الاتهام أثير أيضًا مع وضع الأسقف أوسكار روميرو في نفس المرتبة، وذلك لوجود أساقفة أقدم عهدا ممن يتم الإعلان عنهم كحال البابا بيوس الثاني عشر والذي توفي منذ عام 1958. وتسود حالة من الترقب في الساحة الكاثوليكية خاصة مع اعتزام البابا فرنسيس اليوم الأحد الإعلان عن قديسين جدد.
قبل 4 سنوات وضعت الكنيسة الكاثوليكية البابا يوحنا بولس الثاني رغم حداثة وفاته في 2005، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في الساحة الكنسية، نظرًا للحداثة وعدم اتخاذه موقفا حاسما تجاه الانتهاكات الجنسية التي ارتبكت من الأساقفة في عهده.
وفق الاتهامات، يبقى الموقف السياسي للبابا أو الأسقف الكاثوليكي أحد أهم المعايير التي تقرر علي أساسها الكنيسة، ما إذا كانت ستضعه في مرتبة القديسين أم لا، وهو ما بدا واضحا تجاه البابا بيوس الثاني عشر، لموقفه الهادئ تجاه النازية في ألمانيا ومحارق الهولوكوست التي ارتكبها أدولف هتلر، حيث تم استبعاده حتى اللحظة، من قائمة قديسين الكنيسة، وهو ما يعكس دور المواقف السياسية في اختيار الكنيسة لقديسيها.
وكل عام تضع الكنسية أساقفة وباباوات في مرتبة القديسين، غير أن انتقادات كثيرة ما تدور نظراً لأن سجلهم لا يرتبط بالدين فقط، فالسياسة لها دورا رئيسيًا في تشكيل مسيرتهم في قيادة الكنيسة الكاثوليكية، خاصة فيما يتعلق بمواقفهم السياسية الداعمة لما يسمي بـ «المعسكر الغربي».
البابا بولس السادس والأسقف أوسكار روميرو المقرر الإعلان عنهما اليوم، هناك شبهات سياسية تدور حولهما، فالأول حكم الكنسية في وقت مليء بالأزمات، ففترته تزامنت مع «الحرب الباردة» أو الصراع السوفيتي الأمريكي، حيث كان الموقف الذي تبنته تجاهه الحكومة الشيوعية في بولندا، بعد توليه مهام منصبه مباشرة، عندما رفضت استقباله علي أراضيها، مؤثرا إلي حد كبير في تبني موقفا مناوئا للنهج الاشتراكي، منتقدا إياه باعتباره يحول الإنسان من قيمة بحد ذاته إلي مجرد رقم أو جزء من آلة الإنتاج.
وأطلق بولس السادس مصالحة تاريخية مع اليهود، إضافة إلي إعلانه احترام الطوائف والديانات الأخرى، وهو ما أثار حفيظة التيار المتطرف –آنذاك-، وبالرغم مما عرف عنه من اعتدال، كان متشددًا في بعض القضايا منها حظر استخدام حبوب منع الحمل.
والأسقف روميرو، لم يكن هو الآخر في منأى عن السياسة فقد كان معروفا بمعارضته لحكومة السلفادور، وكثير الانتقاد لها، مما دفع إلي اغتياله أثناء قيادته لأحد القداسات في مارس 1980، ولذا أطلق عليه الكثير من مريديه لقب «القس الشهيد»، وباتت مسألة وضعه في مرتبة القديسين محل نقاش كبير، حيث رأي البعض أن الرجل تخلي عن دوره الديني لصالح السياسة، إلا أن شعبيته الطاغية بين شعوب أمريكا اللاتينية ربما كانت دافعا لاختياره، حيث أنه صار رمزا لفقراء القارة حتى أن بعضهم يضع صورته علي ملابسهم باعتباره كان رمزا لهم.