كيف أصبحت السفارة الأمريكية بالقدس «بؤرة استيطانية»؟.. مسئول فلسطيني سابق يجيب
الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018 03:00 م
«تتعرض القدس المحتلة لحرب مفتوحة من جانب الاحتلال الإسرائيلي، تستهدف تكريس واقع يهودى ورواية صهيونية مكان الرواية العربية اليهودية للمدينة المقدسة وذلك لتجريف كل مكوناتها الحضارية والدينية والجغرافية».. عبارة مقتبسة من تصريحات أخيرة لوزير شئون القدس السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور حاتم عبد القادر، تعكس الخطر القادم على المدينة المقدسة بقيام الاحتلال بالكثير من التحركات لتغيير ديمغرافية الأراضي الفلسطينية.
وقال عبد القادر في تصريحات صحفية إن محاولات الاحتلال لتغيير واقع مدينة القدس بدأت منذ عام 1967، كان أبرزها إحلال مؤسسات إسرائيلية محل المؤسسات العربية وعزل القدس عن باقي المدن الفلسطينية بالضفة الغربية من خلال تهويد الأماكن المقدسة والآثرية وبناء جدار الفصل العنصري.
وجاء كل ذلك بالإضافة إلى تحرك إسرائيل لتقليل عدد المقدسيين في المدينة المحتلة، من خلال الشروع فى هدم المنازل بحجة عدم الترخيص وفرض الضرائب الباهظة، من أجل خلق بيئة طاردة لإجبار المقدسيين على ترك منازلهم من مدينة القدس إلى الضواحى ومدن فلسطينية أخرى.
وأكد وزير شئون القدس السابق، أنه المقدسيين بقوا صامدين فى مدينتهم، وأفشلوا مخطط إسرائيل لإحداث خلل فى الميزان الديموغرافى على الرغم من كافة هذه المحاولات التى تحاول إسرائيل من خلالها الاستيلاء على آلاف الكيلومترات من الدونمات، وصولا إلى كسر الوحدة الجغرافية لمدينة القدس للحيلولة دون قيام عاصمة الدولة الفلسطينية.
وفي إشارة إلى استمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس المحتلة، اعتبر الوزير الفلسطينى السابق أن ما يجرى الآن لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا من خلال الحفريات المتواصلة والاعتداءات المتكررة على المصلين، مشيرًا أن كل ما يحدث يشير إلى أن إسرائيل لا ترسخ فقط لتحويل القدس إلى عاصمة دينية أو سياسية لها، وإنما عاصمة لكل يهود العالم، بما يعطى بعدا دينيا للصراع العربى الإسرائيلى.
وفيما يخص قرار نقل سفارة أمريكا إلى القدس المحتلة، أكد عبدالقادر، على أنه مستفز ومناقض لكل مواثيق القانون الدولى ويشكل تحديا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التى أقرت أن القدس هى جزء من الأراضى الفلسطينية، قائلًا: «مريكا أصبحت بهذا القرار شريكة للاحتلال، وليست شريكا فى عملية السلام».
واكد أن نقل السفارة إلى القدس نوعا من أنواع الغزو السياسى المرفوض وغير المقبول للفلسطينيين، مؤكدًا أن السفارة هى بمثابة مستوطنة وبؤرة استيطانية داخل مدينة القدس، مؤكدا أن نقل السفارة لا يعطى حقا لإسرائيل فى مدينة القدس المحتلة، ولا ينكر حقا للفلسطينيين فى المدينة المقدسة.