20 مليون كتاب من 77 دولة في ثالث تجمع عالمي.. هكذا تتنفس الشارقة في شهر نوفمبر
الأحد، 04 نوفمبر 2018 03:00 مرسالة الشارقة - عادل السنهوري
«اليابان» ضيف الشرف والميهوبي شخصية العام الثقافية
اختيار الإمارة «عاصمة عالمية للكتاب» العام المقبل 2019
تتواصل فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37، التي تستمر حتى السبت المقبل 10 نوفمبر، وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، دشّن فعاليات المعرض صباح الأربعاء الماضي في مركز إكسبو الشارقة، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار «قصّة حروف»، ويشارك في معرض هذا العام 1876 دار نشر من 77 دولة تحمل 1.6 مليون عنوان بينها 273 دار مصرية، علاوة على مشاركة الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، ويضم المعرض 20 مليون كتاب.
يشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب تنظيم 1800 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية يقدمها 472 ضيفًا من مختلف دول العالم، إذ يضم جدول الفعاليات الثقافية 272 فعالية بحضور 154 ضيفًا، وبمشاركة 25 دولة. ويحتل معرض الشارقة للكتاب المرتبة الثالثة عالميًّا بعد معرضي فرانكفورت ولندن، والمرتبة الأولى عربيًّا وفقًا لمعايير منظمة اتحاد الناشرين الدوليين.
الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة
ووجّه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في كلمته الافتتاحية مع انطلاق فعاليات المعرض، الشكر لمَن أسهموا في إنجاح المعرض منذ دورته الأولى في العام 1981 حتى أصبحت الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، ثم اختيارها العاصمة العالمية للكتاب العام المقبل 2019.
وفاجأ حاكم الشارقة الحضور، ولأول مرة في مناسبات افتتاح المعرض، بلمسة وفاء تمثّلت في منحه «إكليل الشارقة» لزوجته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رفيقة العمر، تقديرًا لها على مجهوداتها ومشاركتها طوال السنوات الماضية في الإنجاز والعمل، وهو عبارة عن تاج مرصع بالماس.
ومنح معرض الشارقة الدولي للكتاب شخصية العام الثقافية للمفكر والأديب عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، تقديرا لمكانته الثقافية البارزة، ولاهتمامه بتطوير العمل الثقافي، كما تم خلال حفل الافتتاح توزيع جوائز الفائزين بأحسن تأليف وأفضل دور نشر محلية وعربية ودولية.
عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري
وشارك عدد من الوزراء والشخصيات الثقافية المصرية في افتتاح المعرض، منهم الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد صابر عرب والدكتور عبدالواحد النبوي، وزيرا الثقافة السابقان.
تشتمل فعاليات الطفل على 950 فعالية بحضور 45 ضيفًا وبمشاركة 12 دولة، فيما يشهد ركن الطهي 60 فعالية بحضور 15 ضيفا وبمشاركة 11 دولة. وتشهد منصّة توقيع الكتب في الدورة الـ37 أكثر من 200 حفل توقيع لكُتّاب من 19 دولة، يأتي في طليعتهم الكتاب الإماراتيون الذين يشكلون أكثر من 70%، إذ تشهد المنصة توقيع مؤلفات في الشعر الفصيح، والشعر الشعبي، والرواية، والدراسات النقدية، والتأريخ، والنقد الأدبي، والترجمة، إضافة إلى كتب الطهي، وأدب الطفل، والفنون، والعلوم الشرطية، والبحوث القانونية، وعلم الآثار، وغيرها.
اليابان ضيف شرف المعرض
تحل اليابان ضيف شرف دورة هذا العام من المعرض، وقد تم اختيارها احتفاءً بإنجازاتها الحضارية المتميزة، التي شكّل فيها الكتاب عاملاً ومحرّكًا رئيسيًّا في بناء الثقافة وتشكيل الأخلاق الاجتماعية، إذ تمتلك اليابان تاريخًا حافلاً بالمنجزات والأسماء الأدبية والثقافية الكبيرة على صعيد الرواية والسينما والموسيقى وغيرها، إضافة إلى مكانتها المتميزة في إثراء القطاع الثقافي بعديد من الأعمال لروائيين يابانيين متميزين تُرجمت أعمالهم للغة العربية، أمثال الروائي يوكو ماشيما، وكينزو اشيجورو، الفائز بجائزة نوبل للآداب، وهاروكى موراكامي، وغيرهم من الأسماء الثقافية المبدعة.
وتشارك اليابان في المعرض ضمن جناح خاص يجسّد في تصميمه الملامح الحضارية والثقافية لليابان، وتماشيًا مع هذا الاحتفاء ينظم المعرض أكثر من 100 فعالية موزّعة بين محاضرات وورش عمل فنية وعلمية، يشارك فيها 13 كاتبًا وفنانًا ومبدعًا يابانيًّا من الحائزين على جوائز مرموقة في مجالات متنوعة، إلى جانب عازفين يحيون حفلات موسيقية كلاسيكية وشعبية تعكس الثقافة الموسيقية اليابانية، كما يُخصّص المعرض حفلات توقيع كتب لعدد من الكتّاب والأدباء اليابانيين.
معرض الشارقة الدولي للكتاب
من جهته، قال الدكتور أكيما أوميزاوا، القنصل العام لليابان في دبي: «يُشرّفنا اختيار اليابان ضيف شرف الدورة السابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ويسعدنا أن يعرض جناح اليابان أمام جمهور المعرض مجموعةً من الأعمال المتنوّعة التي تلقي الضوء على الثقافة اليابانية وتغطي مختلف المجالات بما في ذلك الأدب والمأكولات والطبيعة والتكنولوجيا».
وتوجه الدكتور أوميزاوا بالشكر إلى أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، على فرصة اختيار بلاده ضيف المعرض، لما لها من أثر على التعريف بتجربة اليابان في قطاع النشر أمام القراء بدولة الإمارات والمنطقة، مُبرزًا أهمية هذا الحدث الدولي في تعزيز الروابط الثقافية بين اليابان والإمارات، خاصة إمارة الشارقة، وتوفير منصّة للتبادل الثقافي والحضاري بين مختلف الشعوب على أرض ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم.
ويستضيف المعرض هذا العام نخبة من المسؤولين الحكوميين والأدباء والمفكرين العرب، ومن أبرزهم زكي أنور نسيبة وزير دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، وزير تطوير البنية التحتية، وراشد عبدالله النعيمي، والسفير عمر غباش سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية، والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، الحائزة على جائزة نجيب محفوظ في العام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد، والروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله، الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» للعام 2018.
كما يشارك الإعلامى إبراهيم عيسى، والكاتب أحمد مراد، والروائي والقاص الكويتي الدكتور طالب الرفاعي، الفائز بجائزة الدولة، والجائزة الخاصة لمعرض القاهرة للكتاب، عن مجمل الأعمال القصصية والروائية في العام 2013.
ومن أبرز الأدباء والمثقفين المشاركين من دولة الإمارات العربية المتحدة، يأتي الأديب والروائي والباحث سلطان العميمي، والممثل والمخرج والأكاديمي الدكتور حبيب غلوم، والشاعرة والإعلامية شيخة المطيري، والمحاضرة والمدربة في مجال التراث بدرية عبيد الحوسني، والشاعرة والروائية صالحة عبيد غابش، والشاعر والصحفي محمد البريكي، والكاتب والباحث الدكتور ماجد عبدالله بوشليبي، والكاتبة إيمان اليوسف، والشاعر والأديب عادل خزام، والشاعرة خلود المعلا، وغيرهم.
وإلى جانب الضيوف العرب، يستضيف المعرض نخبة من أبرز الكتّاب والروائيين العالميين، والمتحدثين، وأصحاب المدونات الإلكترونية، ومشاهير اليوتيوب، الذين يلتقون متابعيهم ومعجبيهم وعشاق الكتب على حدّ السواء، من أبرزهم الكاتبة البريطانية إيمّا جانون، المدوِّنة الحاصلة على عدد من الجوائز العالمية، وعالم الفيزياء الأمريكي الدكتور ليونارد ملودينو، والكنديّة من أصول هندية ليلى سينج، إحدى مشاهير قناة يوتيوب، ومن نيجيريا يُشارك أوكيتشوكوو أوفيلي، الذي شارك أربع مرات كمتحدّث في مؤتمر «تيدكس» العالمي.
وتقام ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، أعمال الدورة الرابعة من مؤتمر المكتبات الذي تُنظّمه هيئة الشارقة للكتاب سنويًّا بالشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية، وستقام فعاليات المؤتمر خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر، وتعقد خلال المؤتمر سلسلة ورش يشارك فيها 400 مُختصّ من أمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة من المنطقة والولايات المتحدة ودول أخرى، كما يتحدّث خلال جلساته وفعالياته 20 مُتحدّثًا مُتخصّصًا من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن معرض الشارقة الدولي للكتاب ليس مجرد حدث سنوي عابر، بل إنه أصبح جزءًا من ذاكرة الجمهور في الدولة والمنطقة والعالم، هناك مَن يتذكّر أن أول كتاب قرأه كان في هذا المعرض وبدأت علاقته مع الإنتاج الثقافي منه، وفيه التقى بكاتب أو ناشر ترك أثرًا في حياته، أو اجتمع بصديق بعد طول غياب، أو وجد فيه فرصة لتعريف أبنائه بالقراءة وأهميتها لمستقبلهم، هذا هو البعد الاجتماعي والثقافي والوجداني للمعرض الذي جعل منه الأول على مستوى المنطقة والثالث على مستوى العالم.
وأشار "العامري" إلى أن تميّز معرض الشارقة الدولي للكتاب يكمن في أنه أصبح تظاهرة اجتماعية يتشارك فيها الناس حبهم للمعرفة، ويجتمعون حول فعالياتها لتصبح جزءًَا من أحاديثهم وذكرياتهم، وملتقى لشعوب المنطقة والعالم، ومنصّة لبناء العلاقات والتبادل الثقافي. متابعا: "الجمهور ينتظر الموعد السنوي لمعرض الشارقة بلهفة وتشوّق، لما سيُقدّمه من فعاليات وجلسات نقاشية وإنتاج أدبي جديد، ما يُشير بوضوح إلى نجاح المعرض في الارتقاء بمكانة الكتاب والثقافة، ونجاح رسالة إمارة الشارقة ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، التي تتجسد في مقولته: إن معارض الكتاب، واحات نور لا بد من تنميتها وتطويرها، وفي مجالاتها، فليتنافس المتنافسون".
وتابع العامري: «نحن حريصون على أن يسجل معرض الشارقة الدولى للكتاب سنويا إضافة جديدة لمسيرة الحراك الثقافى والمعرفى فى دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، إذ نجح فى تطوير الكثير من مشاريع صناعة الكتاب العربى وفتح الأفق أمام الناشرين الإماراتيين والعرب لتحقيق التواصل المثمر مع نظرائهم فى مختلف بلدان العالم، الأمر الذى يجعل انطلاقه حدثا منتظرا من المتخصصين، والقراء، والكتّاب على حد سواء».
يذكر أن معرض الشارقة للكتاب، الذى يعد واحدا من أهم ثلاثة معارض للكتاب على مستوى العالم، ثبّت لنفسه مكانة ثقافية، وحضارية عالمية، لما له من تأثير ملحوظ على قطاعات واسعة من المثقفين والأدباء، وعلى اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم، فهو يؤكد عاما بعد عام، من خلال استضافته لأسماء ولمشاركات أدبية، وثقافية قادمة من دول شقيقة، وأخرى صديقة، أن مشروع الشارقة الثقافى وحضورها الفاعل على أجندة الأحداث الثقافية فى العالم، بات شهادة عالمية تحتذى، ينهض بالثقافة ومفرداتها كافة، ليؤكد حضوره كوجهة دائمة للمثقفين والكتاب والناشرين ولجميع العاملين.
وتحفل الدورة الـ 37 من معرض الشارقة الدولى للكتاب ببرنامج ثقافى متكامل يضم الكثير من الندوات الفكرية والأدبية، والجلسات الحوارية والنقاشية، والأمسيات الشعرية، فضلا عن حفلات توقيع الكتب، التى تتيح لزوار المعرض فرصة اقتناء أحدث إصدارات الكتاب العرب.