرى فودة يغازل مريديه مكتفيا بعبارة ملغزة وغامضة ، ولكنه تثير التعاطف معه حيث كتب عبر مواقع التواصل الإجتماعى ثقتكم بي لا تقدر بثمن"!
تجاهل " فودة" الحديث عن بيان المؤسسة الألمانية ،مثل متهم لا يرد الحديث إلا أمام النيابة، يكسب وقت حتى يجد مخرج من تهمته.
يصر" فودة" على أن يسير فى طريق الأذى ، لكن هذا الطريق هو الذى اختاره بمحض إرادته، لم يفرض عليه، وعليه أن يختار بين أن يستمر فى هذا الطريق أو يعود منه، فربما ينال غفران دراويشه!