هل أصبح الجميع مؤمنين بالشيطان؟.. هكذا يقهر السحر التطور في عقول أغلب المصريين

عادات وتقاليد خاطئة يعتقد كثيرون أنها تجلب الحظ رغم أنها تتسبب في أضرار لأشخاص آخرين، حيث تأخذ الشعوذة والدجل حيز كبير من الاهتمام خاصة في الأقاليم والمناطق الريفية، وهو ما يستغله النصابين لتنفيذ عملياتهم مستهدفين هؤلاء الذين يعانون الجهل وعدم الوعي بمثل هذه الأمور.

ويمارس النصابون ومن يتبعهم، أفعال جدل وشعوذة غريبة ومثيرة منها مثلا دس السحر«العمل» في القبور، حيث يطالب الملقب بالدجال قطعة من ملابس المستهدف أو خصلة من شعره والمعروفة بـ «أطره»، وأحيانا يكون «العمل» في شكل صورة كتابات وزخارف.

وفى السطور التالية ترصد «صوت الأمة» أراء مختلفة تجاه هذه الظاهرة الغريبة والمتناقضة مع العلم والعقل والمنطق، حيث قالت الدكتورة هبة عبد العزيز أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان إنه رغم التقدم التكنولوجي يسود المجتمع المصري موجة من الاعتقاد المبالغ فيه بأعمال السحر والشعوذة والتي يلجأ إليها الناس من مختلف الطبقات الميسورة والفقيرة والمتوسطة المتعلمة وغير المتعلمة اعتقادا بقدرة الأعمال السحرية على تحقيق أمانيهم وحل مشكلاتهم وإيذاء أعدائهم وفى مقابل ذلك يدفعون المال للدجالين والنصابين.

ظاهرة من العصور القديمة

 

وأضافت د. هبه: تاريخ السحر والشعوذة ممتد عبر العصور حيث النقوش والرسومات على جدران بعض الكهوف الفرعونية تشير إلى الاعتقاد بالسحر فضلا عما حوته الكتب والأساطير القديمة غير أن الفارق يكمن في أن القدماء كان يستخدمون السحر لمواجهة الكوارث الطبيعية والحيوانات المفترسة .

وأشارت هبة إلى أن أهل بابل والهنود والمصريين القدماء اشتهروا بتفوقهم في السحر واعتقادهم في الطقوس والطلاسم والتعاويذ السحرية التي كانت تعتمد على تطويع الأرواح الشريرة والشياطين في تنفيذ الأسحار ولا ننسي قصة سيدنا موسي عليه السلام وقصته مع السحرة حيث استطاع بمساعدة إلهية التغلب على سحرهم .

التوعية

وأوضحت أستاذ الفلسفة: مع ظهور الأديان السماوية والتقدم الحضاري والمعرفي كان من المفترض القضاء على تلك الظاهرة  إلا أنها على العكس نجدها في تزايد حيث تحتل الخرافات عقول بعض الناس وهو ما يستغله النصابين في مداعبة أحلام البسطاء في قدرتهم على تحقيق رغباتهم مطالبة بزيادة توعية الناس بعدم مصداقية المشعوذين وكذبهم وقدرة الله سبحانه وتعالى على فعل المعجزات.

وأفتى علماء الإسلام وأئمته بأن تعلم السحر و ممارسته بكافة أشكاله أنواعه حرام شرعا نقلا عن الإمام النووي رحمه الله ورغم اتفاق العلماء على تحريم السحر وتعلمه اختلفوا على تكفير الساحر، وأفتى الإمام مالك وأبو حنيفة وابن حنبل بتكفير الساحر فيما رأي الشافعي السحر أحد الكبائر وليس كفرا .

واستند الفقهاء على تكفير الساحر في قوله تعالى  ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) ، فهذه الآية واضحة حين تحدثت عن الشياطين، وقالت إنهم كفار لأنهم يعلمون الناس السحر.

واستند الشافعي في عدم تكفير الساحر ، على قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله و السحر و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) متفق عليه ، و هنا الحديث فيه إشارة واضحة على أن السحر لا علاقة له بالشرك بل أحد الموبقات المنهي عنها كما استند الشافعي على أن السيدة عائشة باعت جاريتها ولم تقتلها عندما  علمت بأنها تسحر.

اقرأ أيضآ : 

«حظر ارتداء النقاب» بين الرفض والتأييد.. الكرة في ملعب مجلس النواب