تذكار جميع الأموات.. قصة يوم تكفير الخطايا في «الكاثوليكية»
السبت، 03 نوفمبر 2018 11:00 م
وفق الكنيسة الكاثوليكية فقد أنشأ تذكار جميع الموتى المؤمنين الراقدين القديس أوديلون عام 998، وقد رسم هذا التذكار وتذكار جميع القديسين البابا بونيفاسيوس، وذلك لأن المؤمنين الراقدين بالرب، وعليهم بعد قصاصات عن الخطايا المغفورة بالحل السري، أو خطايا عرضية، لم يوفوا عنها في هذه الحياة، فهم ملتزمون ان يكفروا عنها في المطهر لفترة زمنية ولذلك تقيم الكنيسة الصلوات والقرابين لأجل راحة النفوس المطهرية، فكما أقامت الكنيسة المجاهدة تذكاراً لشقيقتها المنتصرة في السماء، تقيم تذكاراً آخر لشقيقتها المتألّمة في المطهر. وهو أشهى تذكار على قلبها.
اقرأ أيضاً: لا تقتل.. بابا الفاتيكان ينتصر في حربه على «الإعدام»
في العهد القديم وفي سفر المكابيين الثاني نجد يهوذا المكابي النبيل، كيف يجمع ألفي درهم من الفضة ويرسلها إلى أورشليم لتقدم بها ذبيحة عن خطايا الذين سقطوا في القتال، وكان ذلك من أحسن الصنع واتقاه، لاعتقاده قيامة الموتى، "لأنه لو لم يكن مترجياً قيامة الذين سقطوا، لكانت صلاته من اجل الموتى باطلاً وعبثاً"، ولاعتباره أن الذين رقدوا بالتقوى، قد ادخر لهم ثواب جميل، وهو رأي مقدس تقوي، ولهذا قدم الكفارة عن الموتى، ليحلوا من الخطيئة.
وفي العهد الجديد يخاطب يسوع الفريسيين قائلاً: "ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، أما من قال على الروح القدس، فلن يغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة". (متى 12: 32). نفهم من هذه الآية أن بعض الخطايا تغفر في العالم الآتي. ونحن نعلم ما من غفران في جهنم البتة. فيكون كلام المخلص عن الخطايا العرضية أو العقوبات الزمنية التي تغفر في المطهر. لأنه لو لم تكن بعض الخطايا أو عقوبات الخطايا تغفر بعد الموت في المطهر كما تعلم الكنيسة، لكان عبثاً قوله: "لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة". فإذن هذه الآية تثبت وجود المطهر كما أثبته القديسون أوغسطينوس، غريغوريوس، إيسيدوروس وغيرهم.