في الوقت ذاته، نظمت الكنيسة القبطية صباح اليوم وقفة عند باب «دير السلطان القبطى»؛ احتجاجا على رفض حكومة الاحتلال قيام الكنيسة بأعمال الترميم اللازمة داخل الدير، فيما قامت طواقم البلدية بأعمال الترميم داخله لصالح الأحباش دون موافقة الكنيسة القبطية.
وخلال اعتصام الرهبان أمام باب "دير السلطان" قامت شرطة الاحتلال الإسرائيلى، بمحاصرتهم، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، والاعتداء عليهم بالضرب والدفع واعتقلت أحدهم، وأبعدتهم بالقوة عن المكان وسمحت لطواقم البلدية بالدخول للقيام بأعمال الترميم.
ومن جهتها، أدانت الكثير من الهيئات الدينية الاعتداء على الرهبان في القدس المحتلة، حيث استنكرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الاعتداء على الرهبان، وتدخل سلطات الاحتلال بأعمال الترميم، مشيرة إلى أنه ليس من اختصاصها فى مدينة القدس المحتلة على اعتبار أن الجزء الشرقى للمدينة المقدسة منطقة تخضع لقواعد القانون الدولى الإنسانى.
ودير السلطان (دير أثري للأقباط الأرثوذكس)، يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، فى حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة، وتبلغ مساحته حوالى 1800 م2.
وكان صلاح الدين الأيوبى قد قام بإرجاعه للأقباط بعد استيلاء الصليبيين عليه، ولعله عرف من وقتها باسم "دير السلطان"، ولدير السلطان أهمية خاصة عند الأقباط لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية إلى كنيسة القيامة.
واستولت إسرائيل على دير السلطان فى القدس الشرقية وسلمته إلى الرهبان الأحباش إثيوبيا بعد طرد الرهبان المصريين منها بعد حرب يونيو 1967 ورفضت تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية برد الدير إلى الكنيسة المصرية وعليه قرر البابا الراحل كيرلس السادس حظر سفر الأقباط إلى القدس تحت الاحتلال الإسرائيلى بعد الاستيلاء على الدير.
ورفعت الكنيسة المصرية أكثر من 100 دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، وكسبتها جميعا ضد الحكومة الإسرائيلية وأثبتت حقها فى الدير، لكن سلطات الاحتلال ترفض التنفيذ حتى الآن.