لماذا تراجعت البرازيل عن نقل سفارتها إلى القدس؟.. الكواليس تكشف دور مصر
الخميس، 08 نوفمبر 2018 06:00 م
أثار تراجع الرئيس البرازيلي عن نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة الكثير من الأسئلة الخاصة بهذا التحول لاسيما وأنه جاء بعد أيام قليلة من تأكيد نيته نقل السفارة إلى المدينة المقدسة، فهل جاءت الخطوة البرازيلية بالتراجع عن تنفيذ هذا الوعد نتيجة ضغوط عربية وبالأخص مصرية أم لماذا؟.
وكان الرئيس البرازيلي قال قبل أسبوع أنه سينفذ وعده الانتخابي بنقل سفارة البرازيل إلى القدس المحتلة، في حين جاءت تصريحات الأخيرة مترددة بعض الشئ في هذا الملف، قائلًا: «القرار الخاص بالسفارة البرازيلية بإسرائيل لم يُتّخذ بعد».
وجاء هذا التراجع بعد نحو يومين من بيان وزارة الخارجية البرازيلية بحسب رويترز، التي قالت فيه إن مصر أجلت زيارة للوزير ألويسيو نونيز فيريرا، في خطوة ذكر مصدران دبلوماسيان أنها ترجع إلى تعهد الرئيس المنتخب جاير بولسونارو بنقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس، الأمر الذي يوضح الدور المصري في تراجع البرازيل عن خطوة نقل السفارة، لاسيما وأنها قد تعود على البرازيل بالكثير من الضرر في علاقتها بالدول العربية وبالأخص التعاون الاقتصادي، حيث تعد البرازيل مصدر رئيسي للحوم الحلال إلى العالم العربي.
وكان من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية البرازيلي نونيز فيريرا إلى القاهرة في زيارة من الثامن إلى 11 نوفمبر كان سيلتقي خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره المصري سامح شكري، مفيدة وزارة الخارجية البرازيلية أنه تم تأجيل زيارة فيريرا من الجانب المصري معللًا بتعارضها مع جدول أعمال كبار المسؤولين، في الوقت ذاته لمحت البرازيل إلى عدم تحديد موعد جديد وهو ما يشير إلى استياء مصر من مقترح بولسونارو الخاص بنقل السفارة البرازيلية إلى تل أبيب.
وكان إعلان الرئيس البرازيلي بولسونارو عن نقل سفارة بلاده في إسرائيل أثار غضبًا واسعًا في العالم العربي، حيث وصف مسئول فلسطيني كبير الخطوة بأنها "استفزازية وغير قانونية"، لاسيما و أن قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 242 لعام 1967,والقرار 338 لعام 1973,والقرار 478 لعام 1980، والقرار 2334 لعام 2016، تؤكد على أن القدس الشرقية أرض عربية فلسطينية محتلة، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية فيها باطلة وغير شرعية وعلى إسرائيل الانسحاب منها دون قيد أو شرط.
ورغم كافة هذه القرارات يحاول الرئيس البرازيلي أن يحظو حظو الولايات المتحدة الامريكية بنقل السفارة إلى تل أبيب، على الرغم من أن خطوة واشنطن أثارت غضبًا خاصة في الشرق الأوسط، خاصة وأن الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية تطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، حيث أن المادة 49 تنص على أنه «لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها، كما يوجب القانون الدولي المعاصر على المحتل أن يقيم إدارة فعالة منفصلة عن دولة الاحتلال ، من صلاحياتها المحافظة على المستوى الأدنى من النظام والقانون، وتسيير أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية، على أن يتولى الاحتلال سلطات مؤقتة بانتظار زواله ، وليس له حق سيادة، وهو ملزم باحترام القوانين السارية المفعول ولا يوجد تغييرات إلا لمصلحة السكان.